قامة قصيرة، بنية قوية، عيون زرقاء، نظرات حادة، هكذا كان الصبى الألبانى محمد على، الذى ولد فى 4 مارس 1769، وأصبح فيما بعد مؤسس الدولة المصرية الحديثة، وأبرز حكام الدولة العثمانية .
محمد على باشا، ولد فى مدينة قوله، إحدى موانئ مقدونيا، وكان له سبعة عشر شقيقًا، توفوا جميعًا وهم أطفال، جاء إلى مصر ضمن الجيش العثمانى لتحرير مصر من قبضة الفرنسيين، حيث تولى الحكم فى سنة 1805.. لكن قبل أن يجلس على عرش "أم الدنيا" ويؤسس لدولتها الحديثة، وأسرته "العلوية" التى استمرت فى الحكم أكثر من 140 عامًا، وفى ظل نشأة قاسية، ماذا كان يعمل الباشا قبل التحاقه بجيش العثمانيين؟
وبحسب كتاب "محمد على باشا بدايات قاسية ومجد عظيم" للكاتب نشأت الديهى، أنه بعد زواج الباشا من إحدى السيدات الثريات من قرية "نصرتلى" تدعى السيدة أمينة، بدأ رحلته مع تجارة التبغ من خلال صديق فرنسى، وأصبح كثير الترحال والتنقل بين المدن والمناطق لإدارة تجارته التى درت عليه أموالا طائلة.
ويوضح الكتاب أن تلك التجارة اهتم بها اهتمامًا خاصًا، وأصبح تاجرًا كبيرًا للتبع وأصبحت التجارة فى قلبه وعقله.
وبعدما تولى حكم مصر بعد مجيئه بأربعة أعوام، بعد أن بايعه أعيان الشعب فى دار المحكمة ليكون واليًا على مصر فى 17 مايو سنة 1805م والذى أقره فيها الفرمان السلطانى الصادر فى 9 يوليو من نفس العام.
انتشرت زراعة التبغ فى أنحاء البلاد، وذاع آنذاك صيت التبغ المصرى عالميًا، وازدهرت صناعة الدخان فى المحرسوة، كما ذاع صيت محمد على كأحد أكبر تجار التبغ فى العالم حينها، وصدرت مصر لدول الشرق الأوسط التبغ والمعسل، ومن أشهر تلك المصانع التى أشتهرت تلك الفترة فى صناعة التبغ، "سجائر جياناكليز" و" كيريازى فريريز"، فضلا عن صناعة المعسل، وأظهرت الكثير من الرسومات المنقوشة على جدران بقلعة الجبل (قلعة صلاح الدين)، الوالى محمد على وهو يُدخن التبغ والمعسل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة