السفراء الأجانب فى مصر يستعرضون مساهماتهم واقتراحاتهم فى مجال المياه.. السفير الإيطالى: برامج مائية فى سيناء بتكلفة 3 ملايين يورو.. وسفير الاتحاد الأوروبى: برنامج رائد لتعزيز الأمن المائى بتكلفة 120 مليون يورو

السفير الألمانى: مصر لديها مصدر مائى واحد.. ونساعدها فى تخطى هذا التحدى

أكد السفير الإيطالى جيمباولو كانتينى سفير إيطاليا بالقاهرة أنه من المتوقع تصميم برنامج للموارد المائية فى سيناء بتكلفة 3 ملايين يورو، لافتا إلى أنه سيتم البناء على المبادرات الناجحة فى مشروع نويبع والذى تم من خلال البرنامج المصرى الايطالى والذى يهدف إلى إدارة موارد المياه الشحيحة، معربًا عن تطلع بلاده لتطوير وتنمية التعاون بين دول حوض النيل خاصة مصر السودان وإثيوبيا، للوصول إلى رؤى وبرامج مشتركة متعلقة بالبنية التحتية.

واستعرض كانتينى دور هيئة التنمية الايطالية فى مجال المياه فى مصر، لافتًا إلى أنها تأتى فى إطار شراكة الاتحاد الأوروبى مع مصر 2017 – 2020 بالتوازن مع أجندة 2030، موضحًا أنه من خلال التعاون المصرى الإيطالى فإن هناك عدة أولويات تتمثل فى البعد الاجتماعى وحماية الجماعات المهمشة من السكان، وتنمية رأس المال البشري، والتنمية الاقتصادية والتعاون فى التنمية الحضارية والزراعية.

وأكد السفير الإيطالى على أهمية القيام بحملات رفع الوعى فى هذا المجال لمنع تدهور الأراضى وتآكل التربةن لافتًا إلى أنه، من خلال الصداقة المصرية الإيطالية، قامت ايطاليا بمجموعة من الانشطة تستهدف منع التدهور البيئى وتأمين المياه وتوفيرها والمحافظة على المحاصيل الزراعية وتوفير الظروف المواتية والحد من الفقر وتحسين الظروف المعيشية بشكل عام.

وأشار إلى أن هناك مشروعات مائية تم تنفيذها فى المحافظات الشمالية الغربية بالتعاون مع شبكة البحر المتوسط وكان الغرض منها هو استهداف سكان البدو الذين يسكنون فى المناطق القاحلة والعمل على تعزيز الموارد الطبيعية فى تلك المناطق.

وتابع:"نحن نقوم فى مصر بتنفيذ برنامج الاتحاد الأوروبى وهو نموذج يطلق عليه التعاون غير المباشر وهو برنامج تطوير وتنمية المناطق الحضرية والريفية وتكلفته 2 مليار يورو، وتم تنفيه من جانب هيئة التعاون الإيطالى، وذلك إضافة إلى التمويل فى البرنامج الزراعى فى محافظات المنيا والفيوم ومرسى مطروح"، لافتًا إلى أن هذا المشروع كان بمثابة مشروع إقليمى يتضمن لبنان الأردن وسوريا، وذلك قبل الثورات، مؤكدًا أن برنامج الرى يطبق بمصر ويعمل بالطاقة الشمسية وأثبت نجاحه فى الجزء الغربى من منطقة الدلتا.

وأشار إلى أنه، خلال العامين القادمين، سيكون هناك مجالات تدريب يتم تنفيذها من خلال الجهات المعنية، وهو ما يسهم تعزيز إدارة وترشيد الموارد المائية فى مصر والمنطقة وتعزيز المهارات الإدارية والفنية، ويهدف للتدريب وسيكون هناك مشغلين تتعلق بنظم المياه.

من جانبه، أكد سفير الاتحاد الأوروبى فى القاهرة إيفان سوركوش أن الاتحاد سيطلق برنامج رائد متعدد الاطراف فى الفترة من 2018 – 2020، بميزانية 120 مليون يورو، فى صورة منح، لافتًا إلى أنه يهدف إلى دعم استقرار مصر من خلال تعزيز الأمن المائي.

وأشار إلى أن مصر هبة النيل والنيل حياة للمصريين، وأن الدبلوماسية المائية للاتحاد الأوروبى هو معالجة الأسباب الجذرية للتحديات التى تواجه المياه فى مصر، مؤكدًا أنه يتم العمل على تكامل السياسات المائية والتخطيط والإدارة وتعزيز الاستخدام المستدام للمياه.

وأكد سوركوشش أنه فى إطار استراتيجية مصر التنموية الطموحة 2030، فإن الاتحا الأوروبى يريد أن يسهم فى تلبية تطلعات الشعب المصرى وهو على رأس أولويات الشركة المصرية الأوروبية، لافتًا إلى أن الاتحاد الأوروبى يشارك بـ 450 مليون يورو فى صورة منح وجمع أموال آخرى تصل إلى 5 مليارات يورو فى قطاع المياه، وذلك فى 12 محافظة مصرية توفر العديد من فرص العمل، وما يقرب من نصف مليون فرصة عمل مؤقتة فى المناطق الريفية.

ولفت إلى أن هناك مشاركات آخرى تدعم التعاون بين الباحثين المصريين والأوروبيين، مشيرًا إلى أنه، خلال العام الماضي، تم توقيع اتفاقية للشراكة فى مجال المياه فى منطقة البحر المتوسط وهو أكبر برنامج فى المنطقة.

وأوضح أن مصر تعد أكثر الدول التى تعانى من ندرة المياه فى العالم، وهو يعد اولوية قصوى للاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى ضرورة التأكد من وجود حملات توعية قوية، فضلًا عن البرامج الطموحة التى تستهدفها الحكومة المصرية.

وفى السياق ذاته، هنأ السفير جوليوس جورج لوى سفير ألمانيا فى القاهرة بإطلاق مؤتمر المياه الاول، لافتًا إلى أن المياه هامة لمصر وللإقليم والمجتمع الدولى يجب أن يحظى بمزيد من الاهتمام، لافتًا إلى أن التعاون بين مصر وألمانيا فى هذا المجال يصل إلى 700 مليون يورو وهو من أكبر قطاعات التعاون بين البلدين.

وأشار إلى أن ألمانيا تعمل على تمويل مصانع لمعالجة المياه الصرف وصيانة محطات المياه، فضلًا عن التعاون بين الخبراء فى البلدين لتطوير منظومات المضخات وعمل مدارس حقلية للاستخدام الأمثل لمياه الرى، فضلًا عن العمل على منظومة المخلفات الصلبة وإنشاء مصانع للتخلص من تلك المخلفات.

وأكد السفير لوى أن ألمانيا ستستمر فى دعم مصر فى جهودها المستقبلية فى مجال المياه لإيجاد تأثير منهجى وفعال للتعاون مع مصر، مؤكدا أن الهدف هو تحقيق تأثير كبير للسكان المصريين، متابعًا: "أن جودة وكمية المياه تحدد رفاهية السكان فى دولة لها مصدر مائى واحد، نحن ندعم مصر فى هذا ونساعدها على تخطيه".