شهدت جلسة الاستماع التى عقدتها لجنة التعليم والبحث العلمى فى مجلس النواب، برئاسة النائب سامى هاشم، بالاشتراك مع مكتب لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، اليوم الأربعاء، للمتخصصين حول رؤيتهم عن مشروع القانون المقدم من الحكومة بإصدار قانون إنشاء الجامعات التكنولوجية، فى حضور وزير التعليم العالى التأكيد على أهمية هذه الجامعات التى من شأنها الدفع بتخصصات فنية مؤهله لسوق العمل بما يدعم الصناعه المصرية وسط خلافا بين الخبراء حول منح طلاب التعليم الفنى أولوية الالتحاق بالجامعات التكنولوجية.
وأكد وزير التعليم العالى الدكتور خالد عبد الغفار، أن الجامعات التكنولوجيا فى مصر ستكون بمثابة قاطرة التنمية لاسيما إنها ستؤهل الخريجين لسوق العمل بصورة جيدة، لافتاً إلى اهتمام القيادة السياسية بالتعليم التكنولوجى.
وقال عبد الغفار، إن التعليم الفنى فى مصر مظلوم، لاسيما وأن من يتم قبولهم فى هذا التعليم طلاب حاصلين على 50% خلال مرحلة التعليم الأساسى، بالإضافة إلى النظرة المجتمعية التى يتعرض لها خريجى الدبلومات الفنية بالرغم من حاجة الدولة إلى الفنيين أكثر من أى تخصصات أخرى، لافتاً إلى أن عدد طلاب التعليم الفنى فى مصر يفوق عدد التعليم الجامعى حيث يصل إلى 700 ألف.
وأضاف عبد الغفار: "عدد طلاب التعليم الفنى، قوة كبيرة للمجتمع ويجب الاهتمام بهم.. والوزارة تواصلت مع الجهاز المركزى للتعبئة لمعرفة مدى توافر العمالة لأصحاب المصانع ووجدنا فجوة كبيرة فى توافر الفنيين".
وشدد "عبد الغفار"، على أهمية التخصصات الفنية والحاجة إليها، وضرورة تضمين مشروع قانون إنشاء الجامعات التكنولوجيا ضوابط واضحة للتخصصات الفنية بهذه الجامعات، لمنع التشابك مع الجامعات التقليدية، قائلاً: "أحيانا بنحضر العفريت ومش بنعرف نصرفه، وذلك بعد وضع تخصصات غير واضحة.. وأولادنا بعد ما يتخرجوا يقولك نروح نعتصم قدام المكان الفلانى عشان نبقى مهندسين مثلا".
وقال "عبد الغفار": "المختص الفنى لا يقل أهمية عن المهندس فى شيء، بالعكس فى كثير من الأحيان قد لا يستطيع المهندس ىالقيام بشى دون الفنى، وكذلك الطبيب يحتاج للممرض، متابعاً : هاتلى أعظم جراح فى الدنيا يقدر يدخل يعمل عمليه لوحده".
وأوضح وزير التعليم العالى، أن تطبيق نظام الجامعات التكنولوجيا الجديد سيساعد فى تنظيم عمل المعاهد الفنية التابعة للحكومة والتى تصل إلى 45 معهدا، مشيراً إلى تلك المعاهد تواجه مشكلة أساسية ممثلة فى عدم وجود كيان يديرها، لاسيما وأنها تابعة لإدارة بالوزارة على خلاف الوضع فى الجامعات التى يكون لها رئيس للجامعة ونوابه مما يسهل طريقة علمها قائلا: "الجامعات لها صاحب."
ولفت "عبد الغفار"، إلى قيام الوزارة باعتماد إنشاء 8 جامعات على أن ينضم إليها المعاهد الفنية التابعة للوزارة البالغة 45 معهدا، مشيرًا إلى أن المرحلة الأولى ستشمل إنشاء ثلاث جامعات وهى جامعة القاهرة الجديدة وجامعة بنى سويف وجامعة قويسنا وذلك لخدمة قطاعات الصعيد والقاهرة والدلتا، وسيتم بدء الدراسة فى تلك الجامعات خلال سبتمبر 2019 حل الانتهاء مكن كافة الاستعدادات الخاصة بها.
وأشار وزير التعليم العالى، إلى حرص الوزارة تطبيق التجربة الألمانية لاسيما أن النجاحات الكبيرة التى حققها الاقتصاد الألمانى يعود إلى نجاح التعليم الفنى بها، حيث أن الجامعات التكنولوجيا والتطبيقية فى ألمانيا تمثل ثلثى عدد الجامعات بينما تمثل الجامعات الثلث الأخر متابعا: "نأمل أن نحقق طفرة فى الجامعات التقنية فى مصر ".
وأشار عبد الغفار، إلى الاتفاق مع الجانب الألمانى خلال زيارة الرئيس السيسى الأخيرة لبرلين إنشاء هيئة للاعتماد للجودة مماثلة للموجودة فى المانيا وذلك لتقييم طلاب التعليم الفنى نظام الثلاث سنوات والخمس سنوات.
ولفت عبد الغفار، إلى موافقة مجلس الوزراء على مشروع قرار رئيس الجمهورية بشأن اتفاقية إنشاء الجامعة الألمانية الدولية "جامعة للعلوم التطبيقية فى العاصمة الإدارية الجديدة"، الموقعة بين وزارة التعليم العالى والبحث العلمى بجمهورية مصر العربية، والمركز الألمانى للدراسات الدولية ممثلًا عن تحالف الجامعات التطبيقية الألمانية، وهذه الجامعه تقدم برامج تعليمية تؤهل الطلاب لسوق العمل، والجامعة تعمل على أن تبدأ الدراسة فى سبتمبر 2022.
وطالب الدكتور محمد مجاهد نائب وزير التربية والتعليم للتعليم الفنى، بأن تكون الأولوية فى الالتحاق لهذه الجامعات إلى طلاب التعليم الفنى وليس لطلاب الثانوية العامة، فيما رأت الدكتورة يوهنسن عيد، رئيس الهيئة القومية لضمان الجودة والاعتماد، أن يتم المساح بدخول طلاب التعليم الفنى أو الثانوية العامة على حد السواء دون وجود أفضلية لأى منهم طالما هناك امتحانات للقبول فى هذه الجامعات، وحتى لا تستمر النظرة الدونية على حد وصفه لخرجى التعليم الفنى بقولها: "نعانى من نظرة دونية لخريج التعليم الفنى وإذا تم قصر دخول هذه الكليات على المدارس الفنية ستكون لا زالنا فى نفس دائرة الفصل التميزى داخل المجتمع".
من جانبه أكد المهندس شبل محمد ضحا، نقيب المهندسين بالمنوفية، الحاجة الشديدة إلى إنشاء الجامعات التكنولوجية، ومدى أهميتها لاسيما لنقابة المهندسين وانفاذ مهنة الهندسة على حد قوله، لاسيما بعد اندثار لقب "مساعد مهندس" خلال الـ25 عاما الماضية.
وقال نقيب المهندسين بالمنوفية، إن التوسع خلال السنوات الماضية كان فى اتجاه المعاهد والكليات الهندسية مما دفع بالعديد من الخريجين مقابل اختفاء "مساعد المهندس" ومما تسبب فى أعباء نقابة المهندسين، وأصبح هناك بطالة فى المهندسين.
وطالب ممثل نقابة المهندسين، بقصر الالتحاق للجامعات التكنولوجية على طلاب المدارس الفنية، مضيفاً : هناك زخم فى الثانوية العامة من جانب، غير أننا نريد أن نحفز طلاب التعليم الفنى ونقول لهم أن أمامكم مستقبل من خلال هذه الجامعات".
بدوره، أكد الدكتور محمد جبريل، أستاذ بكلية العلوم بجامعه عين شمس، أهميه منح الحق للجامعات التكنولوجية بإقامة مناطق صناعية داخلها مع الإعفاء الجمركى للمستلزمات المطلوبة، على أن يتم توجيه العوائد الخاصة بهذه المناطق لصالح لتقليل المصروفات المقررة على الطلاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة