قبل اجتماع المكتب التنفيذى لحزب الوفد السبت الماضى جلست مع صديقين قريبين إلى قلبى وهما أحمد السبكى ومحمد الإتربى، ودار بيننا حديثا حول انتخابات رئاسة حزب الوفد التى سيجرى التصويت فيها فى 30 مارس المقبل، بدأه "السبكى" قائلا: "تعرف يا أستاذ أمين أنا والاتربى وباسم رجب أصحاب جدا ومن زمان، بس دلوقتى أنا مع ياسر حسان، والإتربى مع بهاء أبو شقة، وباسم مع حسام الخولى".. ليرد "الإتربى": "آه بس إحنا صحاب جدا وأصحاب من زمان كمان".. ليعاود السبكى مرة أخرى مازحا "تعرف والله ده ينفع موضوع صحفى كمان".
ونحن نتبادل أطراف الحديث دار فى خاطرى سؤال حول مصطلح بدأت أذناي تسمعه كثيرا فى الفترة الأخيرة "وفدى ووافد"، حيث انضم مؤخرا لحزب الوفد عدد من الشخصيات كانت فى أحزاب أخرى ومن هنا أطلق على العضو القديم "وفدى" وعلى الحديث "وافد".
ومن هنا كان السؤال أيضا.. كيف سيتعامل الرئيس الجديد لحزب الوفد مع هذه القضية؟ وهل سيظل "الوفد" بين "الوفدى" حينا و"الوافد" حينا أخرى؟
المرشحون لرئاسة الوفد حتى الآن هم أربعة منهم ثلاثة دائمو التردد على بيت الأمة "بهاء أبو شقة وحسام الخولى وياسر حسان" والرابع مرشح أعتقد أنه ليس جادا فى ترشحه بالقدر الكافى، وفيما يخص الثلاثة فهم يمثلون كل الجبهات داخل الوفد منهم من يمثل "الوفدى" ومنهم من يمثل "الوافد" ولكن يبقى السؤال الأهم من فيهم سيمثل "الوفد"؟
لو تسألنى عما يمثل الوفد حقيقيا سأطرح لك مشروعا قوامه الثلاثة بهاء أبو شقة بما يمثله من قيمة كبيرة رئيسا للحزب، وحسام الخولى بما يمثله من حس سياسى سكرتيرا عاما، وياسر حسان بما يمثله من قوة وحماس الشباب نائبا للرئيس.. هذا المشهد قد يتفق أو يختلف عليه البعض.. وقد تتغير الأشخاص أو تتبدل المناصب.. ولكن الفكرة هنا كما طرحها السبكى والإتربى هو أن الوفد يسع الجميع.
الوفد لا نسمح فيه بأن تأتى جماعة لتقتنص فيه مناصبه دفعة واحدة وبدون مقدمات.. فى نفس الوقت لا نسمح فيه أيضا بأن تختزله جماعة لنفسها، فــــ"الوفد" بيت للأمة.. "الوفد" الذى ساع الهلال والصليب معا، كيف لنا أن نرغمه بألا يكون قادرا على احتضان اثنين من نفس الملة؟
وهنا أيضا لا يسعنى إلا أن ألوم بعض قيادات حزب الوفد وهم أصدقاء لى، على هجومهم المستمر على رئيس الحزب فى نهاية مدته.. فالدكتور السيد البدوى له ما له وعليه ما عليه.. ولكن حقيقة الأمر أن الرجل بادر بأن ينهى مدته التزاما باللائحة.. الرجل الذى يملك أعلى شعبية داخل الهيئة الوفدية آثر على نفسه أن يلتزم بمبادئ الوفد ويخرج من كرسي رئاسته.. وكان لزاما على الكل أن يصفق له ويحييه لا أن يهاجمه .
نعم نتفق معه تارة ونختلف أخرى.. ولكن رئيس الوفد الحالى عاصر أحداثا جساما.. خرج منها الوفد فى ضائقة مادية، صحيح لم يكن سببا فيها بمفرده، ولكن شاركته الهيئة العليا.. لكنه ظل وفدا ينحنى له الجميع احتراما
وختاما.. إن كنتم تريدون الوفد فعليكم بلم شمله.. وإن كنتم تريدون شيئا آخر ظلوا على شتاتكم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة