هل الكتب الخارجية، سبب فساد التعليم المصرى؟ أثار هذا التساؤل ضخة كبيرة من قبل أولياء الأمور وبعض المتهمين بالشأن التعليمى خاصة بعد قرار وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى عدم منح دور النشر الخارجية ترخيص لتأليف الكتب فى النظام الجديد للتعليم، بإعتبار الكتب الجديدة ترجع حقوق ملكيتها الفكرية إلى الوزارة وبدعوى أن الكتاب الخارجى أفسد التعليم فى مصر.
فيما اتفق عدد من الخبراء والمسئولين فى وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، أن الكتب الخارجية كانت سببا فى تدمير وفساد منظومة التعليم المصرى.
مركز المناهج الكتب الخارجية ساهمت فى تدمير التعلم
الدكتورة نوال شلبى، مدير مركز المناهج والمواد التعليمية، بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، أكدت، الكتب الخارجية أدت إلى فساد منظومة التعليم، لأن الكتب الخارجية نجحت فى تحقيق الأهداف المنوط بها التعليم وهى الامتحان، موضحة أن أهداف التعليم فى النظام القائم حاليا هى الامتحانات وليست المعرفة أو التعلم.
وأَضافت نوال شلبى فى تصريحات خاصة لـ" اليوم السابع"، أن هدف الطالب هو الحصول على الدرجات مما يعنى الحفظ وأدخل الامتحان فقط للحصول على الدرجات، موضحة أن الكتاب الخارجى أصبحت تضع المنهج فى "كبسولة" يحصل عليها الطالب وتضع له أسئلة ونقاط محددة وإجابتها كما أنها تساعده على الحفظ للإجابة عن الأسئلة المطلوبة منه، فالكتاب أفسد كل ما تبقى من تعليم" مفهوم التعليم والتعلم وبناء الشخصية وإكساب المهارات.
وتابعت الدكتورة نوال شلبى: أن الكل يرفض أن تختزل فكرة التعليم والتعليم على مجرد الدرجات والامتحان، فالكتب الخارجية والدروس الخصوصية محورين موازيين للتعليم، وساعدوا على تدمير فكرة التعليم والتعليم بجانب نظام الامتحانات المتبع فكل هذه العوامل" كتب خارجية وامتحانات ودروس" نجحت فى تحويل التعليم إلى نجاح ورسوب ودرجات والإلتحاق بأفضل الجامعات، وكل هذه المراحل ليس لها علاقة فى بناء الشخصية أو تعلم المهارات أو تحقيق التعلم المستمر والمعرفة الحقيقة.
وأوضحت الدكتورة نوال شلبى: أن نظام التقويم، سئ ولا يتفق مع مفهوم التعلم واستفادت منه كثيرا كلا من الكتب الخارجية والدروس الخصوصية ونجحوا فى تعميق هذا الفهم.
خبير تربوى الكتب الخارجية والامتحانات أحدثت خلل فى التعليم
وقال الدكتور رضا مسعد، رئيس قطاع التعليم العام الأسبق بوزارة التربية والتعليم وأستاذ التربية، إن العملية التعليمية متكاملة تشمل امتحانات وكتب، حيث أن جزء منها يتعلق بالامتحان وطريقته والأخر بالكتاب وطريقة تقديم المحتوى ومن ثم المنظومة التعليمية عندما يحدث لها خلل يشمل كل أجزائها.
وأضاف رئيس قطاع التعليم الأسبق فى تصريحات خاصة لـ" اليوم السابع"، أن جزء الامتحان به خلل كبير لأنها لم تأخذ دورها كمكون طبيعى من مكونات التعلم بل تحولت إلى غاية وليست وسيلة يسعى الطلاب فيها إلى النجاح وتحقيق الدرجات المطلوبة دون الوصول إلى المعرفة
وأشار رئيس قطاع التعليم الأسبق، أنه بالنسبة للكتب الخارجية تصب هى الأخرى فى خلل المنظومة التعليمية وفسادها، حيث أنها محاولة لمساعد الطلاب فى النجاح بالامتحانات بأقل السبل والجهد ويساهم الكتاب الخارجى فى تدريب الطلاب على الامتحان ولا يسمح له بتعلم المهارات ولا ينمى لدية القيم وحب الوطن ولا يحقق الأهداف التربوية الكبيرة وكلاهما" الامتحان والكتاب الخارجى"، يحقق نفس الهدف وهو الخلل الكامل.
وأوضح الدكتور رضا مسعد، أن الطالب يذهب إلى الكتاب الخارجى ويترك كتاب المدرسة، لأن الأخير، مصمم من أجل أن يتعلم الطالب بنفسه ويتعلم المهارات وليس جاهزا مثل الكتاب الخارجى فى تقديم المعلومة للطالب، ومن ثم يتطلب من التلميذ حين يستخدام كتاب المدرسة كثير من الجهد لتحقيق المعرفة المطلوبة ونواتج التعلم، أمام الخارجى يعد أحد مشكلات التعليم هى إضافة إلى ظاهرة الدروس الخصوصية كلها تؤدى إلى نتيجة واحدة وهى النجاح ولكن النجاح لا يعنى تحقيق التعلم.
أولياء الأمور يشيدون بعدم وجود كتب خارجية فى النظام الجديد
خالد صفوت أحد أولياء الأمور، ومؤسس ثوة أمهات مصر على المناهج التعليمية، أكد أن الكتاب الخارجى وفق نظام التعليم المصرى الحالى والذى يرسخ لقيم الحفظ والتلقين والإجابة النموذجية وطرق الأسئلة وشكل السؤال، ساهم واستطاعت الكتب الخارجية أن ترسخ لهذه الأفكار التى أدت إلى تدمير التعليم المصرى والمخرج التعليمى، ومن ثم فإن الكتاب الخارجى يتم وضعها بطرق تعالج أخطاء كتب الوزارة والتى يوجد فى بعض المناهج والكتاب المدرسى أخطاء بالقصد من أجل انتعاش سوق الكتب الخارجية.
وأوضح أن هناك معاناة من جانب أولياء الأمور فى استلام الكتب وخاصة كتب اللغات فى موعدها المحدد مما يساهم فى الإقبال على شراء الكتب الخارجية من أجل محاولة الإلمام بالمنهج فى الوقت المحدد والفصل الدراسى.
وأضاف أن هناك تعمد فى تأخير طباعة الكتب مما يجعل أولياء الأمور تلجأ إلى الكتاب الخارجى، بالإضافة إلى وجود البعض من واضعى الامتحان يعتمدون على الكتب الخارجية خلال وضع أسئلة الامتحان، لافتا إلى أن هناك جزئيات فى الامتحان تأتى من الكتاب الخارجى فقط وليس كتاب الوزارة مما يخدم سوق الكتب الخارجية، ويؤدى إلى هدم منظومة التعليم لأنها أدت إلى تلقين الطالب للمعلومات ولم تركز على الفهم والمهارات.
فيما أشاد خالد صفوت بخطوة عدم منح تراخيص للكتب الخارجية فى النظام الجديد للتعليم، قائلا: هى خطوة جميلة وأولياء الأمور نادوا كثيرا بضرورة تحسين الكتاب المدرسى للحد من انتشار سوق الكتب الخارجية فهى خطوة مهمة سوف توفر الكثير من المبالغ المالية لأولياء الأمور وهو قرار يصب فى مصلحة أولياء الأمور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة