وردت هذه الآية بسفر يشوع تلميذ موسي النبي عندما كان يخوض الحروب مع الأعداء ثم فجأة انهزم فى موقعة حربية صغيرة فصرخوا الى الرب ولعا وخوفا ثم حيرة وقلقا لأنها كانت الهزيمة الأولى لهم بعد عدة انتصارات ساحقة وكان وقتها الجيش مسلحا وعلى درجة عظيمة من الاستعداد لخوض الحروب ضد الأعداء خاصة بعد وعد الرب لهم بمساندتهم ومساعدتهم فى تلك الحروب منذ خروجهم من أرض مصر بشرط حفظ وصايا الرب وتنفيذها، وكانت أرض هذه البلاد تفيض لبنا وعسلا - كما وعدهم الرب تماما- ولكن بنظرة عابرة الان نجد هذه أرض يشوع تفيض حجارة ودبشا ورمالا !!
وعندما تحير يشوع بن نون فى هذه الهزيمة النكراء غير المتوقعة للجيش صرخ الى الرب فقال له لا أكون معكم ان لم تبيدوا الحرام من وسطكم !! حدث هذا فى العهد القديم وبنظرة سريعة للعهد الجديد نجد أوامر السيد المسيح صراحة ( فتشوا الكتب) ووقتها لم يكن هناك ادنى كتابات للعهد الجديد اطلاقا أي أن الانجيل لم يكتب بعد مما يجعلنا نستنتج أن السيد المسيح يقصد قراءة ودراسة العهد القديم لأن الله هو هو أمس واليوم والي الأبد ، ولهذا فان هذا الموقف وهذه الآيه مطلوب فحصها على الدوام وأن يفتش كل إنسان ذاته وكل أسرة وكل مؤسسة وكل كنيسة بدراسة وفحص وتمحيص لئلا تنطبق علينا هذه الأيه وعلينا أن نتأمل كذلك فى جدعون وهو أحد القضاة بالعهد القديم عندما صرخ معترضا أمام ملاك السماء قائلا (أسألك يا سيدى ان كان الرب معنا فلماذا أصابنا كل هذه..) يقصد المحن والتجارب والوقوع بين يدى الأعداء
والإجابة جاءت من الرب ذاته منبها ثم مهددا ومتوعدا ( لا أكون معكم ) وهى صعبة جدا على النفس البشرية أن يخاصمها الرب وان كانت رحمته وحنانه ومحبته لنا جلية بكشفه سر غضبه ولماذا ابتعد عنا مشترطا لعودته الينا وبالتالى عودة السلام والمحبة والحق والامن والأمان والهدوء والسكينة وكل هذا يتبع اشارة الرضا الالهى .. وما هذا الشرط يا الهى ؟؟ الاجابة ( انزع الحرام من وسطكم) .. وعندما نتأمل فى هذه المقولة الخالدة نجد الرب يتحدث مع شعبه وأولاده بصيغة الجمع مع ان الخطأ والحرام صدر من شخص واحد, ويوضح الحقيقة الهامة الخطيرة ألا وهى ضرورة إبادة الحرام من وسطنا والابادة التى يطلبها الرب هى التدمير الشامل والقضاء المبرم على الحرام الذى فى وسطنا... ونبدأ فى ( رش) بعض البهارات لزوم زركشة المقالات ونعرج للأسرة التى تواجه مثل هذا الموقف فنطلب من الأب والأم والأبناء ضرورة ابادة الحرام من وسطهم حتى تتمتع الاسرة بوجود الرب معهم ولا يصح مثلا أن يتقمص بابا او ماما دور البطولة المطلقة لمطالبة الأبناء فقط بضرورة ابادة الحرام من وسطهم مع اصدار الأوامر والتعليمات الصارمة بضرورة الصوم والصلاة والمحبة و.... وغيرها من الوصايا الرائعة التى يطلب بابا من أولاده اتباعها والعمل بها بينما بابا نفسه لا ينفذها بل قد يسافر بعيدا لزيارة أحد الأبناء تاركا بقية الاولاد في صراع وشجار بل وقتل بعضهم البعض مما ينتج عنه ان يستشرى الحرام وسط العائلة. وأحيانا يجد الابناء الحيرة تشملهم ما بين تلك الوصايا الرائعة وعدم تنفيذها عندما يرى الابن بابا يخاصم عمه ويتدخل خاله معرجا بين الفريقين ، وتغلب الطبيعة البشرية الكامنة داخل كل انسان فى محاولات مستميتة وصراع ازلى ابدى بين الخير والشر فنجد الابن الشرير وابن العم الطيب المسكين مع وجود ابن الخال الضعيف ايمانيا ونفسيا وروحيا وكما حدث مع بابا ادم الاول من الباباوات وأمنا الأولى حواء مع أولادهما قايين وهابيل فتغلب الإبن الشرير على أخيه المسكين وقتله لتستقبل الأرض أول قطرات من الدماء البشرية معلنة للعالم استعدادها الدائم لقبول اراقة الدماء البريئة أو الشريرة على حد سواء ، فى الخفاء او العلانية ، ليلا او نهارا من اصحاب الثوب الابيض او الاسود.
وأين الرب ؟هل هو معنا ؟ بالطبع لا يجتمع الرب معنا لوجود الحرام فى وسطنا لذلك فهناك المسئولية المشتركة بين بابا وماما والأبناء والأقارب فى العائلة الكبيرة فمن غير المعقول مثلا عند سؤال أحدهم ان يكذب بابا وينكر وجوده بمقر اقامته سواء بالمنزل او العمل ناسيا ومتناسيا وجود الاولاد تستمع اليه وهى الظاهرة البغيضة المسماه مجازا بالكذب الابيض بل عليه اتباع وصايا الرب خاصة العدل والمساواة ما بين الابناء حتى لا يدخل الحسد والبغضة والكراهية وسطهم مما قد يؤدى لحدوث جرائم القتل او الانتحار ناهيك عن الشجار بينهم والقطيعة .
أخيرا عندما نجد الحرام فى وسطنا سهوا او عمدا او حسدا من الشيطان ،او تقصيرا من بعضنا ، فمن الواجب علينا ان ينبه بعضنا البعض لوجود هذا الحرام ونطالب بابا ان ينزعه من نفسه اولا ومن الأخوة الكبار ثم الصغار حتي يحيا الأبناء فى سلام وهدوء ويرجع الرب مظللا العائلة بملائكته وقديسيه وانا اعرف شخصيا احد الابناء حتى الان ينبه باباه اكثر من ثلاث سنوات لينزع الحرام من وسط العائلة دون جدوى ولكن ما يعجبنى ويشدنى اصراره الشديد لنزع الحرام بالرغم من ان يد باباه طويلة جدا عليه ونال منها بعض البركات (الرنانه ) عندما كان يربت بابا بيده على وجه ابنه بقوة شديدة! واحيانا يتذكر الاب فقط وصايا الحكيم بالكتاب المقدس بقوله( لا تمنع عصاك من تأديب ابنك) ولكن المشكلة هنا ان عصا بابا طويلة زيادة عن اللزوم ونكتفى بهذا القدر وهعمل نفسي ميت !!!!!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة