صدر عن القومى للترجمة، حديثا، الطبعة العربية من كتاب "الترجمة والصراع: حكاية سردية"، من تأليف منى بيكر، وترجمة طارق النعمان .
ويستعرض الكتاب عبر فصوله السبعة تقديم النظرية السردية، تنميط السرد، فهم كيف عمل السرديات، ثم تأطير السرديات فى الترجمة، وفى الفصل السابع والأخير يصل إلى تقييم السرديات أو النموذج السردى.
وفى هذا الكتاب الكاشف للعديد من آليات الهيمنة الاستعمارية وما بعد الاستعمارية فى مجال الترجمة، تحاول الكاتبة منى بيكر أن توسع نطاق النظرية ما بعد الكولونيالية فى دراسات الترجمة، لتستوعب وتوظف كلا من منجزات الدراسات السردية، خصوصا فى سياقاتها المعرفية والسوسيولوجية والأنثروبولوجية، على نحو ما يمكن أن نجد لدى كل من ماكنتاير، وفيشر، وبرونر، وسواهم، والمنجز الخاص بما أصبح يعرف بدراسات التأطير المنطلقة من أعمال ارفنج جوفمان. والتى يتم توظيفها بشكل لافت فى كل من دراسات الخطاب السياسى والحملات الانتخابية، خصوصا فى دراسات الميديا والاعلام.
وتكشف الكاتبة فى هذا السياق عن الأدوار المختلفة التى تلعبها السرديات القارة فى النصوص المترجمة أو تلك المنتمى إليها المترجم، وموقعه من السرديات التى تتم ترجمتها والكيفيات التى تؤطربها أحداث معينة، خصوصا فى ضل قدرة اللغة على الإحالة على أكثر من إطار فى آن واحد، أو على أطر كثيرة تكون متصارعة، حيث يحيل كل إطار على سردية مغايرة وربما نقيضة أو مناقضة للسردية أو السرديات الأخرى، بقدر ما تلعب السرديات ذاتها من أدوار فى عمليات التأطير والكيفيات التى تؤطر بها الوقائع.
وتكمل الكاتبه قائلة: إنها تدفعنا إلى التفكير فى الدور الذى تلعبه انتماءاتنا، ومواقعنا الأيديولوجية، ونحن نترجم، كما تدفعنا إلى التساؤل عما إذا كنا نترجم انطلاقا من السرديات التى ننتمى إليها أم من خلال السرديات المضمنة فى النصوص، أم انطلاقا من سرديات القراء المحتملين، أم من سرديات من من نتوسط بينهم بالترجمة، خصوصا فى حالات الترجمة الفورية، وما قد يعنيه الانحياز لصالح سردية على حساب سردية أو سرديات أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة