أعجب من العجب، تصدر أخبار الجماعة الإرهابية والمنشقين عنها المواقع والصفحات الإلكترونية مصرياً، تحت زعم كشف أوراقها، وفضح نشاطات منتسبيها، وتعرية تحالفاتهم القذرة، وهذا لعمرى جد خطير.
ويقينى طول ما هذه الجماعة الإرهابية تنعم بنشر نشاطاتها بهذه الطريقة الواسعة الانتشار داخلياً، وطالما المواقع على مدار الساعة، والصحف السيارة تتسابق إلى نشر هذه الأخبار المصنوعة فى أقبية الجماعة المسحورة ستظل الإرهابية حية تسعى بين الناس.
وطول ما الإرهابية قادرة على التسلل ببياناتها وأخبارها وخلافاتها المزعومة إلى الصحف والمواقع الإلكترونية، ومنها إلى فضائيات الليل واخره، ستظل الجماعة على قيد الحياة، وتشكل حالة سامة مستدامة يتكسب من إبقائها حية كثير من المتأخونين!
ثابت أن هذه جماعة ماتت شعبياً وشبعت موت، وشيّعها المصريون إلى مثواها الأخير، وانفضوا عنها تماماً، مَن ذا الذى يصر على بقائها حية، مَن ذا الذى يقتات على بقايا جثة متعفنة ومتحللة وسط الناس، معلوم تقتات الضباع على الجثث المتعفنة!.
إصرار بعض المواقع والصحف على نشر أخبارالجماعة وصراعاتها الداخلية، وخلافاتها، وانقساماتها، وبياناتها هو من يكتب لهذه الجماعة الحياة، وهياكل الجماعة التى تشبه هياكل الفراخ بعد خليها من اللحم الطرى، سعيدة بهذا الزخم الإعلامى المجانى.
ماذا لو امتنعت الصحف والمواقع والفضائيات الوطنية عن نشر أخبار هذه الجماعة فلن تخسر كثيراً، يربح الوطن كثيراً، ستقبرالجماعة، ستختفى من يوميات المصريين، ستندثر كالكائنات الضخمة المنقرضة، ضربها زلزال الشعب المصرى فى 30 يونيو فشتت شملها وأسكنها قبراً.
الإخوان مصرون على البقاء، ويستقتلون فى نشر قاذوراتهم وفضلاتهم فى صحف ومواقع تجد فيها سبيلا للبقاء على سطح الحياة السياسية، حرب الإخوان لابد وأن تأخذ منحنى آخر، لا يكفى إضافة وصف «الإرهابية» مضافا للإخوان، لكى يتم تمرير أخبار هذه الجماعة الإرهابية، ما ضر الإخوان بوصف الإرهابية طالما هم باقون فى يوميات المصريين، نفس الحالة البائسة التى كنا عليها يوم كنا نتبارى فى نشر أخبار الإخوان مشفوعاً بوصف «المحظورة»، حذار.. الإخوان أحياء طالما بقيت أخبارهم حية تسعى بين الناس.
خبراء التحاليل الإخوانية اللابدين فى الذرة لأى خبر إخوانى ولو تتويتة لإخوانجى هارب، يقدمون أكبر خدمة مجانية للإخوان بتناول هذه الأخبار الفاسدة، وتضخيمها، وتلوينها، الخبر الإخوانى تصدره صفحات الجماعة فى الخارح، ويأتى دور هؤلاء للترويج داخلياً تحليلاً ورأياً وتوقعاً، وكأنهم يشكلون ظهيراً إخوانياً فى الداخل يتلقف بيانات الخارج ويعمل على وصولها إلى كل بيت مصرى، وكأن الإخوان أخطبوط عظيم ذو أذرع ممتدة إلى آنية المصريين، تبخ فيها سماً زعافاً.
هل ستفقد الصحف والمواقع والفضائيات جمهوراً عريضاً إذا قاطعت أخبار الجماعة الإرهابية.. أشك، وإذا اختفى اسم هذه الجماعة من شريط الأخبار يشكل خسارة.. أشك، ولكنهم المتبضعون بأخبار الجماعة، المتأخونون هم المستفيدون من شيوع هذه الأخبار وانتشارها، على الأقل يجدون سوقاً لبضاعتهم البائرة فى الأسواق، بضاعة فاسدة غير صالحة للاستهلاك المحلى.
تجفيف منابع الإخوان المالية والبشرية والقبض على عناصرهم ومطاردة قياداتهم فى الداخل والخارج مهمة أمنية، ولكن تجفيف مصادرهم الإخبارية مهمة صحفية، هذا هو مقتل الإخوان، لابد من قبرهم إخبارياً، ليس كل ما هو إخوانى صالح للنشر، وهذا لن يأتى بتعليمات أو بقرارات فوقية، ولكن بالرشادة ويقناعات وطنية صحفية وإعلامية.. الخبر الإخوانى فيه سم قاتل.. سم زعاف!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة