فيرجينا وولف.. فى أعين الكاتبات بعد 77 عاما على الرحيل

الأربعاء، 28 مارس 2018 02:07 م
فيرجينا وولف.. فى أعين الكاتبات بعد 77 عاما على الرحيل فيرجينيا وولف
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمر اليوم الذكرى الـ 77 لرحيل فيرجينيا وولف (25 يناير 1882 — 28 مارس 1941)، التى تحولت مع مرور الوقت إلى أيقونة للكتابة النسائية، فنادرا ما تجد كاتبة لم تقرأ رواياتها، أو تأثرت بسيرتها الذاتية، وفى هذا السياق، تحدث ثلاث كاتبات لـ"اليوم السابع" حول نظرتهن لهذه الكاتبة التى تميزت أعمالها بإيقاظ الضمير الإنسانى.

فى البداية قالت الكاتبة نورا ناجى: عندما أفكر فى فيرجينيا وولف أجد نفسى أفكر لا إراديا فى كل المآسى التى تعرضت لها فى حياتها، الكتابة قد تكون فعل تطهير، تخفف قليلاً الألم النفسى، ومن الشعور بالذنب، الذى كانت تشعر به فرجينيا رغماً عنها. فهى وإن كانت تعذبت كثيراً، إلا إنها عذبت من حولها أيضاً ولو لا إرادياً.

نورا ناجى: فيرجينا وولف كانت فى غاية الضعف وليس العكس

وأضافت نورا ناجى: الفن يولد من رحم المعاناة، وفرجينيا خير مثال على ذلك، أريد أن أقول أن اكتئابها لم يكن قوة كما تعتقد بعض الفتيات اللاتى يقرأن لها اليوم أو يشاهدن نيكول كيدمان فى دورها الأيقونى فى فيلم The Hours وينبهرن، بل كانت فى غاية الضعف، أتخيلها تجتر ذكرياتها الحزينة، من التحرش الجنسى على يد أخيها غير الشقيق فى طفولتها، مروراً بغرامها اليائس بزوج أختها، العلاقة التى كان محكوم عليها حتماً بالفشل ورفض العالم كله، انتهاءً إلى معاناتها مع المرض الذى جعلها غير قادرة على الشعور بالسعادة أو الراحة أو الحب.

ورأت نورا ناجى أنه ربما تكون الكتابة قد منحت فيرجينا وولف بعض اللحظات السعيدة، لكن عندما أضع نفسى مكانها أشعر بوحدة قارصة البرودة، أشعر بامرأة ميتة من الداخل، تسير وتتحرك وتكتب وتعيش دون أن تعرف ما جدوى كل ذلك؟، هى بالتأكيد لم تكن تعلم أن بعد كل هذه السنين، ستجلس فتاة فى بلد أخرى بعيدة لا تتحدث حتى لغتها، تحاول أن تضع نفسها مكانها، وتحاول أن تتقمص شخصيتها، وتشعر بما شعرت به.

وتابعت صاحبة رواية "بنات الباشا": بالتأكيد حظيت فرجينيا بالنجاح والتقدير والحب، لكنى أشك فى كونها شعرت بكل ذلك، وفى هذا قمة المعاناة فى نظرى. ربما كان الانتحار هو بالفعل طريقتها الوحيدة للحصول على بعض السكينة.

أمانى خليل: فيرجينا وولف حالة شديدة الثراء والشجن

وقالت الكاتبة أمانى خليل: تمثل لى فرجينيا وولف حالة شديدة الثراء والشجن والعذوبة بملامحها الدقيقة المنحوتة التى انطبعت فى ذاكرتى مندمجة فى ملامح نيكول كيدمان فى فيلم الساعات، بمشيتها الوئيدة فى الماء نحو مصيرها النهائى الموت، اكتئابها المتكرر صراعها مع ذاتها ومحيطها الأكبر.

وأضافت أمانى خليل: ولعل أهم كتاب لها أثر فى نفسى هو غرفة "تخص المرء وحده" الذى تساءلت فيه فيما اعتبر مانيفيستو نسويا: لماذا يحرم على المرأة أن تكتب بينما يسمح بذلك للرجل؟، لماذا يسمح له بدخول المكتبات بينما تحرم هى من ذلك، ما هى الأسس التى تجعل منجز المرأة الإبداعى ناقصًا وأقل من الرجل، لمجرد أنه رجل، لماذا يسمح للرجل بشرب النبيذ ولا يسمح لها إلا بشرب الماء، وهو ما يتكرر حتى اليوم بدءًا من قيادة السيارة، تولى المناصب العامة التى لا يدعمهم فيها سوى كونهم رجال، كتابة الرواية والشعر، حيث احتكر الرجال العملية الإبداعية ووضعوا ذواتهم على قمتها لمجرد أنهم ولدوا رجال، "غرفة تخص المرء وحده" كتاب ملئ بالشهادات والقصص والنصوص التى تنتصر للحق فى المساواة.

وقالت الكاتبة دينا يسرى: فى كل مرة أقرأ لفرجينيا وولف أعد على أناملى أوجه الشبه، أذكر اثنتان والثالثة أحتفظ بها لنفسى، الأولى أن كلتانا تحدثنا فى عمر الثالثة، ربما أدركنا مبكرا أن الحديث ما هو إلا محض هراء فاتجهت هى للكتابة وتبعتها، أما الثانية وهى الانتحار أن تحب أديبة فقط لتعلقك النفسى بنهايتها فهذا شىء عبثى.

وأضافت دينا يسرى: ترى ما الذى آلمها نفسيا أكثر وسبب لها الاضطرابات النفسية، تعرضها للتحرش من قبل أخيها غير الشقيق فى صغرها؟. أم خيانات متكررة من زوج آمنت له فعدد علاقاته النسائية؟. أم خيانتها لأختها؟.

دينا يسرى: فيرجينيا وولف فضلت الانتحار ليتذكرها العالم

وتابعت دينا يسرى: أعتقد أن الحادثة الأولى شوهتها والخيانات المتكررة دمرتها فاستعادت ثقتها بنفسها عن طريق زوج أختها، ولهذا دائما ما أتسائل ماذا كان ينقصها لتصبح سوية الحب، استقرار مشاعرها؟. الشك يقتل صاحبه وآخرته الجنون هل هذا سبب انتحارها؟.

ورأت دينا يسرى أن فيرجينا وولف حينما فضلت الانتحار كنهاية لفصول حياتها اختارت طريقة يذكرها بها العالم لكنها قد تكون موجهة لشخص واحد، فأثقلت جيوب معطفها بالحجارة لتغرق بسلام فى النهر.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة