جمال أسعد

هذا هو يوم لمن يفتدى مصر

الإثنين، 26 مارس 2018 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يخرج المصريون اليوم وسيخرجون غدًا وبعد غدٍ، ليعلنوا للعالم أجمع من هم المصريون؟ ومن هى مصر؟ دائمًا ما تردد أن مصر وحضاراتها وهويتها تكونت عبر آلاف السنين، فلم تكون تلك المقولة كلاما يردد بلا دليل أو شعار، لا علاقة له بواقع أو تاريخ. فالأمم مثل البشر العمر يلعب دورًا مهمًا فى مسيرتهم من خلال التجارب والممارسات، وكم المواجهات وحجم المشاكل، والحفاظ على القيم والكرامة وحماية العرض والأرض. وبقدر المواجهة والعمل وبكم التضحية والوفاء وبدفع ضريبة الدم. كانت مصر وكانت حضارتها وستظل هويتها، مهما قابلت من صعاب، ومهما واجهت من تحديات. فكم من صعاب ومواجهات وغزوات وحروب قابلت مصر وكم عانى المصريون. وكانت وكانوا دائمًا هم المثل والقدوة، ولذلك كانت مصر هى صانعة الحضارة وهى فجر التاريخ والضمير. والآن تعيش مصر وشعبها فى مواجهة وتحدٍّ يصل إلى مرحلة الحد بين البقاء والفناء. وهذا ليس بجديد فكم عانى المصريون من المجاعات وكم تحملوا من المشاق وكانوا دائماً هم المنتصرين والباقين.. فانتخابات الرئاسة هذه ليست هى القضية ولا هى المشكلة، فبكل الحسابات فالسيسى رئيسًا لدورة رئاسية ثانية. ولكن الأهم هو أن هذه الانتخابات وحتى الآن تسير فى الإطار الدستورى والقانونى أى أن السيسى يمتلك بداية الشرعية الدستورية والقانونية. ولكن لا تكتمل هذه الشرعية بغير الجماهيرية. مع العلم أن الشرعية الجماهيرية هذه تجوز وتكون صحيحة بنسبة %50+1 بالطبع، أيضًا، ليست هذه هى المشكلة. ولكن نتيجة للظرف التاريخى والواقع الموضوعى الذى جاء فيه السيسى فى المدة الرئاسية الأولى، لم تكن انتخابات عادية وفى ظروف عادية. فبعد خطف واختطاف 25 يناير وسيطرة الإخوان وما تبع هذا من نتائج كارثية كانت ستحيط بمصر وتاريخها وهويتها. وجدنا السيسى ومن موقع وزير الدفاع قد تجاوز دوره التنفيدى إلى دور وطنى تاريخى. وهو محاولة الخروج بالوطن من ورطة الإخوان وبالطرق السياسية. وتجسد دوره الوطنى فى محاولة رأب الصرع بين سلطة الإخوان وبين الشعب المصرى. ولما رفض الإخوان انحاز السيسى والجيش للشعب كالعادة وأسقطوا ومعهم الشعب الإخوان، فلم يكن سقوطًا للإخوان فحسب، ولكن كان سقوطًا لمخطط يهدف إلى الاستيلاء واستعمار مصر بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ للاستعمار. 
 
أسقطوا مخطط تقسيم المنطقة على أسس طائفية. أسقطوا وأوقفوا فوضتهم غير الخلاقة والتى استهدفت ليبيا وسوريا والعراق واليمن وكانت الجائزة الكبرى والتى مازالت هى إسقاط مصر الوطن والدولة وليس النظام فقط. والأهم أذابوا حلما وأحبطوا أملاً وأسقطوا نظاماً ظل يحاول ويناور ويحلم منذ 1928 وحتى 2012 بحكم مصر، وتحويلها إلى ولاية تابعة لغير المصريين استعادة لتاريخ استعمارى بغيض وحكم عثمانى يتاجر بكل شىء حتى الدين. ولذلك رأينا ومازلنا تلك الحرب غير المسبوقة مع الإرهاب الممول بأخطر ترسانات السلاح وأحدثه من دول ومخابرات عالمية. فالتحديات والمواجهات فى الداخل والخارج لن تنتهى. 
 
ورأينا السبت الماضى محاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية بهدف الترويع والتهديد، حتى لا يخرج الشعب للانتخاب. وحتى لا يحصل السيسى على الشرعية الجماهيرية، تلك الشرعية التى سيحاولون قياسها خطأ بتلك الشرعية التى حصل عليها فى المرة الأولى سواء فى نسب الحضور أو فى نسب الأصوات، حتى يقيموا الأرض ومن عليها استعدادًا وتمهيدًا لحملات ومعارك سياسية وحقوقية ودولية ضد السيسى ونظامه، على اعتبار أنه لم يحصل على الشرعية الجماهيرية وأن الشعب لا يريد السيسى ولا نظامه. وأن نظام السيسى غير شرعى وهذا دليل على أن 30 يونيو هو انقلاب على الشرعية الدستورية التى حصل عليها الإخوان. وهذا هو بيت القصيد للإخوان ولمجمل التيار السياسى الذى يتدثر بالإسلام، وهذا هو هدف دول لا تخفى عداءها للسيسى ولنظامه مثل تركيا وقطر. وهذا هو أمل الدولة الصهيونية. مهما كانت العلاقات والاتفاقات الدبلوماسية فالاستراتيجية الصهيونية المحصنة من قوى الاستعمار الجديد، دائماً لن تتوانى عن إسقاط مصر والمنطقة وإعادة سايكس بيكو أخرى ولصالح إسرائيل وبعمالة الإخوان وتابعيهم، فالتجربة أثبتت الاستراتيجية، والواقع أكد العمالة. 
 
وإلا لماذا لم تعلن أمريكا والغرب حتى الآن الإخوان كمنظمة إرهابية؟ هذا هو الموقف وذاك هو الواقع والهدف. فهى ليست انتخابات للسيسى ولكنها يوم الفداء لمصر، وللحفاظ عليها وعلى حضارتها وتاريخها وهويتها. اليوم يوم التحدى للدفاع عن بقاء الوطن وحماية مصر من أعدائها حتى تكون وبحق لكل المصريين الشرفاء المحبين لها المنتمين لترابها والمفتخرين بحضارتها. أما الخلاف السياسى وهو حق. والمعاناة الاقتصادية وقد دفع الفقراء ولا يزالون يدفعون الثمن. وجمود المناخ العام والمجال السياسى نتيجة للظروف الاستثنائية فهذا واجب المناقشة، ولابد من حق الحوار والاختلاف. ولكن لا يكون ذلك مستطاعا لو ضاعت منا مصر حافظوا على مصر الوطن حتى نعمل ونناضل ونشارك فى القرار، حفظ الله مصر وشعبها العظيم وجيشها الباسل.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة