وجوه أصبحت محفوظة لمريدى الموالد وزيارة المساجد الشهيرة "خدام ضيوف المساجد الشهيرة"، الذين حفظوا مواعيد مختلف الموالد فى مصر عن ظهر قلب، فيتنقلون بين المحافظة والأخرى لخدمة المساجد وتقديم الطعام والوجبات اللازمة لإقامتهم قبل المولد حتى موعد انتهائه.
أثناء عودة خدام آل البيت لمحافاظاتهم
فى ساحة مسجد السيد البدوى بطنطا بدأت الاحتفالات بالمنشدين وسط تمايل المريدين، ومرح الأطفال فى الألعاب التى تزين المشهد كل عام، وفى كواليس تلك الاحتفالية أيادٍ تقدم الخير جاءت راجية إطعام الطعام، وتقديم يد العون لكل محتاج دون انتظار مقابل، اعتادوا على ذلك لسنوات طويلة، وربوا أبناءهم على استكمال المسيرة من بعدهم.
مريدى مولد السيد البدوى
تلك المجموعات ما أن يقترب موعد المولد يحزمون أمتعتهم، ويحضرون أوانى الطبخ ومستلزمات الإقامة فى محيط مكان المولد حتى يقدمون خدماتهم على أكمل وجه، يحكى "عماد حسنين"، لـ"اليوم السابع" عن مشاركته فى خدمة مريدى مولد السيد البدوى هذا العام، قائلًا: بنحضر قبل المولد بـ10 أيام، ونجمع بعض ونوصل للمولد قبل الليلة الكبيرة بـ3 أيام".. على مدار 20 عاما يحرص صاحب الـ45 عاما على القيام بذلك فى كل مولد أو احتفالية دينية كبيرة.
الأنوار بالمولد
وعن مصادر إعداد الوجبات للمريدين يقول "حسنين": إن التحضيرات الخاصة بإعداد الوجبات يقوم جزء كبير منها على مساعدات الخير، بالإضافة للجزء الذى تخصصه الطرق الصوفية فى كل مناسبة، مضيفًا أن هناك بعض الشخصيات اعتادوا على إمدادهم بالمواد الخام اللازمة للطهى كل عام منذ ما يزيد على 20 عاما.
امرأة فى المولد
ففى محيط المولد تقف النساء خلف أوانى الطبخ العميقة يقدمن أطباق الفول النابت، والعيش الناشف والدقة للمريدين، وعجوز آخر يعد أكواب الشاى، ومجموعة أخرى تعد الخبز واللحوم رافعين شعارهم الدائم "الجودة بالموجودة والرزق كتير"، يعتبروا زوار المولد ضيوفهم، وعليهم خدمتهم حتى الانتهاء تمامًا منه.
بائعة فى المولد
امرأة فى مولد السيد البدوى
تعالت الأصوات بالإنشاد وحلقات الذكر طوال الليل، وفى السادسة صباحًا اطفأت الأنوار، وبدأ الأمر يعود لطبيعته فى مسجد السيد البدوى، أما هم فكانوا فى مهمة منفصلة، يحزمون أمتعتهم على العربات الكارو مرة ثانية، ويتممون على بعضهم البعض، ويسيرون فى صفوف منتظمة عائدين لمحافظاتهم.
الطريق الزراعى عند العودة
صفوف من العربات الخشبية تجرها الخيول، ومداعبات بين الرجال على الطريق أثناء عودتهم على الطريق الزراعى لمحافظاتهم مرة ثانية، إما إلى بنها أو إلى قويسنا بمحافظة المنوفية بعدما أدوا مهمتهم بسلام، راجين العودة لمنازلهم ليجهزوا للمقصد التالى، اعتادوا على الترحال حتى تربى أطفالهم على ذلك أيضًا، دون ملل أو شكوى، كل ما يريدونه خدمة زوار المساجد الشهيرة فى أى مكان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة