يحتفل العالم اليوم السبت، باليوم العالمى للدرن "السل"، الذى يوافق 24 مارس من كل عام، وقد اتخذت منظمة الصحة العالمية شعار لحملة هذا العام وهو "فلنتحد لنقضى على مرض الدرن"، وقد حققت مصر فى السنوات الماضية نجاحًا كبيرًا فى القضاء على هذا المرض بنسبة كبيرة بعد تأسيس البرنامج القومى لمكافحة الدرن، الذى أطلقته وزارة الصحة فى أواخر الثمانينات من القرن الماضى، فى السطور التالية نتعرف على معلومات عن مرض الدرن وأسبابه وأعراضه وكيفية الوقاية منه.
ويأتى الاحتفال باليوم العالمى للسل فى 24 مارس من كل عام، فى ذكرى إعلان العالم الألمانى روبرت كوخ عن اكتشافه للميكروب المسبب لمرض الدرن عام 1882.
الدرن مرض معدى
أرقام هامة حول مرض السل فى مصر والعالم:
وتشير الإحصائيات التى أصدرتها منظمة الصحة العالمية إلى أن السل يقتل 5 آلاف شخص يومياً فى العالم، حيث تبلغ حالات الإصابة بالسل حوالى 10.4 ملايين حالة على الصعيد العالمى فى عام 2016، وتوفى من جراء الإصابة به 1.8 ملايين شخص، كما بلغ العدد التقديرى لحالات الإصابة بالسل فى منطقة شرق المتوسط 766000 حالة، وتوفي بسببه 82000 شخص فى العام نفسه.
كما استطاع إقليم شرق المتوسط أيضًا خفض معدل وفيات السل إلى النصف بحلول عام 2015 مقارنة بتقديرات عام 1990.
وفى مصر.. انخفضت نسبه الإصابة بالدرن أى عدد المرضى الجدد الذين يصابون سنويا به من 34 حالة لكل 100 ألف من السكان عام 1990 إلى 15 حالة لكل 100 ألف من السكان حاليًا أى ما يقرب من 14 ألف مريض جديد سنويًا، كما حققت نتائج علاج مرضى الدرن نسبة نجاح بلغت 87 %، ما يعطى الأمل فى إمكانية القضاء على هذا المرض تماما بمصر.
ما هو مرض الدرن وما خطورته؟
قال الدكتور عصام المغازى، استشارى أمراض الصدر ورئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر لـ"اليوم السابع"، أن الدرن هو مرض بكتيرى معدى يسببه ميكروب "الدرن"، وهو يصيب الرئتين ويسمى "الدرن الرئوى"، كما يمكن أن يصيب أجهزة الجسم المختلفة مثل: الكلى، الأمعاء، العظام، المخ، الجهاز البولى، الغدد الليمفاوية ويسمى "الدرن خارج الرئة".
وأوض،ح أن الدرن يمثل مشكلة صحية خطيرة يجب القضاء عليه لأسباب عديدة، منها أنه إذا لم يتم علاج الشخص المصاب فإنه يسبب العدوى لـ 10 إلى 15 شخصا سنوياً، كما أن أكثر نسب الإصابة به فى شريحة الشباب من 15 وحتى 44 سنة، وهو ما يؤثر على الاقتصاد، لأنه يمس الشريحة المنتجة فى أى مجتمع.
بكتيريا الدرن
أسباب الإصابة بالدرن وكيف تنتقل العدوى؟
وأكد الدكتور عصام المغازى، أن الدرن ينتقل من خلال استنشاق الرذاذ المتطاير أثناء الكحة من مريض بالسل، أو إذا بصق مريض الدرن على الأرض وجف البصاق، فإن الأتربة المتطايرة نتيجة الكنس أو تيارات الهواء تحمل الميكروب ويستنشقها الشخص السليم، وكذلك شرب اللبن غير المبستر أو غير المغلى والمحمل بميكروب الدرن.
وتابع قائلًا: أن السل لا ينتقل بسهولة لأن العدوى تحدث بصفة عامة عن طريق الاختلاط الوثيق بمريض السل ولمدة طويلة من الوقت لا تقل عن 8 ساعات ويعتبر الازدحام فى المنزل وأماكن العمل عامل هام للإصابة بالعدوى، مضيفًا "معظم الناس الذين يلتقطون عدوى الدرن لا ينقلون المرض ولا يمرضون لأن جهازهم المناعى يحاصر جراثيم الدرن، ولكن 5-10% فقط من جملة المصابين بالعدوى يصابون بالمرض، وذلك عندما يضعف الجهاز المناعى لديهم.
ما هو الدرن
تطعيم إجبارى وبرنامج قومى لمكافحة الدرن
ومن جانبه، قال الدكتور أشرف حاتم، أستاذ أمراض الصدر بكلية الطب قصر العينى ووزير الصحة سابقًا، أن مصر من الدول أقل من المتوسطة فى الإصابة بالسل، مضيفاً أنه كان من الأمراض الخطيرة حتى الستينات من القرن الماضى، حيث كان يودى بحياة من يصاب به حتى تم اكتشاف مضادات حيوية لعلاجه .
وأوضح أن إطلاق وزارة الصحة لبرنامج قومى لمكافحة الدرن فى أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات ساعد بشكل كبير على المساهمة فى مكافحة هذا المرض، كما أصبح هناك تطعيم إجبارى للمواليد الجدد ضد الدرن، وكذلك تطعيم آخر ضده فى سن دخول المدرسة، كل هذه الإجراءات ساهمت فى مكافحته بشكل كبير.
السعال اهم اعراض الدرن
أعراض السل
وأشار الدكتور أشرف حاتم إلى أن أهم أعراض مرض الدرن، هى ضعف وهزال للشخص المصاب ويصبح مثل "المسلول"، لذا تمت تسميته بمرض السل، فقدان الشهية، نقص الوزن، ارتفاع درجة الحرارة، العرق الزائد ليلاً، كحة شديدة، بلغم قد يكون مصحوباً بدم، وعلاوة على الأعراض السابقة إذا كان الدرن خارج الرئة سوف يشعر الشخص بألم فى المكان الذى أصابه المرض مثل: الغدد الليمفاوية أو المفاصل وغيرها.
تشخيص الدرن أو السل
قال الدكتور محمود عبد المجيد، استشارى الأمراض الصدرية ومدير مستشفى الصدر سابقًا، أن مرض الدرن يتم تشخيصه عن طريق تحليل البصاق تحت الميكروسكوب أو عمل مزرعة درنية للبصاق أو الآشعة على الصدر، وبالنسبة للدرن غير الرئوى نأخذ عينة من الأنسجة فى المكان المصاب ويتم فحصها.
عدوى الدرن
الدرن مرض قابل للشفاء بنسبة 100%
أوضح الدكتور محمود عبد المجيد، أن مرض الدرن قابلًا للشفاء بنسبة 100%، خاصة إذا تم تشخيصه وعلاجه سريعًا، حيث يستمر العلاج حوالى 6 أشهر على الأقل ولكن يجب الانتظام فى العلاج جيدًا دون تفويت أى جرعة من الدواء، حتى لا تحدث مناعة للميكروب.
وتابع قائلًا توفر وزارة الصحة علاج مجانى من الدرن فى المستشفيات، ومنها: مستشفى صدر العباسية التى يوجد بها أكبر قسم لعلاج الدرن، وكذلك مستشفى صدر الجيزة، علاوة على مستوصفات الصدر التى توجد فى أحياء كثيرة بالقاهرة، مثل مستوصف صدر السيدة زينب، وشبرا وغيرها.
واستطرد قائلًا: "أصبح مرض الدرن قابلا للشفاء، حيث توفرت الأدوية الفعالة اللازمة للعلاج، ولكن لابد أن يؤخذ العلاج بانتظام بالجرعة الصحيحة، وباستمرار للمدة المقررة حسب نظام العلاج الموصوف بواسطة طبيب الأمراض الصدرية".
علاج الدرن
طرق الوقاية من الدرن
أوضح الدكتور محمود عبد المجيد، أن أهم طرق الوقاية من الدرن هى:
1- اتباع العادات الصحية السليمة مثل تغطية الفم أثناء الكحة أو السعال وعدم البصق على الأرض.
2- الابتعاد عن الأماكن المزدحمة قدر الإمكان، مثل الأتوبيسات العامة، المصالح الحكومية وغيرها.
3- تهوية الأماكن جيدًا والسماح لضوء الشمس بدخول المنزل، لأن الشمس تقتل بكتيريا الدرن.
4- غسل الأيدى باستمرار حتى لا يتم استنشاق الفيروس.
5- التغذية المتوازنة التى تحتوى على كافة العناصر الغذائية تساعد على تقوية جهاز المناعة وبالتالى لا تصاب بالمرض.
6- اكتشاف وعلاج حالات الدرن لأنها مصدر العدوى، عند الشعور بالكحة لمدة أكثر من أسبوعين يجب الكشف الطبى فوراً والتوجه لأحد مستوصفات أو مستشفيات الصدر.
7- حصول الأطفال حديثى الولادة على التطعيم "البى سى جى".
8- إذا خالطت مريض الدرن يجب الكشف الطبى الدورى للاطمئنان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة