الأدمن يتحدث لأول مرة.. اعرف كواليس عالم جروبات الفضفضة النسائية المغلقة

السبت، 24 نوفمبر 2018 08:00 م
الأدمن يتحدث لأول مرة.. اعرف كواليس عالم جروبات الفضفضة النسائية المغلقة
كتبت سهى فهمي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انتشرت فى الآونة الأخيرة الكثير من الجروبات النسائية ذات الطابع السرى.. هل هذا بسبب المجتمع الذى لا يعطى للمرأة القدر الكافى من الحرية للتعبير عن نفسها والتنفيس عن رغباتها وآلامها؟..أم أنه من باب الفضفضة بأمور نسائية لا يصح الإطلاع عليها؟..أم أن هناك مشاكل من نوع جديد تواجه المرأة فى مجتمعنا وتحاول الاستعانة بغيرها من النساء فى حلها؟..هذا ما سنعرفه من خلال الحديث مع بعض القائمين على هذه الصفحات من السيدات ومحاولة الوصول لرد على تساؤلاتنا.

 

 images (6)
 
يعد جروب "confession of amarried woman" أو "اعترافات سيدة متزوجة" من أشهر الجروبات الموجود على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، والذى يتفاعل معه عدد كبير من النساء بنشر مشكلاتهن الأسرية والنفسية ومحاول البحث عن حلول لها، وعن هذا تحدثت "زينب العشرى" ذات الثلاثون عامًا والتى تعمل بمجال التسويق ومنشئة الجروب  لـ "اليوم السابع" عن هذه المجموعة النسائية التى بدأت فكرتها منذ 4 سنوات فقط قائلة: "الفكرة جاتلى بعد ما اتجوزت وواجهت مشاكل عادية وبدأت أحكى مع أصحابى عن مشاكلنا وحسيت إن الستات محتاجة حد يتكلم بلسانهم".
 
زينب العشرى
زينب العشري
 

وتضيف أنها رأت حاجة المرأة للتحدث عن مشكلاتها بصراحة والبحث عن نصيحة صادقة بعيدًا عن الانتقاد، لذا أنشأت هذا الجروب ليضمها مع صديقاتها، إلا أن الأمر تطور حتى وصل عدد السيدات المشاركات فيه حتى الآن إلى 100 ألف سيدة، ونضمن من خلاله عرض المشكلات دون الإفصاح عن هوية صاحبتها، مما يضمن لهن الخصوصية ويزيح عنهن عبء الخوف والتردد فى الحديث عن مشاكلهن.

 

لم تكتف زينب وفريقها الذى انضم إليها فيما بعد بذلك فقط، بل فكرت فى إفادة المرأة بشكل أكثر خبرة، فقامت بتفعيل الجروب على الانستجرام، ثم عمل موقع الكترونى خاص بهن لتقديم النصيحة والإرشاد، وكانت البداية بعمل ندوات تثقيفية يلقيها أطباء ومتخصصين ومستشارى علاقات زوجية وحياتية للتحدث عن كل ما يهم المرأة من مواضيع تخص صحتها ورشاقتها وجمالها والعلاقة الخاصة والتربية، كذلك قدموا فيديوهات مع محامين ومتخصصين فى العلاقات الزوجية وتم تدعيمها بورش عمل للسيدات والفتيات من كل الفئات تتناول كل ما يخص المرأة من موضوعات أو ما تتعرض له من مشكلات، تلك التى تهدف لمساعدتها فى مختلف المجالات، فتحول الجروب لجمعية نسائية تخدم المرأة على كل الأصعدة.

وبسؤالها عن نوعية المشاكل التى تقابلها وأكثرها غرابة قالت إنها تتنوع فى كل الاتجاهات وأغربها كانت لسيدة تخون زوجها فتخيلت إحدى القارئات أن هذه مشكلة تخصنى شخصيًا ثم بحثت عن حساب أخى الشخصى وكتبت له "انقذ اختك من الخيانة!"، ولكنه لم يفهم المقصود من الرسالة بالطبع وانتهى الموقف بذلك.

وتقول زينب إن المشاكل تتنوع بدرجة كبيرة، ولكن أكثرها يتعلق بالمشاكل الزوجية والحياتية مع الزوج أو الأهل أو المشاكل العاطفية عمومًا، والأعمار تبدأ من 21 عامًا، ولكننا نهتم بالجودة أهم من العدد، ونعتمد على وعى السيدات فى الانتقاء من بين النصائح التى تقدمها لهن القارئات.

وعن الخطوة المقبلة تقول إنها بصدد عمل مشروع جديد باسم "انطلقى" تحت مظلة الجروب، والذى سيتم من خلاله تشجيع ودعم السيدات للبدء فى العمل فى أى عمر، والدخول فى البرامج التدريبية لتعلم ما يساعدهن على خلق مهنة أو مشروع ليصبح مصدر دخل خاص بهن، وتضيف أن هذا فى نظرها يكمل الهدف من الجروب، وحتى لا يكون مجرد وسيلة للفضفضة فقط ولكن مؤسسة متكاملة لدعم المرأة.

 

سها قنديل
سها قنديل

أما "سها قنديل" التى تخرجت فى كلية الإعلام من الجامعة الأمريكية فأخبرتنا بأن فكرة إنشاء جروب للفضفضة راودتها عندما كانت تشارك بالنصيحة فى أحد الجروبات النسائية وقد أعجبت بعض القارئات برأيها وأصبحن يستشرنها فى مشاكلهن على حسابها الخاص، ويأخذن برأيها شخصيًا ثم بعد تعددهن خطرت لها فكرة إنشاء الجروب "حكايتنا" لعرض هذه المشاكل وأخذ أكثر من رأى ونصيحة فيها.

"فكرت أقول القصص كحكايات بأسلوبى الشخصى وباللغة العامية مع تغيير الاسامى عشان أخبى ملامح صاحبة المشكلة الحقيقية للحفاظ على السرية" هذا كان اختيار سها عندما قررت نشر قصص السيدات على الجروب، والذى تفاعل معه عدد كبير من القارئات، ذلك العدد الذى بدأ يتزايد بشكل كبير بسبب انجذابهن لطريقة سرد القصة الذى ساهم فى وصول الفكرة إليهن بسهولة.

وعن الهدف من إنشاء الجروب قالت إنها كانت ترغب فى مساعدة السيدات وتقديم يد العون لهن، كما حرصت على تقدم بعض الخدمات المختلفة كإعلانات الوظائف الخالية، وتوفير بعض المتخصصين والـ "لايف كوتشز" لمساعدتهن على تجاوز أزماتهن وحلال مشكلاتهن.

وتحدثت سها عن تأثير هذا السلبى على حياتها قائلة أن الحرص على المتابعة طوال اليوم وتلقى الرسائل فى ساعات متأخرة من الليل، فضلًا عن صياغة المشاكل التى ترسل إليها والحرص على تقديم أكثر من 4 حكايات كل يوم للمتابعين من أكثر الصعوبات التى تقابلها كل يوم، وأضافت أنه على الجانب الآخر فهى سعيدة جدًا بذلك لأن هذا الجروب ساعدها على اكتشاف موهبتها فى الكتابة، تلك التى لم تكن تعلم عنها شيئًا من قبل.

وبسؤالها عن مدى مساهمة الجروب فى حل المشكلات بشكل فعلى قالت إنه بالطبع يقو م بذلك، فهو يضمن للسيدات السرية والأمان، وبالتالى تقدم كل منهم نصيحتها لغيرها بحرية، كما أنها تحرص على متابعة صاحبات المشاكل التى ترسل إليها لمعرفة مدى قدرة الجروب والمشتركات فيه من حل مشكلتها، وهذا ما يسمى بالـ "فيد باك" الذى يميز هذا الجروب عن غيره من المجموعات، كما أن الاستفادة العملية من أكثر الأشياء التى يساهم فيها، فهو يساعدهن على التعلم بالمحاكاة من خلال الاطلاع على تجارب الغير، خاصة وأن الجروب يحتوى على عدد كبير من السيدات من مختلف الأعمار.

images (5)

 

أما أكثر المشاكل التى أثرت فيها شخصيًا كانت لفتاة عانت مع أمها وقسوتها وضغوطها عليها ورغم ذلك فقد كرمها الله ووفقها فى حياتها وأصبحت نموذج مثالى للنجاح، وزوجة لرجل ناجح وطبيبة ناجحة.. ومن أغرب وأطرف المشاكل كانت لزوجة علمت بخيانة زوجها فحولت كل أمواله لحسابها قبل أن تواجهه.

وأخبرتنا أنها لم تسع لعمل تجمع لأعضاء الجروب معها شخصيًا وهذا من وجهة نظرها فى مصلحة الجروب لأن القارئات يرسلن مشاكلهن وهن يتخيلن شخصية أدمن الجروب فى صورة معينة وبشخصية تلائم احتياج كل منهن على حدة، وبالتالى اختارت سها أن تطلق العنان لخيالهن فى تخيل شخصيتها رغم فضول بعض القارئات ورغبتهن فى التعرف عليها شخصيًا اقتنعت أن ظهورها قد يكون ضد مصلحة الجروب وضد صورتها فى مخيلتهم، خاصة وأن هدفها من هذا الجروب هو مساعدة السيدات على تخطى مشاكلهن وأن يكون بابًا آمنا مفتوحًا لأى منهن فى أى وقت.

ونستطيع القول إن جروبات الاعترافات النسائية لم تعد مجرد نافذة للفضفضة فقط وإنما أصبحت تدعم المرأة وتقدم لها النصيحة الصادقة والمساعدة الحقيقية فى كافة الاتجاهات بل وتتطور لتقترب من أن تكون أشبه بالمؤسسة الخدمية الداعمة للمرأة.

وقمنا باستشارة الدكتورة سامية خضر صالح استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس عن رأيها فى هذه الجروبات النسائية فجاء رأيها بأن لهذه الجروبات ايجابيات وبعض السلبيات فقد تفيد السيدات بأخذ النصيحة وعرض مشاكلهن والفضفضة عموما وربما تستفيد بالفعل من تلك الآراء المعروضة وتحصل على الدعم النفسى والمؤازرة اللذان تحتاجهما المرأة بشدة وتبحث عنهما

 ولكن فى نهاية الأمر تظل هذه الاراء غير متخصصة ومجرد اجتهادات ووجهات نظر شخصية تقتضى الحكمة وعلى الصعيد الاخر قد يكون لجوء السيدات لهذه المواقع ما هو الا هروب من الواقع واللجوء إلى عوالم افتراضية وهناك جزء جديد على مجتمعنا الشرقى وهو طرح أسرار شخصية للعلاقات والبيوت قد تتعدى ما تعودنا عليه وألفناه ولكن فى المجمل إذا كانت هذه الصفحات تضيف حقيقة للمرأة وتدعمها فهى وسيلة جيدة للدعم ما لم تتعدى الحدود المتعارف عليها.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة