أحمد سليم

رحلة الكتاب

الأحد، 23 ديسمبر 2018 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خمسون عاما هى رحلة معرض القاهرة الدولى للكتاب.. خمسون عاما من الثقافة والفكر ساهم هذا الحدث الثقافى الهام فى إحيائها.. هذا العرس الثقافى، كما كان يطلق عليه الراحل د. سمير سرحان، استطاع أن ينقل لمصر ثقافات متعددة، تأتى دورة معرض هذا العام لتكون علامة فارقة بين فترتين من عمر المعرض، فترة ما قبل النشر الإلكترونى وما بعده.. ومن خلالها ستطرح أسئلة عدة حول قدرة الكتاب الورقى على الصمود فى مواجهة الزحف الإلكترونى.. وهل تنتهى علاقة القارئ بالكتاب ويتحول إلى ارتباط بالهاتف والأجهزة الإلكترونية الأخرى.. عندما ظهرت وسائل إعلامية متعددة كنا نعتقد أنها نهاية لأخرى، ولكن الأحداث أثبتت أن الراديو مازال له مستمعوه وأن التليفزيون إن كان قد استحوذ على شريحة من المستمعين، إلا أنه لم يقض على الراديو واستمرت السينما أيضا فى مواجهته.. وهذا ما يطمئن صناع الكتاب..
 
يأتى معرض هذا العام فى مراحل فارقة متعددة وبعد رحلة طويلة لم يتوقف فيها منذ انطلق فى نهاية ستينيات القرن الماضى بافتتاح د. سهير القلماوى أول دورة له وحتى الآن، إلا فى يناير 2011 والذى ألغيت دورته لتزامنها مع أحداث يناير.. هذه الرحلة الطويلة عرف فيها المصريون الأمسيات الشعرية لنزار قبانى وسعاد الصباح وأدونيس وسعدى يوسف وسميح القاسم وكانت لقاءات شيخ الأزهر والبابا وكبار المبدعين والكتاب العرب والعالميين هى فرصة لآلاف المترددين على المعرض أن يتعرفوا عن قرب ومباشرة على فكر كل هؤلاء، مر معرض الكتاب بمراحل مختلفة انتقل من سوق للكتاب فى الفترة من بدايته وحتى نهاية الثمانينيات إلى معرض للثقافة يضم سوقا للكتاب ومنتدى ثقافى مهم وصل عدد فعالياته فى دورات ما قبل 2011 إلى أكثر من ثلاثين ندوة يومية بمشاركة لمائة مبدع وكاتب وسياسى وشاعر ومن خلال الفعاليات ظهرت أجيال من المبدعين.. تأتى إذن دورة هذا العام فى مرحلة فارقة ليس فى تاريخ المعرض ولكن أيضا فى تاريخ مصر وأفريقيا، فقد شاء القدر أن يكون معرض الكتاب هو أول فعالية ثقافية مهمة تشهدها مصر فى بدايات عام 2019 وبعد أن تتولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى بأيام.. وكنت أتمنى، ومازالت الفرصة سانحة أمام وزارة الثقافة وهيئة الكتاب، أن تقدم لمصر ولأفريقيا فرصة للتعارف الثقافى وأن تخصص دورة هذا العام للثقافة الأفريقية، وأن يتعرف المصريون على المبدعين والكتاب الأفارقة.. ذلك يتطلب وبسرعة أن يلتقى ممثلون لوزارات الخارجية والثقافة كمؤسسات والأزهر والكنيسة والإعلام لوضع أجندة لذلك، والبدء الفورى فى تنفيذها وألا نكتفى بندوة أو أكثر ليتحدث فيها البعض عن أفريقيا والعلاقات والتاريخ.
 
أتمنى أن يسارع رجال الأعمال المستثمرون فى أفريقيا إلى استضافة بعض الرموز الأفريقية فى ندوات المعرض إسهاما منهم فى التنوير الثقافى.. أتمنى أن يكون لمعهد الدراسات الأفريقية دور فاعل فى ندوات هذا العام.. أتمنى أشياء عديدة فى دورة هذا العام، منها أن تدعو لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب وزيرة الثقافة لتسألها عما أعدت لمعرض الكتاب هذا العام.. تأتى دورة هذا العام أيضا فى مرحلة فارقة من تاريخ المعرض، فهو ينتقل إلى مكان جديد بعيدا عن أرض المعارض وهى فرصة أيضا لإعداد سوق الكتاب بشكل جديد ليسهم فى عرض جيد للكتاب ويقدم بصورة حضارية يمثل مصر ما بعد 30 يونيو، ويقدم فرصة أيضا لتقديم الفعاليات الثقافية فى قاعات أكثر اتساعا وأفضل تنظيما.
 
فرص عديدة تتيحها الظروف لدورة هذا العام لمعرض الكتاب منها تقديم فيلم تسجيلى لخمسين عاما من تاريخ المعرض.. منها أن تشارك مؤسسات إعلامية وثقافية فى الحفاظ على تراث مهم، وهو آلاف الأمسيات والندوات والذى انتهى به القدر إلى مخازن على أشرطة متهالكة إحياء هذا التراث والحفاظ عليه يمثل أهمية كبيرة لأنه يحتوى على لقاءات لمفكرين ومسؤولين فى فترات مختلفة من تاريخ مصر الحديث.
 
فقط ثلاثة أسابيع، أى ساعات، وتبدأ دورة الكتاب هذا العام فهل تستطيع وزارة الثقافة وعلى رأسها وزيرة مبدعة وفنانة أن تعيد للمعرض روعته وبهجته وتأثيره وأن تستغل ما منحه له القدر من فرص لطلب مساعدة أجهزة الدولة المختلفة لتقديم حدث يليق باسم مصر؟.. فهذا المعرض يحمل اسم معرض القاهرة الدولى للكتاب وفيما مضى كان يحتل المرتبة الثانية على مستوى العالم.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة