هل قامت حرب طروادة فعلا؟.. حكايات وشكوك وذهب بلا صاحب

الإثنين، 26 نوفمبر 2018 08:00 م
هل قامت حرب طروادة فعلا؟.. حكايات وشكوك وذهب بلا صاحب حصار طروادة
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على بعد بضعة أميال فقط في الدردنل على الجانب الأسيوي من المضيق الذي يفصل اليونان عن تركيا، يقف تل صغير  يعرف بحصارليك، كان هذا  المكان وفقا لهيرودت وزينوفون وبلونارخ والعديد من الكتاب الإغريق والرومانيين الكلاسيكيين هو موقع طروادة  الإلياذة والأوديسة لهوميروس.

ويستعرض كتاب "ألغاز تاريخية محيرة" لـ بول أرون، الذى ترجمته شيماء طه الريدى وراجعته إيمان عبد الغنى نجم، والصادر عن  مؤسسة هنداوي، في أحد فصوله سؤال ما الهدف من بناء هذه المباني الضخمة المثيرة للإعجاب؟.

لم يكن الإغريق القدماء واثقين من كون هوميروس قد شاهد طروادة فعليا، لكن لم يكن لديهم شك في أن المعارك التي وصفها قد وقعت بالفعل، ولم يكن لديهم شك أيضا في أنها قد وقعت في حصارليك.

فى عالم كان البشر فيه كالآلهة وكانت الآلهة أيضا بشرا، تصادم أعظم هاتين الفئتين معا، كانت طروادة هي المدينة التي أحضر إليها باريس ابن بريام ملك طروادة (هيلين) أجمل امرأة في العالم، بعد أن اختطفها من وطنها الإغريقي، وكانت طروادة هي الوجهة التي قاد إليه الملك الإغريقي أجاممنون قواته لاستعادتها. وكانت طروادة هى المكان الذى شهد ذبح أخيل، أعظم المحاربين الإغريق، لهيكتور شقيق باريس، وفي المشهد الأخير من الإلياذة التقى بريام بأخيل للتفاوض على عودة جثمان ابنه، وعقد هدنة بين الإغريق والطرواديين.

لكن كما يعلم قراء الأوديسة، لم تنته القصة عند هذا الحد، فبضربة مميتة اعقب أخيل، ثأر باريس لمقتل أخيه، وبمساعدة حصان خشبي عملاق، تسلل الإغريق إلى داخل الأسوار الطروادية ودمروا المدينة تدميرا، وهكذا انتهى العصر الذهبى لطروادة وانتهى من بعده العصر الذهبي لبلاد الإغريق.

لم ينته الأمر عند ذلك فقد جذب الاعتقاد بأن كل ذلك حدث بالفعل في حصارليك فاتحين لاحقين إلى الموقع. ففي عام 480 قبل الميلاد، ضحى الملك الفارسي خشايارشا بألف ثور كقربان بالقرب من حصارليك قبيل عبور الدردنيل ودخول بلاد الإغريق.

 

وبعد قرن ونصف قرن، حين قاد الإسكندر الأكبر قوات جيشه في الاتجاه المعاكس، قام بتكريم أخيل بقرابين بالقرب من المكان نفسه. وعلى مدى العصور الوسطى وعصر النهضة، استمر الرحالة في زيارة حصارليك مقتعين بأنها طروادة.

غير أنه بدءًا من  القرن الثامن عشر، بدأ الباحثون في اتخاذ منهج أكثر تشككا، فقد تشكك الكثيرون في وقوع حرب طروادة، فضلا عن النزاع الضخم في ملحمتي هوميروس، بل إن البعض تشكك في وجود هوميروس،  أو على الأقل في وجود رجل واحد  وليس مجموعة من الشعراء، فقد لاحظوا أن هناك مئات الأعوام التي تفصل هيرودت عن هوميروس، ومئات أكثر تقف بين الشاعر والعصر الذهبي المزعوم.

وبحلول النصف الثاني من القرن التاسع عشر، كانت أقلية فقط من الباحثين هي التي تعتقد  أن الإلياذة والأوديسة تسترجعان أحداثا وقعت بالفعل، وعدد أقل يعتقد أن طروادة – إن وجدت من الأساس – كانت تقع في حصارليك، فقد كانت الإللياذة والأوديسة في نظر الغالبية أدبا عظيما وليس تاريخا.

رجل واحد هو من ظل مقتنعا بوجود طروادة هو فرانك كالفرت، القنصل الأمريكي في المنطقة، وعالم آثار هاو، ففي منتصف ستينيات القرن التاسع عشر، قام كالفرت ببعض التقنيات التحضيرية في حصارليك، كاشفا النقاب عن أطلال معبد من العصور الكلاسيكية وسور من عصر الإسكندر.

وفي عام 1867 التقى كالفرت بمليونير ألماني اسمه هاينريش شليمان، وكان شليمان الذي بدأ الحفر عام 1870 يعتقد أن طرواده هوميروس بالغة القدم،  وبعد الحفر الطويل وبالتحديد في 1873 عثر شليمان على الذهب تاجان ذهبيان صنعا من آلاف القطع الصغيرة من خيوط الذهب و6 قرطا و750 خاتما ذهبيا، واعتقد شليمان أن هذا الذهب يخص (هيلين)، لكن ظهرا بعد ذلك من شكك في هذه الاكتشافات.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة