أفادت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، فى ردها على سؤال ما رأى الإسلام فيمن يقومون بإلقاء المخلفات فى الشوارع وحرقها وهم يعلمون أن الحرق يولد الأمراض المزمنة؟ بالآتى: الطهارة والنظافة من الأمور المهمة التى تعبدنا الله بها إذ جعلها شرطاً فى صحة الصلاة بأنواعها والنسك التى لاتؤدى إلا بها ولها فى الإسلام المنزلة السامية فهى من الإسلام بمنزلة النصف من الكل لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (الطهور شطر الإيمان).
ولا يقتصر مفهوم حفظ النفس فى الإسلام على وجوب صيانتها ضد القتل.. ولكنه يتعدى ذلك إلى وجوب حفظ النفس عن كل ما يجلب لها ضرراً أو مفسدة ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة فى الشريعة الإسلامية والأمراض ومسبباتها تمثل قائمة المفاسد والأضرار التى تلحق بالجسد فتصيبه بالعجز عن ممارسة دوره فى الحياة.
كما يحول المرض بين صاحبه وبين الوفاء بالمتطلبات الدينية والدنيوية من أجل ذلك كانت عناية الإسلام بصحة الإنسان مقررة شرعا فجاءت النصوص التى توجه المسلم إلى أسس الحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض قال تعالى. (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)، وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ - أو بِضْعٌ وَسِتُّونَ - شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ» رواه مسلم --بل أن محافظة الإسلام على البيئة نقية وسالمة على الحالة التى خلقها الله عليها.
وبخاصة عناصر الحياة الأساسية.. وهى الهواء والماء قد أعطاها الأولوية فى التحذير من الفساد فحذر من يفسد على نفسه أو على غيره بيئتهم. بقوله تعالى.(وَلاَ تُفْسِدُواْ فِى الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا أن رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ) وقال سبحانه.... (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِى الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ أن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).
ولأن الهواء هو المصدر الوحيد الذى يحصل الإنسان منه على الأكسيجين اللازم لتنفسه وأداء العمليات الحيوية فى جسده.فى ذات الوقت هو عنصر من عناصر الحياة الرئيسية للكائنات الأخرى التى تشارك الإنسان بيئته. فلا حياة للنبات ولا للحيوان بدون الهواء. لذلك كان الحفاظ عليه نقياً خالصاً جزأ من المحـافظة على الحياة نفـسها والقاعدة الفقهية (ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب)، لذا أوجب الإسلام المحافظة على الهواء خاليا من أى ما يمكن أن يصيبه بالتلوث.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة