أكد وزير الخارجية سامح تمسك مصر بضرورة أن تلتزم جميع الدول بالتزامات معاهدة عدم الانتشار النووى نصا وروحا.
وقال شكرى فى بيان، أمام الشق رفيع المستوى لمؤتمر نزع السلاح بجنيف، إن مؤتمر نزع السلاح يعانى من حالة جمود وتعثر امتدت لأكثر من عقدين من الزمان، حيث لم يتمكن المؤتمر خلال هذه الفترة الطويلة، ورغم الجهود الحثيثة التى تم بذلها، من اعتماد برنامج عمل يتيح للمؤتمر القيام بالدور المنوط به. وهو أمر محبط للغاية وغير مقبول، ولابد أن يدفعنا جميعا إلى مراجعة الأسباب التى أفضت لهذه النتيجة، ومضاعفة الجهود لتدارك الأمر وتغيير الوضع القائم، حفاظا على مصداقية المؤتمر، وحرصا على قدرته على القيام بمسئولياته فى تعزيز الأمن الدولى، واستعادة دوره التقليدى باعتباره المحفل التفاوضى الوحيد متعدد الأطراف فى مجال نزع السلاح.
وأكد وزير الخارجية مساندة مصر لرئاسة مؤتمر نزع السلاح وجهودها البناءة الساعية لاعتماد برنامج عمل شامل ومتوازن، معربا عن تطلع مصر لنجاح دورة 2018 فى استعادة الدور الفعال للمؤتمر، واضطلاعه بدوره الذى طالما كان محوريا فى التفاوض على المعاهدات والاتفاقات الدولية فى مجال نزع السلاح.
وأشار وزير الخارجية إلى استمرار حالة التأزم والجمود التى عرقلت عمل المؤتمر خلال هذه الفترة الطويلة لا تضر فقط دوره ومصداقيته، وإنما أصبحت تساهم فى تكريس الانطباع الذى نلمسه بشكل متزايد فى العلاقات الدولية فى عالم اليوم، وجوهره هو اقتصار الكثير من الدول عند تحديد أهداف سياساتها الخارجية على تحقيق مصالحها الوطنية الضيقة، وتجاهل النظرة الشاملة للمصالح الأمنية المشتركة التى تتجاوز المصالح الفردية للدول، مضيفا "فإذا ما كانت الإرادة الدولية هى أن يتجاوز المؤتمر حالة التعثر التى يعانى منها، وأن يستعيد دوره التاريخى والمحورى فى مجال نزع السلاح، فعلى جميع الدول أن تتجنب المواقف الأحادية التى تقوض من فرص تحقيق الأمن الجماعى، وأن تظهر المرونة اللازمة والإرادة السياسية المطلوبة لإعادة إطلاق المؤتمر وتفعيل دوره".
وأعرب وزير الخارجية عن ترحيب مصر باعتماد مؤتمر نزع السلاح فى وقت سابق من هذا الشهر مقررا يقضى بإنشاء خمسة أجهزة فرعية حول بنود جدول أعمال المؤتمر، مشيرا لتطلع مصر إلى أن تمثل هذه الخطوة تحركا مهما وتطورا نوعيا فى أعمال المؤتمر، يمكن البناء عليها خلال الدورة الحالية، وبما يمهد الطريق نحو اعتماد برنامج عمل شامل ومتوازن لمؤتمر نزع السلاح فى المستقبل القريب.
وأكد شكرى أنه على الرغم من النداءات المتكررة من جانب مصر والعديد من أطراف المجتمع الدولى -على مدى عقود طويلة وفى مناسبات ومحافل كثيرة- المطالبة بتحقيق الإزالة الكاملة للأسلحة النووية، والوفاء بأحد أركان معاهدة عدم الانتشار النووى، فأن هذه النداءات لم تجد آذانا صاغية حتى الآن؛ فالأسلحة النووية لا تزال موجودة فى العالم بأعداد كبيرة، الأمر الذى يمثل تهديدا خطيرا للأمن على المستوى الدولى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة