أكرم القصاص

أين الرأسمالية الوطنية والمجتمع المدنى من مبادرة الرئيس لبناء 250 ألف فصل؟

الجمعة، 09 نوفمبر 2018 08:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما تحدث الرئيس السيسى أمام منتدى شباب العالم حول إصلاح التعليم أشار بشكل واضح إلى إصرار الدولة على السير فى إصلاح التعليم بوصفه الخطوة الأهم المتفق عليها فى الالتحاق بالعصر بعد سنوات تعرض فيها التعليم لإهمال وتجاهل تراكمت المشكلات وتضاعفت الأعداد، وظلت مطالب النخب والخبراء والمثقفين تتركز حول المطالبة بمشروع قومى للتعليم، ومع هذا عندما تكون هناك دعاوى جادة لتنفيذ هذه الخطوة نجد أن البعض يتفرع ويتوقف عند تفاصيل أخرى وتفريعات غير عملية، لم يقل أحد أن يتحمل الموظفون مسؤولية بناء الفصول، لكن يتحمل المجتمع كله هذه المسؤولية، ليس فقط لبناء فصول لكن أيضا لتحسين مستوى المعلمين المادى والتدريبى.
 
وتم الإعلان عن المشروع بتفاصيله، وظلت مشكلة الكثافة الفصول والدروس الخصوصية هى العائق أمام السير قدما فى إصلاح شامل التعليم ومن أجل خفض الكثافة فإن التعليم بحاجة إلى 250 ألف فصل، بالإضافة إلى فصول لاستيعاب 600 ألف تلميذ ينضمون سنويا للتعليم. تحدث الرئيسى السيسى بصراحة وعرض القضية، وأعلن أننا طالما مصرون على إصلاح التعليم كأساس لبناء البلد، فعلينا أن نفعل ذلك بتضحيات، لكن كالعادة توقف البعض عند نقطة وترك القضية الرئيسية. ومخاوف من أن يتم تحميل الموظفين قيمة بناء هذه الفصول، وهو أمر لم يكن واردا وإنما مجرد مثال، بأن يتحمل المجتمع كله هذه المسؤولية.
 
الأهم فيما طرحه الرئيس أنه كان تذكيرا للمجتمع بأن هناك قضية تستحق الالتفاف حولها، والرسالة تبدو واضحة لرجال الأعمال والمجتمع الأهلى بأن يتحمل جزءا من مسؤولية بناء الفصول، ولدينا أمثلة لرجال أعمال أعلنوا قبل سنوات أنهم سيشاركون فى بناء مدارس، لكنهم لم يوفوا بالوعود التى انطلقت فى الهواء، ونتذكر حملة دعائية قبل عشر سنوات لبناء ألف مدرسة، لكنها ظلت مجرد دعاية، وبعد 30 يونيو كان هناك رجال أعمال أعلنوا عن مبادرات لبناء مدارس لم ينفذوها. 
 
وعليه فإن ما أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسى يعنى أن المجتمع يجب أن تكون طرفا فى عملية البناء، وأن السادة رجال الأعمال ما عليهم إلا أن ينفذوا ما سبق أن وعدوا به، لبناء فصول وأن تكون مبادرة قومية واضحة بأعداد فصول محددة، ونعلم أن هناك بعض رجال الأعمال وجمعياتهم الاجتماعية يقدمون خدمات لترميم وتطوير مدارس، وربما يفترض أن تتحول هذه المبادرة إلى فعل مستمر بجداول وتوقيتات، فى هذه الحالة يمكن أن تتوفر 130 مليار قيمة ما هو مطلوب لبناء الفصول. وأن ينضم المجتمع الأهلى إلى هذه المبادرة، ولا مانع من أن تتشكل هيئة أهلية من رجال أعمال وجمعيات للسير فى تنفيذ هذه المبادرة.
 
فى تاريخ مصر مبادرات لبناء مدارس ومستشفيات كبرى ظلت علامات على إنجاز النخب المالية والرأسمالية الوطنية والعمل الأهلى، وحتى فى عصرنا فقد نجحت مصر بمبادرة شعبية فى علاج فيروس الكبد واقتربت من هزيمته بعد أن كان يلتهم أرواح وأكباد المصريين، وبنفس الإصرار يمكن أن يقدم رجال الأعمال والرأسمالية الوطنية والمجتمع الأهلى مثالا على إنجاز حقيقى لمستقبل أولادنا وأجيالنا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة