حمدى رزق

المريض الأهلاوى

الإثنين، 12 نوفمبر 2018 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تأخرت الصدمة طويلا حتى استفحل المرض فصار عضالا، هزيمة «رادس» كاشفة، الأهلى مريض، حان أوان التغيير، من أسفل إلى أعلى، من فوق لتحت، لم تكن هزيمة كرة ولكن هزيمة كيان، وقع الهزيمة كان ثقيلا على النفس بلغ حد البكاء.
 
لم أذق طعم المرارة طوال تاريخ إخلاصى للأهلى إلا فى هذا النهائى الأفريقى، حسرة ما بعدها حسرة، ومهما حاولوا التخفيف بكلام التعازى السخيف، والقول المخاتل بأنها مباراة كرة، وفيها فائز ومهزوم، والروح الرياضية، كلام لا يبلسم جرحا عميقا.
 
نعم الأهلى يمرض ولا يموت، ولكن مرض الأهلى بات عضالا، لا شفاء منه إلا بتطهير الجرح الأهلاوى من «أم القيح» وتقطيبه على نظافة قبل إجراء أى عمليات تجميل، عمليات الترقيع لم تعد تجدى نفعا، وحديث «دولاب البطولات» لم يعد يخيل.
 
ما لايدريه المخاتلون أن الجرح الأهلاوى عميق، نازف، وصل القلب، الأهلاوية ذبحوا بسكين بارد ونزفوا من كرامتهم فى ظل هجمة عقورة من كل القبائل الكروية المتحاربة، التحفيل والقلش والشماتة التى بلغت حد الوقاحة، بهدلة لم نجربها ولم نتعود عليها، ولا نقبلها إهانة على الكيان السامق.
 
التطهير بات مطلبا، تطهير يطيح بالمنتفعين، والمشهلاتية، والمتبضعين بالفانلة الحمراء، هؤلاء لا هم لهم إلا التجارة بالأهلى، أتخموا وتضخمت أرصدتهم، ولكنهم لا يشبعون، الأهلى مثل الفرخة تبيض لهم ذهبا، ولكنهم مصرون على ذبح الفرخة فى الملعب، الأهلى ذبح بسكين بارد فى ملعب رادس.
 
الأهلى ككيان قبل الفريق فى حاجة لعملية قلب مفتوح، بل قل تغيير قلب تيبس، القلب النابض خمد، روح الفانلة الحمراء خبت، والغيرة على اسم الأهلى لم تسجل حضورا منذ زمن التوأم حسام وإبراهيم حسن، واللعب للأهلى لم يعد أمنية لأنصاف الموهوبين، وحديث الصفقات السفلية المليونية العابرة للقارات يصم الآذان، وحكى الفساد والإفساد يسرى دون أن يحرك أحدهم ساكنا لوقف الانهيارات الأخلاقية وتسييد المبادئ التى جبلت عليها أجيال قدت من جبل جرانيتى أحمر.
 
لابد من وقفة مفصلية تعيد الأهلى لأصحابه الحقيقيين، تطرد الدخلاء، تنظف الجزيرة من الهاموش، وتذب عن قصعة الأهلى الذباب، لقد تكالبت على الأهلى الأكلة تكالبها على قصعتها، ونحن كثرة، ولكن للأسف كثرتنا كغثاء السيل، بات الأهلى ضعيفا أمام اتحاد كرة لا يستأسد إلا على الأهلى، واتحاد قارى يخطط لإزاحة الأهلى عن الزعامة الأفريقية، وإهانات وإحراجات وهزائم طوال الوقت، وحتى الفوز بشق الأنفس بلا جدارة ولا جسارة ولا استحقاق، للأسف نفوز لهزيمة المنافسين.
 
الأهلى بات طاردا لأبنائه الموهوبين، ولا يقع إلا على بقايا السبع، وفضلات الأندية الأفريقية والعربية والمحلية، هؤلاء لا يستحقون شرف تمثيل الأهلى، حتما ولابد من تغيير يطيح بالوجوه القديمة التى سيطرت على مفاصل النشاط الكروى ولجانه الفنية.
 
عندما تعجز فرق الناشئين التى ينفق عليها الملايين عن إمداد الفريق الأول بالموهوبين يبقى فيه حاجة غلط، عندما تستغنى الإدارات الفنية كل عام عن كبشة مواهب تهديها للفرق الأخرى، ثم يستعيدها الأهلى بالملايين يبقى إهدار للموارد البشرية، عجيب يبحثون عن صفقات شتوية من خارج الحدود، طيب ابحثوا أولا فى صفوف الناشئين عمن يحلم بارتداء الفانلة الحمراء، كفاية صفقات بالملايين، هناك من أبناء الأهلى من يتمنى الدفاع عن الاسم والكيان ومستعد يأكل الأرض من تحت قدميه حبا وعشقا.
ابحثوا عن نسق إدارة محترفة لنادى القرن، ليس كل نجم يصلح مديرا، وليس كل «باك» ينفع فى الهجوم على الخصوم، متى كان الأهلى يتورط فى معارك جانبية، متى كان الأهلى يشكو ويتشاكى من الحكام، متى كان الأهلى عاديا؟! لا نريد بطولات وهمية، فى النادى الأهلى الذى أعشقه، المبادئ مقدمة على البطولات.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة