عقد المركز الإقليمى العربى للتراث العالمى، اليوم الاثنين، اجتماعه السابع لمجلس الإدارة، تزامنًا مع ذكرى عشر سنوات على أول اجتماع للتحضير لتأسيس المركز الإقليمى.
وترأى الاجتماع السابع للمركز الإقليمى العربى للتراث العالمى، الشيخة مى بنت محمد آل خليفة، رئيسة مجلس إدارة المركز، وحضر الاجتماع الدكتورة شادية طوقان، مديرة المركز الإقليمى العربى للتراث العالمى، وميشتيلد روسلر، مديرة قسم التراث فى منظمة اليونيسكو ومديرة مركز التراث العالمى.
كما شهد الاجتماع – بحسب ما ذكره البيان الصحفى - عدد من أعضاء مجلس الإدارة وممثلون عن كل من الاتحاد الدولى لصون الطبيعة IUCN، المجلس الدولى للآثار والمواقع ICOMOS، المركز الدولى لدراسة صون الممتلكات الثقافية وترميمها ICCROM، الصندوق الأفريقى للتراث العالمى AWHF ودولة الكويت.
وقالت الشيخة مى بنت محمد آل خليفة: نستعرض اليوم نتائج عام كامل من الجهود فى حفظ التراث الإنسانى العربى، توجناها بفوز مملكة البحرين برئاسة لجنة التراث العالمى.
وأضافت الشيخة مى: المنامة ستكون على موعد مع الاجتماع الثانى والأربعين لهذه اللجنة، حيث نستضيف أكثر من ألفى خبير فى وطننا الذى يعتز بامتلاكه لموقعين مسجلين على قائمة التراث العالمى لليونيسكو هما طريق اللؤلؤ الذى نفتتحه خلال نوفمبر القادم، وموقع قلعة البحرين، ميناء حضارة دلمون القديم.
وأكدت الشيخة مى خلال كلمتها على أهمية صون التراث العربى كونه يشكل أحد ركائز الهوية الثقافية ومصدراً لتعزيزها لدى الأجيال القادمة، مشيرة إلى أن المركز الإقليمى العربى للتراث العالمى سيواصل عمله من أجل دعم كافة الدول العربية وتطوير قدراتها فى إدارة وصون هذه المواقع. وقالت إن مواقع التراث العالمى تعد أحد أهم روافد التنمية المستدامة والارتقاء بالمجتمعات المحلية.
وتناول اجتماع مجلس الإدارة مجموعة من المحاور، منها إنجازات المركز خلال عام 2017م. والتى كان أبرزها مساهمة المركز الإقليمى للتراث العالمى، عبر مشاريعه المتعددة ودعمه للبلدان العربية فى حفظ تراثها، فى نيل مملكة البحرين عضوية لجنة التراث العالمى بأعلى نسبة تصويت عن فئة "الدول الأعضاء فى اللجنة بغض النظر عن توزيعها الإقليمى"، والذى بدوره مهد الطريق لفوز المملكة برئاسة لجنة التراث العالمى واستضافة اجتماعها الثانى والأربعين خلال يونيو-يوليو 2018م.
إدراج بابل على قائمة اليونسكو للتراث العالمى
واستعرض الاجتماع كذلك الفعاليات المتنوعة المعنية بالتراث الإنسانى الطبيعى والثقافى خلال العام الماضى، حيث نظم المركز ورشة عمل توجيه وتنمية قدرات فريق العمل العراقى القائم على ملف ترشيح موقع "مدينة بابل" ليتم إدراجه على قائمة التراث العالمى لمنظمة اليونيسكو.
كما دشن المركز عددًا من التقارير التى تسلط الضوء على أوضاع التراث الطبيعى محلياً وإقليمياً، كتقرير "القائمة الحمراء للأنواع المهددة فى مملكة البحرين" وتقرير "طبيعة 2" الهادف إلى الترويج لصون التراث الطبيعى فى المنطقة العربية، حيث تم إعداد التقرير بتعاون مع الاتحاد الدولى لصون الطبيعة والسفارة الألمانية.
إعمار حلب
وتطرق اجتماع مجلس الإدارة أيضا إلى المشاركات الخارجية التى قام بها المركز، حيث حضر فى عدد من ورش العمل العربية، كورشة "إعادة إعمار مدينة حلب القديمة السورية" والتى أقيمت فى مقر اليونسكو فى بيروت، ورشة عمل "إدارة التراث الطبيعى فى فلسطين" والتى نظمها مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونيسكو فى مدينة رام الله.
حماية التراث فى العراق
كما تواجد المركز فى محافل دولية هامة مثل "مؤتمر التنسيق المعنى بحماية التراث الثقافى فى مناطق النزاع فى العراق" والذى أقيم فى العاصمة الفرنسية باريس والدورة الـ41 للجنة التراث العالمى والتى عقدت فى بولندا، بمشاركة دول أطراف الاتفاقية المتعلقة بحماية التراث الثقافى والطبيعى العالمى.
ومن أجل الوقوف على أوضاع المواقع التراثية الطبيعية والثقافية، أوفد المركز خبراءه إلى مناطق مختلفة فى البحرين وخارجها، حيث أرسل بمهمة إلى المملكة الأردنية الهاشمية للمشاركة فى ورشة عمل "آليات تحضير كتابة تقرير الصون للجنة التراث العالمى لموقع محمية وادى رم"، والتى أقيمت فى منطقة العقبة.
المواقع التراثية فى فلسطين
وأيضاً عمل المركز على دعم جهود الحكومة الفلسطينية فى رعاية المواقع التراثية، والتى تضم حتى الآن ثلاثة مواقع مسجلة على قائمة التراث العالمى الإنسانى لمنظمة اليونيسكو وهى: كنيسة المهد فى مدينة بيت لحم، مدينة الخليل القديمة والمسجد الإبراهيمى، وموقع "بِتير" جنوب مدينة القدس والذى يصنف كمنظر طبيعى ثقافى.
وفى مملكة البحرين، نظم المركز الإقليمى جولة ميدانية، تواجد فيها الدكتور توماش بروكس كبير علماء الاتحاد الدولى لصون الطبيعية، إلى مجموعة من جزر حوار بهدف التعرف على ملامحها الطبيعية وأبرز الأنواع الحيوانية والنباتية المتواجدة فيها. وكان من أبرز الأماكن التى زارها جزيرة "الربض" التى تحتوى على أكبر تجمع فى العالم لغراب البحر السقطرى "الغاق".
وضمن استراتيجيته، يعمل المركز على الحفاظ على علاقات متميزة مع المؤسسات المحلية والعالمية المعنية بالتراث العالمى والثقافة عبر عقد شراكات واتفاقيات تعاون، ومن بين هذه المنظمات: الاتحاد الدولى لصون الطبيعة IUCN، هيئة البحرين للثقافة والآثار، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ALECSO، المركز الدولى لدراسة صون الممتلكات الثقافية وترميمها ICCROM، المجلس الدولى للآثار والمواقع ICOMOS والصندوق الدولى للآثار.
كما ناقش الاجتماع البرامج الجديدة للمركز الإقليمى خلال الفترة المقبلة، والتى سيسعى فيها إلى تطبيق استراتيجيته الرامية إلى التواصل مع المنظمات المعنية بالتراث العالمى فى العالم العربى والعالم والعمل على تقديم المشورة والمساعدة المادية والفنية للدول العربية للحفاظ على إرثها الثقافى والطبيعى، إضافة إلى العمل المتواصل من أجل تسجيل مواقع عربية جديدة على قائمة التراث العالمى الطبيعى والثقافى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة