"حق العودة" حلم يراود كل فلسطينى للعودة إلى وطنه وأرضه وهو الحق الفلسطينى المشروع لكافة اللاجئين والذى تسعى إسرائيل إلى وأده ومحاولة تهميشه وعدم القبول به فى أى عملية تفاوضية بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.
وفى ظل حالة التكالب الذى تمارسه الولايات المتحدة وإسرائيل عبر ما تروج له الصحافة الغربية والمعروف بـ"صفقة القرن" والذى يسقط اللاجئين الفلسطينيين فى حق العودة، دشن صحفى فلسطينى يدعى "مثنى النجار" خيمة للعودة منذ عدة أشهر للتأكيد على الحق الفلسطينى فى العودة لأرضه وداره التى سلبها المستوطنين الإسرائيليين.
أول خيمة اعتصام دشنها منذ أشهر الصحفى الفلسطينى مثنى النجار
ومع دعوات اسقاط "حق العودة" وتسريبات تشير إلى اقتناع بعض الساسة الفلسطينيين من اسقاط هذا الحق المشروع لأبناء الشعب الفلسطينى، تحرك أبناء قطاع غزة لإطلاق مسيرة العودة الكبرى وذلك بالتزامن مع ذكرى يوم الأرض الذى يوافق 30 مارس.
حق العودة
ميدانيا، يواصل الفلسطينيون فى قطاع غزة استعداداتهم للقيام بمسيرة العودة شرق قطاع غزة يوم غد الجمعة، بعد نصبهم الخيام على طول الشريط الحدودى، ما أثار مخاوف إسرائيلية من محاولات تسلّل إلى داخل الأراضى المحتلة.
حق العودة
وعلى الرغم من الطقس السىء تمكن أبناء الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة من قطع شوط كبير فى إنهاء التحضيرات لمسيرة العودة الكبرى، التى ستنطلق صباحً الجمعة إلى الحدود الشرقية، وبأقرب نقطة من أراضى فلسطين المحتلة التى يفصل لاجئى القطاع عنها سلك شائك ووحدات عسكرية تتبع للاحتلال الإسرائيلى.
فيما تعمل اللجان المشتركة من كافة الفصائل والقوى الوطنية الفلسطينية وبالتعاون مع الجهات المعنية فى القطاع لإتمام الفعالية الشعبية الأولى من نوعها والتى توافق يوم الأرض الفلسطينى، والهادفة للمطالبة بحق العودة وفق القرار الأممى 194.
غزة تستعد لحق العودة
ويلزم القرار الأممى رقم 194 يلزم جيش الاحتلال الإسرائيلى بعودة كل هؤلاء الذين أجبروا على الرحيل عن بيوتهم وأراضيهم إلى ديارهم مرة أخرى بعد حرب 1948.
تحضيرات تجرى على قدم وساق فى غزة ما بين نصب خيم العودة وتوفير المياه وما يحتاجه المعتصمون الفلسطينيون التى من المتوقع أن تمتد لفترة طويلة، وشرعت هيئات ولجان العمل فى الانتهاء من التجهيزات الميدانية للمسيرة، للبدء بالاعتصام الحدودى والذي لن ينتهي قبل أن تتحقق أهداف المسيرة، بحسب الداعين للاعتصام.
بدورها دعت حركة " فتح " إقليم شرق غزة جماهير الشعب الفلسطينى لأوسع مشاركة شعبية سليمة فى مسيرة العودة الكبرى، التى تنظمها القوى الوطنية والإسلامية بالمحافظات الجنوبية فى الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض، تخليداً لحق الشعب الفلسطينى فى العودة إلى الأراضى التى هجروا منها وتأكيداً على هذا الثابت الوطنى.
فلسطينيون يحشدون لمسيرة حق العودة
وقالت حركة فتح فى تصريح صحفى صادر عن مفوضية الإعلام بالإقليم، " إن معركة الأرض لا زالت مستمرة حتى اليوم بفعل الممارسات الاحتلالية التي تستهدف الأرض والإنسان الفلسطيني في كافة الأماكن وتعمل على مصادرة الأراضي العربية حتى تحرمنا من أرضنا الخالدة والتي نسعى لإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة عليها وعاصمتها القدس الشريف".
وأضافت الحركة " فى الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض الخالد نقول: أن انتفاضة أبناء شعبنا في الداخل عام 1976 شكلت محورا مفصليا في تاريخ النضال الشعبي في وجه سياسة مصادرة الأراضي، والذين لم يبخلوا بدمائهم الزكية في الدفاع عن أرضهم الغالية".
فلسطينيون يستعدون لمسيرة العودة الكبرى
وأشارت الحركة " أن الهبة الجماهيرية التي قامت بها جماهيرنا العربية في الداخل جاءت تحديا لقرار سلطات الاحتلال بمصادرة آلاف الدونمات في قرى سخنين وعرابة ودير حنا، مثلت نقطة مضيئة لهذه الجماهير والتي طالما تمسكت بأرضها رغم المحاولات الاحتلالية المتكررة لتهويد الأرض العربية".
وشددت الحركة "على أن الفلسطينيين في هذه الذكرى العظيمة أحوج ما يكونوا إلى التكاتف والتلاحم، ورص الصفوف، وتعزيز الوحدة الوطنية، وانجاز اتفاق المصالحة، لمجابهة المطامع الإسرائيلية بالأرض العربية في القدس والضفة والنقب وكافة أراضينا المحتلة.
الاستعداد لمسيرة حق العودة
وأكدت الحركة " أننا وبدون وحدة الصف الفلسطيني والاتفاق على برنامج عمل مشترك يحافظ على الثوابت الوطنية لن نستطيع أن نواجه المخططات الإسرائيلية العنصرية التي تهدف لاقتلاعنا من هذه الأرض المباركة".
بدورها دعت حركة حماس جماهير الشعب الفلسطينى فى أماكن تواجده كافة إلى المشاركة الواسعة فى مسيرة العودة الكبرى المزمع انطلاقها يوم غد الجمعة.
وأهابت حماس فى بيان لجماهير الشعب الفلسطينى بالالتزام الدقيق بسلميتها والابتعاد عن أى مظهر من المظاهر التي يمكن أن تحرفها عن هدفها وتقف عائقاً فى وجه نجاحها، لافتة أن "الذكرى تطل وشعبنا يستعد للمشاركة فى مسيرة العودة لفرض قواعد اشتباك جديدة تحاكي عودة الطيور المهاجرة إلى ديارها، منبهة أن شعبنا كان ولا زال وسيبقى متشبثاً بالأرض، متمسكاً بها، مستعداً للتضحية من أجلها مهما كلف ذلك من ثمن".
وشددت حماس على أن وحدة الشعب الفلسطينى ووحدة أرضه ومصيره المشترك وحتمية العودة ورفض الوصاية والتوطين، مؤكدة رفضها لكل مشاريع تصفية القضية والتى آخرها صفقة ترمب والعمل بكل الوسائل للتصدي لها وإسقاطها.
بدوره حذر رئيس الأركان الإسرائيلى غادى ايزينكوت من أن جنوده سيطلقون النار إذا اقترب الفلسطينيون من الحدود وشكلوا خطراً، قبل مسيرة العودة المقرر انطلاقها غداً الجمعة في قطاع غزة، وقال للصحف الإسرائيلية: إن جيش الاحتلال نشر تعزيزات لا سيما من القناصة على مشارف غزة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة