حبا الله مصر بمنجم من الأماكن السياحية لا ينضب أبدًا، سواء أكانت أماكن سياحية فرعونية، أم تخص حقبات تاريخية متعددة، أم أماكن سياحية شاطئية أم أماكن دينية، إسلامية أو مسيحية، لكن وللأسف فلم نستطع حتى الآن استثمار وتسويق هذه الثروة السياحية غير المتكررة فى أى مكان فى العالم، حتى إننا نرى دولًا لا يوجد بها ما يضاهى كنوزنا السياحية بما لا يقاس، فملايين الملايين من السياح يفدون إليها بما يحقق عائدًا سياحيًا يسهم فى تقوية اقتصاديات تلك الدول، ولما كانت مصر على مدى التاريخ حصنًا ومكان إيواء، فقد رحبت مصر وضمت بين جنباتها كثيرًا من الرسل والأنبياء، بما جعل شعبها مباركًا. استقبلت مصر إبراهيم أبا الأنبياء، ويعقوب أبا الأسباط، وموسى، وكانت حصن أمن وأمان العائلة المقدسة حين أمرها الله بالهرب من وجه «هيرودس» إلى أرض مصر حتى لا يقتل الصبى. جاءت العائلة، السيد المسيح والسيدة العذراء ويوسف النجار، وتنقلت مباركة أرض مصر حتى استقرت فى بيت قديم هو الآن الدير المحرق بالقوصية، أسيوط، حيث استقرت هناك لمدة ستة أشهر وخمسة أيام، واستقرار العائلة فى هذا المكان كان تحقيقًا لنبوءة فى العهد القديم تقول: «أقيم لك مذبحًا فى وسط أرض مصر»، حيث أصبح مكان الإقامة هذا هو مذبح الكنيسة القديمة الأثرية بالمحرق.
كما أن المحرق كان هو المحطة الأخيرة للرحلة، حيث ظهر لهم ملاك الرب فى هذا المكان يدعوهم للعودة إلى أرض فلسطين «من مصر دعوت ابنى»، ولذلك فالمحرق ومحطات الرحلة هى أماكن مقدسة تباركت بوجود العائلة المقدسة بها، ولأهمية المحرق فى هذه الرحلة حيث ارتبط المكان بتحقيق هذه النبوءات، يعتبر المحرق قدسًا ثانيًا بعد أورشليم المقدس.
من المعروف رحلة العائلة، ومن المعروف أهميتها السياحية الدينية، وكانت وما زالت هناك لجنة لهذه الرحلة لا نعلم إذا كانت حكومية أم أهلية، ولكن لم يوضع مسار الرحلة على الخريطة السياحية تسويقًا عالميًا حتى جاء البابا فرنسيس الأول، بابا الفاتيكان، فى زيارته التاريخية إلى مصر العام الماضى، حتى قال إنه قد جاء حاجًا إلى مصر، حيث رحلة العائلة المقدسة، وأكمل الرجل دورًا تاريخيًا حين دشن أيقونة العائلة المقدسة فى الفاتيكان، معلنًا أن مسار العائلة فى مصر هو مزار مقدس لكل مسيحيى العالم، وكان ذلك تسويقًا سياحيًا لا يقدر بمال.. هنا كثر الكلام عن خطط سياحية للمسار، استعدادًا لاستقبال السياح هذا الشهر، فماذ حدث؟ لا شىء «عادت ريما إلى عادتها القديمة» المعلونة، فلم نجد استعدادًا، ولم نشاهد جديدًا على أرض الواقع، فالأمور كما هى، ولا جديد. هنا ولإحساسنا الوطنى بأهمية المسار وأهمية السياحة ودورها المأمول فى النهوض بالاقتصاد الوطنى، وبالاتفاق مع نيافة الأسقف بيجول، أسقف ورئيس دير المحرق، قد أعددنا وفدًا مصريًا من الرموز الصحفية والإعلامية والفنية والسياسية والشخصيات العامة لزيارة المحرق، والمساهمة على أرضية وطنية إدراكًا بأهمية المحرق فى مسار الرحلة، وتبنى قضية مسار العائلة إعلاميًا بصور متعددة فى الإطار الصحفى والفنى والبحثى والتسويقى داخليًا وخارجيًا، وقضى الوفد يوم الأحد 11/2/2018 فى رحاب الدير فى ضيافة أسقفة ورهبانه فى زيارة للأماكن الأثرية، والتى أقامت فيها العائلة المقدسة، وبعد الغداء كانت هناك جلسة حوارية بحضور الأسقف والرهبان حول ما يمكن تحقيقه من فعاليات ودور إعلامى مستديم وليس وقتيًا، إيمانًا من الجميع بأهمية هذا الدور للوطن كله، حيث إن مصر، مكانًا وزمانًا وسياحية ومؤسسات وهوية، هى ملك لكل المصريين، وتقدمها دور ومهمة كل المصريين، خاصة أن الوفد كان ممثلًا فى رؤساء تحرير ومحررين للأهرام واليوم السابع والمصور والشروق وروز اليوسف والوفد، ورموز فنية ومخرجين وأساتذة فى التراث الشعبى، ورموز سياسية من جميع الاتجاهات الوطنية. تحدث الجميع من منطلق الإيمان والاقتناع بأهمية المكان وأهمية المسار وطرحت آراء كثيرة حول تحقيق خطط سياحية لإعداد مسار الرحلة لاستقبال السياح، حيث إن الوفد شاهد رداءة الطرق وغياب أى نوع من الخدمات على أى مستوى، فلا نظافة ولا رصف، وقد تم طرح إنشاء كوبرى على النيل لربط الدير بطريق الجيش الشرقى، حيث هناك كوبرى فى ملوى وآخر فى أسيوط، والدير والقوصية يقعان فى منتصف المسافة بين كوبرى ملوى وكوبرى أسيوط، كما أن المحليات لا تستطيع إنجاز أى خطط سياحية فى هذا الإطار فالإمكانيات محدودة، والخبرة معدومة، والفساد مستشرٍ، والإنجاز شعاراتى لا علاقة له بواقع. فالمطلوب خطة مركزية من وزارات المالية والسياحة والبيئة، بل مجلس الوزارء بكامله حتى نحقق المرجو من تسويق مسار العائلة عالميًا، حيث الأعداد المستهدفة بعد إعلان بابا الفاتيكان ملايين الملايين من مسحيى العالم. قضى الوفد يومًا جميلًا فتلاقت الأفكار وتحابت القلوب وتعانقت الأيادى فى حب ومحبة وطنية تجمعهم مصر الحضارة.. كان يومًا لمسنا فيه محبة وكرم الرهبان الذين قاموا بخدمة الوفد ومعهم مجموعة من شباب القوصية المسلمين الذين يؤمنون بوحدة الوطن طريقًا لنهوض الوطن.. شكرًا لوفد المصريين وشكرًا للدير، وأملًا فى الاهتمام بمسار العائلة، استغلالًا لنعم أنعم الله بها على مصر الكنانة.. عاشت مصر بحق وطنًا لكل المصريين.
عدد الردود 0
بواسطة:
Wagih gamal
رحلة العائلة المقدسة
تحياتى استاذنا الفاضل. كلام رائع واقتصاد اروع فى انتظارنا ولكننا لا نهتم .ولا نفعل غير الحديث فقط.فقد كان لنا نحن نقابة المرشدين السياحيين تجربة لاحياء مسار العائلة المقدسة بالتعاون مع محافظة البحيرة فى شكل مؤتمر توعوى تحت عنوان افاق تمموية وسياحية وبعد كافة الاعدادات توقفت المحافظة عن استكمال الموتمر تحت حجة دعوة معالى الوزيرة المهندسة نادية عبده انها لا تريد ان تفعل شئ دون الاتفاق بشان ذلك مع السيجة وزيرة السياحة؟؟! لهذا لم ولن تتقدم ما دام ننتظر خطاب من هذا وذاك... تحياتى بمن انخذ خطوات على ارض الواقع وكسر الروتين وزار بالفعل احد تلك الاماكن ووقف على متطلبات المرحلة... الامين العام لنقابة المرشدين السياحيين وجيه جمال