فى كتابه "التصدير الاستراتيجى للثورة الإيرانية.. دراسة تحليلية للمحددات والمكونات والآليات"، توصل الدكتور سعيد الصباغ أستاذ مساعد الدراسات الإيرانية فى كلية الآداب بجامعة عين شمس، إلى أن الثورة الإيرانية التى تحتفل هذه الأيام بذكراها التاسعة والثلاثين، أرست نظاما دينيا عنيفا دأب فى ممارسة استبداده واستلهام شرعية وجوده من تراث إيران المذهبى وإرثها الصفوى.
ورأى الصباغ وهو أحد أعلام الشئون الإيرانية العرب أن الخمينى تسبب فى جدلية مذهبية فريدة لم يشهد التاريخ مثيلا لها فى العصور الحديثة، إلا عند قيام الدولة الصفوية من عام 1500 ميلاديا، مشيرا إلى أن إسهام إيران فى تحويل الميليشيات الشيعية الطائفية فى العراق واليمن إلى أحزاب سياسية يضع عروبة البلدين العربيين الكبيرين على المحك.
قسم الصباغ دراسته الصادرة حديثا عن الدار الثقافية للنشر، إلى ثلاثة مباحث سبقتها مقدمة وتمهيد وتلتها خاتمة شاملة استخلص فيها عددا من النتائج المترتبة على البحث، وفى المبحث الأول ركز على محددات التصدير الاستراتيجى للثورة الإيرانية وتناول المحددات النظرية والمنطلقات النظرية والمفاهيم القيمية.
أما المبحث الثانى فتناول مكونات التصدير الاستراتيجى للثورة الإيرانية، وهى المكون الثقافى والمكون الدعوى والمكون التعليمى والمكون الإعلامى، لافتا إلى أن الخمينى بعد نجاح الثورة اعتمد على تلك المكونات الأربعة لإخراج ثورته من حيزها الجغرافى الضيق فى إيران إلى الخارج.
واهتم المبحث الثالث بتحليل آليات التصدير الاستراتيجى للثورة الإيرانية، معتقدا أن تلك الآليات تتشكل فى مجملها من عوامل واعتبارات تنشيط ودعم الجماعات الأصولية ودعم ومساندة حركات التحرر وتصدير أعمال العنف والإرهاب وبناء سياج طائفى حول إيران وفتح آفاق دعوية فى أفريقيا وبلورة إطار مؤسسى للأقليات الشيعية.
الدكتور سعيد الصباغ
وخلصت الدراسة إلى أن التطبيقات الإيرانية لنظرية ولاية الفقيه لعبت دورا حاسما فى ترجمة جهودها لجهة تكوين تجمعات شيعية داخل دوائر اهتماماتها، لتكون بمثابة المظلة التى تتحقق من خلالها مصالحها الاستراتيجية الخاصة.
وتوصلت الدراسة إلى أن الثورة الإيرانية حققت أضخم إحياء للمذهب الشيعى منذ قيام الدولة الصفوية وفضّت ازدواجية الولاء بين السلطتين الدينية والسياسية، كما أن التحريض الشعبى المستمر الذى اضطلع به الفقهاء وعلى رأسهم الخمينى؛ أدى إلى جعل الثورة الإيرانية أكثر تطرفا وعنفا ودموية على المستوى الداخلى وجعلها مصدرا لتأجيج الصراع الإقليمى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة