استطاع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذى تحل ذكرى وفاته الـ 14 فى تلك الأيام، من بناء وتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، فبعد أن كانت عبارة عن عدة إمارات منفصلة يربطها فقط الحياة البدائية، نجح فى تأسيس دولة أصبحت تنافس اليوم الدول المتقدمة فى معدلات الحياة الكريمة لشعبها.
ولد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في السادس من مايو 1918، في مدينة أبو ظبي بـ"قصر الحصن"، وبدأت مسيرته فى بناء الدولة بتولى حكم مدينة العين في عام 1946، حيث عمل على تطويرها، وبفضل توجهاته افتتحت في عام 1959 أول مدرسة بالعين حملت اسم المدرسة "النهيانية"، كما تم إنشاء أول سوق تجاري وشبكة طرق ومستشفى، بعد أن كانت تعانى المدينة من نقص الخدمات الطبية والتعليمية.
ومن أبرز القرارات التي اتخذها خلال فترة حكمه لمدينة العين، إعادة النظر في ملكية المياه وجعلها على ندرتها متوفرة للجميع، بالإضافة إلى تسخيرها لزيادة المساحات الزراعية، مما شكل نهضة كبيرة للمدينة الصحراوية.
وبعدها بعشرين عاماً وبالتحديد في عام 1966، تولى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حكم إمارة أبو ظبي، وذلك حتى عام 2004، وتمكن الشيخ زايد من تحقيق إصلاحات واسعة، خاصة فيما يتعلق بقطاعات التعليم والرعاية الصحية والإسكان الشعبي وتحديثها وتطوير المدن.
كما عمل الشيخ زايد على بناء مؤسسات الدولة من نظام إداري ودوائر حكومية، كما أتاح فرص التعليم لآلاف الطلبة مكنتهم من الالتحاق بأفضل الجامعات في الخارج، الأمر الذى شكل أساس الدولة المتقدمة.
وفي مجال التعليم، أولى الشيخ زايد هذا القطاع أولوية خاصة، لأنه كان يدرك أهميته في تطوير دولة الإمارات، فعمل منذ البداية على فتح المدارس وحرص على جلب الخبراء والمتخصصين من مختلف دول العالم، وقد أصبحت دولة الإمارات منارة علم، وهي مقصد للكثيرين من طلاب العلم وأصحاب الخبرات والكفاءات العالمية.
وفي مجال الصحة، عمل الشيخ زايد على توفير أرقى الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين وفقاً للمعايير العالمية، وتحتضن دولة الإمارات مستشفيات ومراكز صحية مزودة بأحدث الأجهزة الطبية على الإطلاق.
أما في مجال الزراعة، فتمكن الشيخ زايد بخبرته وجهوده الحثيثة من تحويل الرمال الصفراء إلى جنة خضراء، وقد استحق في مجال البيئة عن جدارة أن يكون رجل البيئة الأول، وتم اختياره كأحد أبطال الأرض في العالم وذلك لاهتمامه البالغ بالبيئة ولدوره في حماية الحياتين البرية والبحرية.
وبالنسبة لمجال تمكين المرأة، فقد كان الشيخ زايد نصير المرأة بحق، حيث حرص على تعليمها ومساواتها بالرجل وقد تحقق للمرأة الإماراتية إنجازات غير مسبوقة في المنطقة، وهي تتولى مناصب عليا في دولة الإمارات.
وفيما يخص السياسة الخارجية، فقد كان الشيخ زايد نموذجاً للزعيم الذي يحرص على حسن الجوار، ويعمل على تعزيز التعاون مع الأشقاء والأصدقاء، ولذلك تمتعت دولة الإمارات في عهده بعلاقات خارجية بناءة ووثيقة، وكان ينظر إليه دائما كرجل سلام ورمز للتسامح واحترام الآخر، ويحرص على النأي بالنفس عن أي صراعات أو خلافات في المنطقة أو أي مكان في العالم، بل كان دائماً وسيط خير موثوقاً به.
وكان هَم الشيخ زايد هو توفير الحياة الكريمة لكل أبناء الشعب الإماراتى وللأجيال القادمة من بعدهم، وتمكن برغم كل الصعاب من بناء دولة أصبحت بالفعل نموذجاً يحتذى به في التنمية والتطور والرفاه، حتى بات شعب دولة الإمارات كما أراده أحد أسعد شعوب العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة