الملفت فى يا «مرشدين الهنا» إجمالًا، عدا عن كونها أغنية جميلة تتحول إلى مهرجانٍ جميل، هو كونها تجليًا لسعة حيلة «مادو»، والتى لا توفر تلاعبًا بالبناء أو التوزيع لا تلجأ إليه حتى تنتهى بعمل، بزخم مضاعف، يحافظ على أفضل ما لدى مجدى ومادو نفسه، وهو تحدٍ غير سهل بكل المقاييس.
هذا من قبيل التحليل الموسيقى العميق لأغنية 2018 لمجدى شطة بتوزيع «مادو» الفظيع عثرت عليه بعد أن اجتهدت بحثا عن مهرجانات الرهيب «شطة» الذى قلب السوشيال ميديا بعد غضبته من منافسه العجيب «حمو بيكا»، بسبب الصراع الضارى المحتدم على «الفانز».
غضبة شطة مبررة «فيس بوكيا»، حمو بيكا عامل مهرجان فى الإسكندرية وشير اسم مجدى شطة فى الدعاية لاجتذاب الفانز «الجمهور»، ما أغضب شطة، غضبه وحش، وقلب الطاولة فوق دماغه، وخاطب الفانز خاصته بمقاطعة مهرجان حمو، ووعدهم بمهرجان تعويضاً خلال أسابيع.
حمو بيكا أغضب مجدى شطة، حك أنفه، والأخير لما صباعه يدوحس يقطعه، وخرج عن طوره الفنى على الفيس يؤنب حمو ويبوخه، وبالمثل كسر «حمو» حاجز الصمت، وخرج على الفانز مستعرضا قدراته الصاعقة ومواويله الماحقة، ولكنه اتسم بالحفاظ على الحد الأدنى من اللياقة باعتبارهما أخوات ومسيرهم يتصالحوا، وعلى طريقة «طول ما أنا طبال وأنت زمار فيه فرح يجمعنا».
معركة مجدى شطة وحمو بيكا فوق خيال جلينا وخيال الأجيال السابقة واللاحقة، معركة تعود بنا القهقرى إلى عصور أغانى الحزن الأسود ومووايل وش الغضب على وش القفص المجتمعى، وأصوات خريجى عصور الانسحاق تحت أقدام الفيلة البيضاء، جميعا خرجوا علينا إذ فجاة فى خفية مجتمعية يعلنون الزمان، وتذهب بنا مهرجاناتهم إلى خيالات ما بعد السقوط فى بئر الحرمان من العاطفة المجتمعية، فيتولد عنها موجة غنائية عاتية تصرخ فى الفضاء اللانهائى محلقة فى الدخان الأزرق المنبعث من أعماق محبطة تنشع الما من أصوات شارخة لحنجرة الكون.
لا أخفيكم، فوجئت كما تفاجأ الملايين باندلاع شرارة المعركة التى غطت انبعاثاتها الكونية الطبقات السفلية من الفضاء الإلكترونى فوق وش الأرض تماما، فكادت تأتى على الأخضر واليابس، وخشيت على البشرية من مصير يتهددها، على وقع مقاطع المعركة المصورة بطريقة أفلام «الزومبى» الأمريكية.
جفانى النوم طويلاً، لم أعد أحفل بصخب انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكى، ومصير ترامب، والظهور اللافت لأوباما، ولا جدلية منع النقاب مصريا، ولا صينية البطاطس باللحم الضانى، ولا حتى انطلاق السباق نحو جائزة «جونكور» الأدبية الفرنسية الشهيرة، وتوجست خيفة من التأثيرات السالبة لمخلفات المعركة السفلية على نفسيات الفانز الملوع بين مجدى شطة وحمو بيكا.
تعبان من القفص، ما أحزننى حقاً أننى بلغت من العمر عتيا ووهن العظم منى، وتشاء الأقدار أن أشهد فى أخريات عمرى القصير نوعا ما قطيعة بين مجدى شطة وحمو بيكا، ليتنى مت قبل أن أرى اليوم الذى يفتتن شطة فى حمو، ويدخلان فى وصلة «فرش ملاية»، تخيل يا مؤمن مجدى شطة يعاير حموبيكا بعدد الفانز، معقول، أكاد أشك فى نفسى، إيه اللى جرى فى الدنيا يا جدعان، الفانز معذبين، قلوبهم ممزقة، عقولهم مشتتة، حائرون يفكرون يتساءلون فى جنون، حمو بيكا من يكون حتى يغضب مجدى شطة، أخص عليك يا حمو.
بالمناسبة، وللجاهلين أمثال بمهرجانات الغناء الشعبى الذائعة الصيت فى عزبة أبوقرن والعزب المجاورة والمجاورين وتحت الربع الخالى من البشرية، يتصدر مجدى شطة مقدمة سباق أغانى الحزن الدفين بمواويله الصاخبة وأشهرها «سجن الغرام، وتيمته الرهيبة» «اللى هلمحه هملحه»، ومن أشهر مهرجاناته «نص صباع رجولة»، أما عن حمو بيكا فلا تسل موسيقار، تجاوز الآفاق وركب التوكتوك وشرخ بمهرجان «آسف محطوط فى حزامى الناسف» و«حلق عاليا بمهرجان» «وش الغضب».
أختم بكلمتين وبس، مجدى شطة عنده حق، وحمو بيكا عليه حق عرب، وحتما ولابد من مهرجان تحت عنوان «الإخوة الأعداء» يجمع بين الفرقاء، قمة الجبل مجدى شطة، وعمق المحيط حمو بيكا، وإن كنتم أخوات اتصالحوا، حبا فى الفانز، وحقكم علىَّ، العذر بالجهل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة