على مدى عقود طويلة، عانى ولا يزال يعانى الشعب الفلسطينى، من انتهاكات العدو الصهيونى، العدو الذى سرق الأرض ويريد أن يسرق الهوية، ويمحى تاريخ عروبة الأرض العربية فى فلسطين.
وتمر اليوم الذكرى الثانية والأربعون للاحتفال بيوم الأرض، وهو يوم يحييه الفلسطينيون فى 30 مارس من كل عام، وتعود أحداثه لشهر مارس 1976، بعد أن قامت السلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضى ذات الملكية الخاصة أو المشاع فى نطاق حدود مناطق ذات أغلبية سكانية فلسطينية، وقد عم إضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب، وأندلعت مواجهات أسفرت عن سقوط ستة فلسطينيين وأُصيب واعتقل المئات.
القضية الفلسطينية كانت ولا تزال أحد هموم قصيدة الشعر العربى، وعبر عنها العديد من الشعراء المصريين والعرب فى دواوينهم الشعرية، فى مقاومة ناعمة للعدو المحتل، وكانت من أهم القصائد التى كتبت عن القضية الفلسطينية:
محمود درويش (على هذه الأرض)
"على هذه الأرض ما يستحق الحياة: تردد إبريل، رائحة الخبزِ/ في الفجر، آراء امرأة في الرجال، كتابات أسخيليوس ، أول الحب، عشب على حجرٍ، أمهاتٌ تقفن على خيط ناي، وخوف/ الغزاة من الذكرياتْ./ على هذه الأرض ما يستحق الحياةْ: نهايةُ أيلولَ، سيّدةٌ تترُكُ/ الأربعين بكامل مشمشها، ساعة الشمس في السجن، غيمٌ يُقلّدُ/ سِرباً من الكائنات، هتافاتُ شعب لمن يصعدون إلى حتفهم/ باسمين، وخوفُ الطغاة من الأغنياتْ.
محمود درويش (قصيدة الأرض)
"فى شهر أذار، فى سنة الانتفاضة، قالت لنا الارض/ أسرارها الدمويّة. فى شهر أذار مرّت أمام/ البنفسج والبندقيّة خمس بنات. وقفن على باب/ مدرسة ابتدائيّة، واشتعلن مع الورد والزعتر/ البلدى. افتتحن نشيد التراب. دخلن العناق/ النهائى - اذار يأتى الى الارض من باطن الارض يأتى، ومن رقصة الفتيات-البنفسج مال قليلا/ ليعبر صوت البنات. العصافير مدّت مناقيرها/ فى اتجاة النشيد وقلبى
مظفر النواب (القدس عروس عروبتكم)
"من باع فلسطين وأثرى بالله/ سوى قائمة الشحاذين على عتبات الحكام/ ومائدة الدول الكبرى ؟/ فإذا أجن الليل/ تطق الأكواب بان القدس عروس عروبتنا/ أهلا أهلا أهلا/ من باع فلسطين سوى الثوار الكتبة ؟/ أقسمت بأعناق أباريق الخمر وما فى الكأس من السم/ وهذا الثورى المتخم بالصدف البحرى ببيروت/ تكرش حتى عاد بلا رقبة/ أقسمت بتاريخ الجوع ويوم السغبة/ لن يبقى عربى واحد إن بقيت حالتنا هذى الحالة/ بين حكومات الكسبة"
نزار قبانى (طريق واحد)
(أصبحَ عندى الآنَ بندقيه..إلى فلسطينَ خذونى معكم/ إلى ربىً حزينةٍ كوجهِ مجدليّه/ إلى القبابِ الخضرِ.. والحجارةِ النبيّه/ عشرونَ عاماً.. وأنا/ أبحثُ عن أرضٍ وعن هويّه/ أبحثُ عن بيتى الذى هناك/ عن وطنى المحاطِ بالأسلاك/ أبحثُ عن طفولتي.. وعن رفاقِ حارتي..عن كتبي.. عن صوري..عن كلِّ ركنٍ دافئٍ.. وكلِّ مزهريّه.
محمد مهدى الجوهرى (فلسطين الدامية)
"لو استطعتُ نشرتُ الحزنَ والألما.. على فِلسْطينَ مسودّاً لها علما/ ساءت نهارى يقظاناً فجائعُها.. وسئن ليلى إذ صُوِّرْنَ لى حلما/ رمتُ السكوتَ حداداً يوم مَصْرَعِها ....فلو تُرِكتُ وشانى ما فتحت فم/ أكلما عصفت بالشعب عاصفةٌ.. هوجاءُ نستصرخُ القرطاسَ والقلما ؟/ هل أنقَذ الشام كُتابٌ بما كتبوا... أو شاعرٌ صانَ بغداداً بما نظما/ فما لقلبى جياشاً بعاطفةٍ.. لو كان يصدقُ فيها لاستفاضَ دما/ حسب العواطف تعبيراً ومنقصةً.... أنْ ليس تضمنُ لا بُرءاً ولا سقما/ ما سرنى ومَضاءُ السيفِ يُعوزونى.... أنى ملكتُ لساناً نافثاً ضَرما"
على محمود طه (فلسطين)
أخي، جاوز الظالمون الــمـدى/ فحــــقَّ الجهـــادُ، وحقَّ الفـِدا/ أنتركهُمْ يغصبونَ العُــــروبــــةَ/ مجـــد الأبــــوَّةِ والـســـــؤددا؟/ وليسوا بِغَيْرِ صليلِ الســيـوف/ يُجيـــبونَ صوتًا لنا أو صـدىِ/ فجــرِّدْ حـــسامَكَ من غـــمــدِهِ/ فليس لهُ، بـــعـــدُ، أن يُغـــمـدا/ أخي، أيهـــا العربى الأبى أرى/ اليوم موعـــدنا لا الـــــــغــــــدا/ أخي، أقبل الشرقُ فى أمــــــةٍ/ تردُّ الـــضلال وتُحيى الــــهُـدى/ أخي، إنّ فى القدسِ أختًا لنـا/ أعــــدَّ لها الذابحون الـــمُــــدى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة