افتتح الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، صباح اليوم السبت، أعمال تطوير متحف مسلة سنوسرت الأول المفتوح بمنطقة المطرية، بحضور عدد من نواب البرلمان وقيادات محافظة القاهرة التنفيذية والأمنية، وقيادات وزارة الآثار، وعدد من البعثات الأجنبية الرى تعمل بمنطقة المطرية.
ومسلة سنوسرت الأول هى أقدم مسلة من المسلات الباقية من مسلات المطرية، وترجع إلى القرن العشرين قبل الميلاد، أكثر من ٤٠٠٠ آلاف سنة، وتكلفت أعمال تطوير المتحف اكثر من ٦ مليون دولار.
جدير بالذكر أن مشروع تطوير متحف المسلة المفتوح تم منذ 2010، وقام الدكتور خالد العنانى وزير الآثار بإزالة جميع المعوقات للافتتاحه، حيث كانت تشهد المنطقة موقف للميكروباص امام المنطقة، بالإضافة للباعة الجائلين، وتم تركيب 8 كاميرات بالمتحف لاكتمال العملية التأمينية، وتم ذلك بالتعاون ومع حى المطرية لإخلاء المكان المحيط بمسلة المطرية من الباعة وموقف السيارات، حتى نستطيع فتح المسلة أمام الزوار.
وأوضح الدكتور أيمن عشماوى رئيس قطاع الآثار المصرية، أن الإفتتاح يأتى بعد الانتهاء من مشروع التطوير الذى كانت قد أعدته وزارة الآثار بهدف إحياء المنطقة وجعلها مزاراً سياحيا هاماً يليق بقيمتها التاريخية والحضارية ومتحفاً مفتوحاً يحكى تاريخ أقدم مدينة مصرية وهى مدينة أون.
وأشار "عشماوى" إلى أن المتحف يضم 135 قطعة أثرية من عصر الدولة القديمة وحتى الدولة الحديثة، من أهمها مسلة الملك سنوسرت الأول أحد ملوك الأسرة 12 والتى كانت مقامة أمام المعبد الذى بناه الملك لعبادة الإله رع وهى منحوته من الجرانيت الوردى من محاجر أسوان، يبلغ إرتفاعها 20.40م، وتزن 121 طن. هذا بالإضافة إلى وجود العديد من المسلات الأخرى والمكتشفة فى المنطقة ومنها جزء من مسلة الملك تتى الأول أحد ملوك الأسرة السادسة.
كما يعرض المتحف المفتوح تمثال للملك سيتى الثانى راكعا يقدم مائدة للقرابين، وتمثال ضخم للملك رمسيس الثانى برداء الكاهن من الحجر الرملى فاقدا الجزء العلوي، وكتل منقوشة لمعابد من عصر الملك أمنحتب الثالث ورمسيس الثاني، ووجه تمثال عملاق للملك رمسيس الثانى ويد لنفس التمثال بالإضافة إلى مجموعة من أعمدة نباتية من حجر الجرانيت الأسود من عصر الملك مرنبتاح، ومدخل باب من الحجر الرملى من عصر تحتمس الثالث، وأجزاء من مقابر وتوابيت ومقاصير مختلفة.
ومن جانبه قال المهندس وعدالله أبو العلا رئيس قطاع المشروعات أن الوزارة بدأت أعمال التطوير عام 2008 بتمويل ذاتى من الوزارة بلغت تكلفته 6 مليون جنيه وأنتهت أعماله عام 2010.
وأضاف المهندس أبوالعلا أعمال التطوير التى اجريت بالمنطقة شملت إزالة الحديقة العامة التى كانت موجودة بها. وإعداد سيناريو عرض جديد للقطع الأثرية المختارة لتكون حول مسلة سونسرت الأول، حيث تم عمل قاعدتين مثمنتين الشكل و20 قاعدة خرسانية تم تغطيتهم بالجرانيت بالإضافة إلى تنفيذ ممرات من الأحجار الغير منتظمة الشكل تؤدى إلى أماكن العرض المكشوف، وإعداد أماكن لإستراحة الزوار، ومنظومة إضاءة لإنارة الموقع ومبنى إدارى للعاملين لافتاً إلى تجهيز المدخل الخارجى للمزار وإحاطته بسور حديدى يفصل بين العشوائيات والمزارن وعمل بطاقات تعريفية للقطع المعروضة من خلال مفتشى آثار المنطقة.
وأوضح الدكتور شريف المنعم المشرف على إدارة تطوير المواقع الأثرية أن المطرية والمعروفة بمدينة عين شمس القديمة، ومدينة هيليوبلس هو الإسم اليونانى لمدينة عين شمس والتى كانت تعرف فى العصور الفرعونية باسم (أون)، المركز الرئيسى لمعبد الشمس حيث كانت تعد العقيدة الشمسية أو عبادة الشمس محور الديانات المصرية القديمة لأكثر من ثلاث آلاف سنة.
وأضاف الدكتور عبدالمنعم أن المنطقة تقسم إلى منطقتين كبيرتين وهما منطقة المعابد وكانت محاطة بسور ضخم من الطوب اللبن وتشغلها الآن مناطق المسلة وعرب الحصن وعرب الطوايلة والخصوص، أما المنطقة الثانية وهى منطقة الجبانة وكانت تسمى "جددت عات" وتشغلها الآن مناطق عين شمس الشرقية وعين شمس الغربية وحلمية الزيتون والنعام ومنشية الصدر وأجزاء من مصر الجديدة ومدينة نصر والروضة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة