يصدر عن مركز دراسات فلسفة الدين، فى بغداد، بالتعاون مع دار التنوير، ترجمة كتاب "عالم الصمت" للمؤلف ماكس بيكارد، ونقله إلى اللغة العربية المترجم قحطان جاسم.
وتقول دار النشر، فى كلمتها عن كتاب "عالم الصمت"، أن القارئ العربى على الرغم من ترجمة أعمال ماكس بيكارد، إلى معظم لغات العالم، إلا أنه يكاد يجهل تماما هذا الفيلسوف والكاتب اللاهوتى المهم الذى أطلق عليه اسم "ضمير أوروبا"، ناهيك عن غياب تام لأى ترجمة لكتبه ودراساته إلى العربية، وانعدام كلى لأى بحث أو متابعة فكرية أو أدبية لأفكاره التى تشغل مكانة مهمة فى اللاهوت المعاصر، والتى كل من الروائى خيرمان خيسه والشاعر ريلكه من بين أشد المتحمسين لكتاباته.
تنبع أهمية فكر بيكارد من تميز الموضوعات التى عالجها، والقضايا الحساسة التى تناولها فى كتبه ومقالاته وشرع بها من العام 1919، وتقوم الأفكار الرئيسية فى أعمال بيكارد على وقوف الإنسان بين طرفى معادلة شاقة؛ مسئولية محتومة وإمكانية أن يختار، وانطلاقا من ذلك، اعتبر بيكارد كل ما لحق بالبشرية من مآس تالية نتيجة منطقية لانعدام التوازن بين طرفى هذه المعادلة، وبسبب غياب الانسجام، سواءً فى العالم الخارجى الذى يعيش فيه الإنسان أو عالمه الداخلى.
ولهذا فإن الإنسان فى العصر الحديث يعيش بحسب تصور بيكارد حالة تشرذم وهروب جماعى دائم. وقد رأى فى الحروب، وصعود الديكتاتوريات ما تبعها من خراب وتدمير طال الحضارة والإنسان، ومنها صعود الهتلرية إلى السلطة فى ألمانية، تجسيدًا حيًا لهذا الخلل فى التوازن بين عالم الإنسان الداخلى وعالمه الظاهرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة