طلب السلطان العثمانى محمود من الوالى محمد على باشا، والى مصر، أن يمد الدولة العثمانية بأسطوله لإخماد تمرد اليونان، فلبى الطلب وأصدر أمره إلى محرم بك، قائد الأسطول المصرى بإعداد سفنه وشحنها بالذخائر والعتاد والرجال وقيادتها إلى مياه اليونان.
هذا بالضبط ما حدث فى موقعة (ستمبالا) التى انتهت بانتصار الأسطول المصرى على الأسطول اليونانى يوم 23 نوفمبر سنة 1824.
وكان الأسطول المصرى مكونًا من أربع عشرة سفينة تحت قيادة أربعة عشر قبطانا، ثم جهز مُحمد على أسطولاً آخر مكون من ثمانى عشرة سفينة ليعزز الأسطول المصرى فى اليونان.
ونقلاً عن مدونة (وقال الراوى) إنه فى عام 1822م اندلعت ثورة كبيرة فى بلاد اليونان ضد الحكم العثمانى، وكانت الدولة العثمانية تعانى ضعفًا داخليًا أدى إلى عدم إحكام سيطرتها على أملاكها فى أوروبا، وأرسل السلطان العثمانى محمود الثانى قوات تركية لقمع الثورة فى أثينا فحاصرها اليونانيون فى الأكروبوليس وأفنوهم عن بكرة ابيهم! لذا لجأ السلطان إلى حاكم مصر محمد على باشا.
وبدأ الأتراك وأد الثورة باتهام بطريرك اليونان بدعم الثوار وأمروا بإعدامه، ونتيجة لذلك قام اليونانيون بقتل الأتراك المقيمين فى اليونان انتقاما للبطريرك واحتلوا الجزر فى بحر ايجه وقطعوا الطريق على السفن التركية التجارية المارة ونهبوها وقتلوا من فيها كما اعلنوا استقلال إقليم المورة عن الدولة العثمانية وصارت مملكة ولها دستور قومى خاص.
وفشلت الدولة العثمانية بادئ الأمر فى قمع الثوار بحرا وبرا وتكبدت خسائر كبيرة، وكان محمد على باشا والى مصر قد بدأ فى تكوين جيش نظامى حديث سبق واستعان به العثمانيون ضد الوهابيين فى الحجاز.
واستجاب محمد على باشا وأرسل بعض سفن الأسطول المصرى لبلاد اليونان عام 1822م تحمل أكثر من 5000 جندى بقيادة حسن باشا إلى جزيرة كريت وجزيرة قبرص، ونجحت القوات فى بداية الأمر فى قمع الثورة هناك واستطاعت تحرير السفن التركية المحتجزة.
وجاء من بعده إبراهيم باشا فى 51 سفينة حربية مزودة بالمدافع و146 سفينة نقل جنود حملت 17 ألف جندى و4 بلوكات مدفعية و700 فارس غير الأسلحة والذخيرة، أقلعت من ميناء الإسكندرية فى يوليو عام 1824م وقصدت جزيرة رودس وخليج ماكرى فى الأناضول لمقابلة الأسطول التركى بقيادة خسرو باشا فهاجمتهم السفن اليونانية اللى أجبرها إبراهيم باشا فى بداية الأمر على الرجوع للخلف واستطاع دحرها والوصول للشاطئ بجزيرة كريت فى سبتمبر 1824م، وظل متحين الفرصة لخلو البحر من سفن اليونانيين حتى أبحر إلى ميناء مودن وكورون، استطاع إبراهيم باشا فك الحصار وأرسل قوة من جيشه لاحتلال نافارين، وبعدين سار خلفهم واستطاع هزيمة الثوار فى نافارين وأسر قائدهم وشتت أغلب المقاتلين فى الجبال، وكانت هزيمة مدوية أصابت أهل اليونان بالإحباط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة