سنوات من القمع والفساد، وصرف أموال الشعب على دعم الجماعات المسلحة والإرهابية، فى الشرق الأوسط، هكذا هو حال النظام الإيرانى، الذى انتفض الشعب فى وجهه منذ الخميس الأخير فى عام 2017.
وواجهت السلطات الإيرانية التى أعلن حرسها الثورى، اليوم الأربعاء نهاية "الفتنة"، منذ الخميس الفائت تظاهرات احتجاج عنيفة خلفت 21 قتيلا على الأقل، معظمهم من المتظاهرين وأدت إلى مئات الاعتقالات.
وهذه الحركة هى الأولى على هذا النطاق منذ احتجاجات 2009 ضد الرئيس المحافظ حينها محمود أحمدى نجاد التى قمعت بشدة حينها.. فى ما يأتى ملخص للأحدات:
مدينة مشهد..
فى 28 ديسمبر 2017 تجمع بضع مئات من المتظاهرين فى مشهد (شمال شرق) ثانى أكبر مدن البلاد ومدن أخرى احتجاجا على غلاء المعيشة والبطالة والحكومة تلبية لنداء يفترض إنه صدر عبر تطبيق تلجرام للتراسل المشفر.
ونقلت وسائل إعلام إصلاحية فيديوهات يظهر فيها المحتجون وهم يصبون غضبهم على الرئيس حسن روحانى كما أطلقوا هتافات تهاجم النظام والمرشد الأعلى على خامنئى، وكذلك تنتقد انخراط الحكومة فى نزاعات اقليمية بدلا من التركيز على القضايا الداخلية.
مظاهرات إيران
واشنطن تدين..
فى 29 ديسمبر انطلقت تظاهرات أكبر فى مزيد من المدن بينها كرمنشاه غربا ومدينة قم (شمال) حيث بدا المتظاهرون يرددون شعارات بينها "الموت للديكتاتور" و"أفرجوا عن السجناء السياسيين".
واتهم النائب الأول للرئيس أسحق جهانغيرى معارضين لحكومة روحانى بالوقوف خلف الاحتجاجات مؤكدا أن "بعض الأحداث التى وقعت فى البلاد كانت بذريعة مشكلات اقتصادية لكن يبدو أن هناك أمرا آخر خلفها".
وقالت الخارجية الأمريكية أن "القادة الإيرانيين حولوا بلدا مزدهرا إلى دولة مارقة تترنح".
وفى اليوم الموالى قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أن "الانظمة القمعية لا يمكن أن تدوم للابد".
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب
أول الضحايا..
فى 30 ديسمبر حشدت السلطة عشرات آلاف الأشخاص فى الشوارع فى تظاهرات مرخص لها فى ذكرى إنهاء حركة الاحتجاج الضخمة التى خرجت رفضا لإعادة انتخاب الرئيس السابق محمود أحمدى نجاد فى 2009، وقتل متظاهران أثناء صدامات فى مدينة دورود (غرب).
وناشد وزير الداخلية عبد الرضا رحمانى فضلى المواطنين عدم المشاركة فى "تجمعات مخالفة للقانون".
لكن التظاهرات أخذت تتسع أكثر فأكثر، ووقعت صدامات فى طهران حيث أظهرت تسجيلات مصورة متظاهرين يهاجمون مقرا للبلدية ويقلبون سيارة للشرطة ويحرقون العلم الإيراني.
صورة ملطخة بالأحذية لروحاني
التضييق على شبكات التواصل..
فى 31 ديسمبر حذر وزير الداخلية الإيرانى "من يستخدمون العنف" بأنهم "سيحاسبون".
وسعت السلطات إلى منع مزيد من التظاهرات فحجبت خدمات للرسائل النصية عبر الانترنت منها تلجرام وانستجرام. واتهمت مجموعات "الثورة المضادة" فى الخارج باستخدام هذه القنوات للدعوة للتظاهر.
وفيما أكد روحانى أن الناس يملكون "مطلق الحرية" للتعبير عن غضبهم، اعتبر أن "الانتقاد لا يعنى العنف وتدمير الممتلكات العامة".
لكن العنف تواصل وهاجم محتجون واحرقوا أحيانا مبانى عامة ومراكز دينية وبنوك وسيارات شرطة، وقتل ثمانية متظاهرين فى حادث على صلة بالاحتجاجات.
مثيرو الشغب..
فى الأول من يناير 2018 أعلن روحانى أن الشعب الإيرانى سيرد على "مثيرى الاضطرابات والخارجين عن القانون"، واصفا المحتجين بانهم "أقلية صغيرة توجه إهانة إلى القيم المقدسة والثورية".
وليلا قتل تسعة أشخاص فى عدة مدن بمحافظة أصفهان (وسط) بينهم ستة متظاهرين.
مظاهرات إيران
"إعداء" إيران..
فى 2 يناير خرج المرشد الأعلى آية الله على خامنئى عن صمته بشأن الاحداث وقال "فى أحداث الأيام الأخيرة، اتحد الأعداء مستخدمين وسائلهم، المال والأسلحة والسياسة وأجهزة الأمن، لإثارة المشاكل للنظام الإسلامي".
وندد أبرز حزب اصلاحى إيرانى بالعنف وبـ "الخديعة الكبرى" لواشنطن.
وطلب الرئيس حسن روحانى من نظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون اتخاذ إجراءات ضد مجاهدى الشعب الحركة المعارضة التى تتخذ من باريس مقرا والمتهمة بتأجيج العنف.
وطلبت السفيرة الأمريكية فى الأمم المتحدة نيكى هايلى اجتماعا عاجلا فى الأمم المتحدة.
وفى الليل لم تسجل إلا بعض الاحتجاجات المتقطعة فى المحافظات بحسب أشرطة فيديو نقلتها وسائل التواصل الاجتماعي.
وكشف موقع "آمد نيوز" عن مشاركة عناصر ميليشيا "فاطميون" التابعة للحرس الثورى فى مهاجمة المتظاهرين بمدينة مدينة خمينى شهر ليلة أمس الثلاثاء.
مظاهرات مناهضة للنظام الإيراني
"نهاية الفتنة"..
فى 3 يناير 2018، احتشد عشرات الآلاف من أنصار الحكومة فى أنحاء البلاد دعما للنظاـ. وقال روحانى إن التظاهرات ستنتهى فى بضعة أيام.
وأكد قائد الحرس الثورى الإيرانى الجنرال محمد على جعفرى اليوم الأربعاء، أنه يستطيع إعلان "إنتهاء الفتنة".
وقال جعفرى فى تصريحات نشرها الموقع الإلكترونى للحرس الثورى "فى الفتنة هذه، لم يتجاوز عدد الذين تجمعوا فى مكان واحد 1500 شخص، ولم يتجاوز عدد مثيرى الاضطرابات 15 ألف شخص فى كل أنحاء البلاد".
وأضاف أن "عددا كبيرا من مثيرى الاضطرابات فى وسط الفتنة، ممن تلقوا تدريبا من أعداء للثورة، تم اعتقالهم وستتخذ بحقهم تدابير صارمة".
ومساء اليوم الأربعاء، ذكرت وكالة مهر الإيرانية للأنباء نقلا عن بيان للحرس الثورى أن ثلاثة من أفراد قوات المخابرات الإيرانية قتلوا فى اشتباكات بمدينة بيرانشهر بغرب البلاد.
الخامنئى
وأضاف البيان أن الثلاثة قتلوا خلال "معركة مع عناصر معادية للثورة"... ولم يحدد البيان إن كانت المعركة مرتبطة بالاحتجاجات المناهضة للحكومة فى إيران
من ناحية آخرى قال مسئول كبير فى الإدارة الأمريكية، اليوم الأربعاء، إن البيت الأبيض يعتزم فرض عقوبات على عناصر فى النظام الإيرانى أو مؤيدين له، متورطين فى "قمع" التظاهرات الاحتجاجية فى إيران.
وأضاف المسؤول الذى طلب عدم ذكر اسمه "ننظر فى كل الاحتمالات" مشيرا إلى أن سلطات الرئيس دونالد ترامب تسمح له باستهداف منظمات أو أشخاص متورطين فى انتهاك حقوق الإنسان أو فرض الرقابة أو منع التجمعات السلمية، مضيفا أن ذلك "يتطلب معلومات، وهناك الكثير من المعلومات، لذا نعتزم البدء فى تجميعها وسنرى ما يمكننا القيام به".
من جانبه قال وزير الخارجية الألمانى زيجمار جابرييل اليوم الأربعاء، إن ألمانيا تشعر بقلق بشأن الموقف المتصاعد فى إيران.. جاء ذلك فى تصريحات صحفية لجابرييل خلال زيارة لأوكرانيا.
وفى الشأن الأوكرانى قال الوزير الألمانى إنه يشك فى أن قرار الولايات المتحدة منح أسلحة فتاكة لأوكرانيا سيساعد فى حل الصراع بمنطقة دونباس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة