بإزاحته السلطان العثمانى آنذاك، عبد المجيد الثانى، ونفيه، فى 3 مارس 1924، على يد مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الدولة التركية الحديثة، سقطت آخر معقل للخلافة الإسلامية، وبدأ التاريخ الإسلامى من بعدها فى شكل ومنعطف جديد.
لكن قبل السقوط استمرت الدولة العثمانية قرابة 625 عاما، بدأت فى إمارة تابعة للسلطنة السلجوقية الرومية، على يد عثمان بك مؤسس السلالة العثمانية، وعلى مدار تلك الفترة الزمينة الكبيرة، التى جعلت الخلافة العثمانية، أحد أكبر الخلافات الإسلامية عمرا، كانت لها تاريخ دموى من المذابح والمجازر، منها:
- "مذبحة المماليك" وهى مذبحة وقعت بعد انتصار العثمانين على المماليك فى مصر، 1517، والإطاحة بدولة المماليك الجراكسة، ووقع ضحيتها مئات المصريين، وبلغ عددهم نحو ثمانمائة، من الأمراء، والمماليك العاديين، بما فيهم الأمير كرنباس والى مصر، وسقط فيها أيضا السلطان طوماى باى، آخر سلاطين المماليك، والذى تم إعدامه فيما بعد على باب زويلة بالقاهرة.
- "مذبحة النيازيون" وهى مذبحة ارتكبت فى يناير عام 1804 فى الميدان المركزى فى فالييفو فى صربيا، وقد كان الضحايا هم أبر النبلاء الصربيين، الذين كان يطلق عليهم اسم النيازيون "الدوق المحلى" فى باشالوك بلغراد، وتم إعدامهم على يد متمردى داهياس، المجلس الإنكشارى الذى كان يحكم صربيا فى ذلك الوقت.
- "مجزرة القسطنطينية" ووقعت عام 1821، قامت بها سلطات الدولة العثمانية ضد المجتمع اليونانى فى مدينة القسطنطينية "إسطنبول"، انتقامًا لاندلاع حرب الاستقلال اليونانية (1821-1830)، وبمجرد وصول خبر الانتفاضة اليونانية إلى العاصمة العثمانية، وقعت فى المدينة عمليات إعدام جماعية، ومجازر من نوع الهجمات، وتدمير الكنائس، ونهب ممتلكات السكان اليونانيين فى المدينة، كما وذبح أيضًا عدة مئات من التجار اليونانيين فى المدينة.
- "مذبحة جدة" هى مذبحة وقعة عام 1858 م، راح ضحيتها 21 مسيحيا من سكان جدة، منهم القنصل الفرنسى فى جدة ونائب القنصل البريطانى، وعدد 24 ضحية معظمهم من اليونانيين والمشرقيين، وبعض من كان تحت الحماية البريطانية إضافة إلى ابنة القنصل الفرنسى والمترجم الفرنسى، ويرجح بعض المصادر التاريخية بأن يكون المحرض وراء تلك المجزرة هو أحد شيوخ دلهى، احتجاجا على قمع بريطانيا الثورة الهندية بين 1857 وعام 1859.
- "مجزرة حلب" أو ما تسمى بـ قومة حلب، وهى مجزرة وقعت فى 16 أكتوبر من العام 1850، ضمن أحداث فتنة طائفية بين المسلمين والمسيحيين القاطنين فى حى الصليبة والجديدة بحلب، والتى نتج عنها مقتل 14 ألف شخصاً ونهب بيوت وكنائس، أدت الأحداث إلى هجرة المسيحيين إلى بيروت، وأزمير وماردين.
-"مذابح الأرمن"وتعرف أيضا باسم المحرقة الارمنية والمذبحة الارمنية أو الجريمة الكبرى، تشير إلى القتل المتعمد والمنهجى للسكان الأرمن من قبل الدولة العثمانية خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر وعمليات الترحيل، والترحيل القسرى والتى كانت عبارة عن مسيرات فى ظل ظروف قاسية مصممة لتؤدى إلى وفاة المبعدين، ويقدر الباحثون أعداد الضحايا الأرمن بين 1 مليون و 1.5 مليون شخص.
- "مذابح سيفو" وتعرف كذلك بالمذابح الآشورية أو مذابح السريان، تطلق على سلسلة من العمليات الحربية التى شنتها قوات نظامية تابعة للدولة العثمانية بمساعدة مجموعات مسلحة شبه نظامية استهدفت مدنيين آشوريين/سريان/كلدان أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى، وقعت بين أعوام 1914-1920، أدت هذه العمليات إلى مقتل مئات الآلاف منهم كما نزح آخرون من مناطق سكناهم الأصلية بجنوب شرق تركيا الحالية وشمال غرب إيران.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة