الأغنية الدينية دائما تتصدر قائمة الأولويات عند المستمعين فى المناسبات الدينية مثل قدوم شهر رمضان الكريم أو ذكرى ميلاد نبينا الحبيب محمد، صلى الله عليه وسلم، ربما لأنها تمنحنا روحانيات، ومن هنا يجب أن تحمل الأغنية بين طياتها معنى ورسالة موجهة وليست مجرد لون جديد يلهث وراءه المطرب ليثبت لجماهيره أنه متنوع ويجيد جميع الألوان الغنائية، خصوصًا أنه من الممكن جدًا أن يكون الفنان من خلال هذه الأغانى مؤثرا أكثر من الخطباء فى المساجد وأكثر من الكتاب فى الصحافة، وذلك لأن الفن الممتع يؤثر بشكل قوى جدًا على الناس.
إذا رجعنا بشريط الذكريات إلى الأغنية الدينية فى مرحلة ما بعد الإنشاد الدينى الذى ظهر فى العصور القديمة، فسنجد أن الأغنية كانت تعتمد على المدائح النبوية بعدما أخذ الملحنون فى بداية القرن الماضى الذى شهد انطلاقة الأغنية الدينية الملحنة، فبدأ واحد من الرواد وهو الشيخ أبو العلا بتلحين القصائد الكبيرة التى غنتها أم كلثوم فى بدايتها، وكذلك لحن الشيخ زكريا أحمد لنفسه قصيدة ابن الفارض وبعض قصائد شوقى وادخل عليها العود والكمان والقانون والناى وكانت أهم قصيدة لحنها هى «يا نبياً سمت به العلياء»، ثم راح يلحن للمطرب إبراهيم حمودة وشافية أحمد وفتحية أحمد وغيرهم الابتهالات الدينية، وهو ما يؤكده المؤرخ الفنى يعقوب وهبى فى كتابه «الأغانى فى الأفلام»، مشيراً إلى أن أم كلثوم كانت أول من تجرأ على استخدام التخت الشرقى فى الغناء الدينى بالاتفاق مع محمد القصبجى عام 1926، حين قدمت أغنية «نورت يا رمضان» أول أغنية شعبية دينية تسجل على أسطوانات، ما دفع السنباطى إلى تلحين أول أغنية دينية فى مديح النبى «امتى نعود يا نبى» والتى لاقت نجاحاً كبيراً، وغيرها من الأغانى الشهيرة التى تم إنتاجها قديما، وفى التاريخ الحديث للأغنية هناك العديد من التجارب التى شهدت نجاحاً ملحوظًا ومنها ما كان عبارة عن سبوبة فقط.. وللحديث بقية عن أهمية هذه النوعية فى حياتنا حاليًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة