انتشر مؤخرًا كلام حول نية الرئيس الروسى بوتين الزواج مرة ثانية، خاصة بعد زواج مطلقته، لكن قبل أن يقدم الرئيس الروسى عن هذه الفعلة نذكره بما فعله فى زواجه السابق وذلك من خلال كتاب ألغاز بوتين تأليف ياسر قبيلات.
جاء فى الكتاب: "لقد كانت الثمانينيات فترة انقلابات كبرى غير مسبوقة فى الحياة السوفيتية، وعمليًا فإن هذه الانقلابات كانت بمثابة هزات كبرى انعكست على جهاز الـ(كي. جى. بي) وفرضت عليه تعديل أجندته مرة بعد مرة، والاندفاع باتجاه تجديد مراكزه القيادية، وتدوير كوادره، بسرعة غير معهودة.
وهذا فتح الطريق للمستجدين للتقدم بسرعة مشجعة، لقد فتحت كل هذه التطورات الأفق المهنى على اتساعه أمام الجيل الذى ينتسب إليه بوتين، وكان بوتين نفسه من النوع الذى لا يتأخر عن استغلال الفرص الواعدة، والاستغراق فى ملاحقتها، وهنا يمكننا أن نلاحظ أن بوتين الذى ارتبط عاطفيًا بالشابة القادمة من كالينغراد (لوديميلا ألكسندروفنا) ليس هو الرجل نفسه الذى تزوجها.
كان بوتين العاشق شابًا فى وظيفة مؤمنة ومستقرة، توفر التقدم الوظفى حسب تراتبية عسكرية.
وكان وقت زواجه (1983) ضابطًا مجتهدًا فى الـ (كي. جي. بي) التى لا تبخل على كوادرها بالفرص والدفع بهم إلى الأمام، وتعطى كل واحد منهم بقدر ما يستطيع أن يأخذ.
وهو لا يبدو من النوع الذى يعاجل بوضع سقف لنفسه.
نتذكر أن بوتين ترك فى هذه المرحلة زوجة شابة حامل فى رعاية والديه فى لينينجراد، وذهب للدراسة فى موسكو. واقتصر حضوره على بعض الزيارات المتفرقة خلال العطل الأسبوعية، وذلك على مدار عام كامل، ولاحقًا ترك العائلة وتوجه إلى دريسدن، قبل أن تلحق به هى هناك.
وربما كان الطابع الرومانسى للحياة الزوجية قد عاد للظهور فى الفترة الأولى من إقامة العائلة فى دريسدن على الأقل بحكم البيئة الجديدة، والحياة المختلفة، ولكن من الواضح أن فى هذه المرحلة شهدت كذلك المزيد من الانشغال عن العائلة، بل وربما إهمالها لصالح الانشغال بالمستقبل المهني، لاسيما أن المهنة باتت تنطوى على مسئوليات بالإضافة إلى المهمات.
ويبدو أن هذا، وخلافًا لما قاله بوتين وزوجته فى الأحاديث الشهيرة مع صحفى "كوميرسانت" على أبواب الانتخابات الرئاسية الأولى، فقاده إلى تدمير الحياة الأسرية على نحو تدريجي، وببطء سمح باستمرار هذه الحياة لوقت أطول مما تحتمل فى الواقع.
وترووى لودميلا ألكسندروفنا أنها امرأة لم تسيطر على فصولها فسألته :
فولوديا. ماذا فعلت اليوم فى العمل.
فجاءها جوابه صادما، ومليئا بالسخرية:
قبل الغذاء نعتقل الناس، وبعده نطلق سراحهم.
بمرور السنيت، أصبح مفهوم (الحياة الأسرية) يخص الأطفال ولا يتعلق بالزوجين، وباتت الزوجة تعتقد أن زوجها يتعمد قضاء وقت طويل فى العمل، وتتياءل إن كان عليها أن تقلق من وجود عمل غير رسمى فى حياة زوجها ويتناقض مع الالتامات الزوجية، وهل هذه المهنة الحساسة التى تفرض على الزوج أن يتكتم على عمله أصبحت غطاء لشيء آخر، ليس من قبيل الصدفة أن يروى أحد أصدقاء بوتين عنه أنه قال له فى هذه الفترة:
الإنسان الذى يعيش مع لودميلا أسبوعين. يستحق نصبًا تذكاريًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة