فيما يعد المسمار الأخير فى نعش تنظيم داعش الإرهابى فى شمالى إفريقيا وفى تونس على سبيل التحديد، تلقى التنظيم المصنف دوليا كأخطر جماعة إرهابية فى التاريخ، واحدة من الضربات القاصمة بعد أن نجحت السلطات التونسية فى عزله عن الحواضن الإرهابية الموالية له فى تلك البقعة المهمة من العالم الإسلامى.
خلية الدعم والإسناد
فقد تمكنت الوحدة الوطنية للأبحاث فى جرائم الإرهاب للحرس الوطنى التونسى بمنطقة (العوينة)، من الكشف عن خلية الدعم والإسناد التى تقف وراء تزويد العناصر الإرهابية التابعة لكتيبة "جند الخلافة" - الموالية لتنظيم داعش الإرهابى - بالمؤن والملابس والمواد الأولية المستخدمة فى صناعة المتفجرات.
وفى الأيام الأخيرة تمكنت فرقة الأبحاث والتفتيش فى منطقة الحرس الوطنى التونسى فى ماطر ولاية بنزرت، من إلقاء القبض على عنصر تكفيرى عمره 32 سنة قاطن فى منزل ببورقيبة.
ولاية القيروان كان لها نصيب أيضا من قص أجنحة داعش فى تونس، بعد أن تمكنت فرقة الأبحاث والتفتيش فى منطقة الحرس الوطنى بحفوز ولاية القيروان، من إلقاء القبض على عنصر تكفيرى عمره 28 سنة قاطن منطقة العلاء بولاية القيروان.
ونقلت وسائل الإعلام التونسية الرسمية عن وزارة الداخلية التونسية، فى بيان لها أمس الأربعاء، أنه تم الاشتباه بشقيقين يقيمان بتونس العاصمة، وبإلقاء القبض عليهما والتحقيق معهما اعترفا بتبنيهما لفكر تنظيم "داعش" الإرهابى، وتواصلهما مع عنصر إرهابى تابع لكتيبة "جند الخلافة" الذى أعطاهما مبلغا ماليا وقائمة بالمواد المطلوب شرائها للعناصر الإرهابية، وبعد اقتنائها توليا وضعها بمكان تم الاتفاق عليه مسبقا، إلا أن انتباه وحدات الحرس الوطنى بالقصرين حال دون وصولها للعناصر الإرهابية.
خلية العوينة
وأضاف البيان، إن النيابة العامة بالقطب القضائى لمكافحة الإرهاب أذنت للوحدة الوطنية للأبحاث فى جرائم الإرهاب للحرس الوطنى بالعوينة بالتحفظ عليهما ومواصلة التحقيق معهما.
وقبل أيام كشفت وزيرة الشباب والرياضة التونسية ماجدلين الشارنى، عن التحاق بطلين رياضيين من تونس، بتنظيم داعش الإرهابى، مشيرة إلى أنّ أصحاب الرياضات القتالية هم الأكثر عرضة للاستقطاب والتطرف على حدّ تعبيرها.
وأضافت الوزيرة، خلال جلسة للبرلمان السبت الماضى، أن الوزارة اجتمعت برؤساء جمعيات وجامعات الفنون القتالية لتكثيف المراقبة وحماية هذه الفئة من الرياضيين.
وأكدت الوزيرة، فى معرض ردها على سؤال تقدم به النائب عماد أولاد جبريل، على أن "مجهودات الوزارة لا تمنع وجود حالات شاذة وانحرافات نتابعها عن كثب، منها انضمام رياضيين إثنين لما يسمى تنظيم داعش الإرهابى وإيداع 5 أساتذة تربية بدنية السجن بقرار قضائى بعد ثبوت تورطهم فى قضايا ذات صبغة إرهابية".
إجراءات ضد المتورطين
وقالت الوزيرة: "اتخذنا قرارات بالشطب من الوظيفة العمومية فى شأن كل من ثبت تورطه فى هذا الأمر وهو ما يؤكد تعامل الوزارة بكل بصرامة مع ملف الإرهاب من خلال التحرى فى الانتدابات وضبط قائمة سوداء فى الغرض. لا وجود لأيادٍ مرتعشة فى مجال محاربة الفساد والإرهاب صلب وزارة شؤون الشباب و الرياضة".
وفى سياق متصل، أوضحت "الشارنى"، إن الوزارة تحرص على مراقبة القاعات الرياضية الخاصة لاسيما تلك التى تحتضن أنشطة الرياضات الدفاعية وذلك بالتعاون مع وزارة الداخلية. كما تحرص على مراقبة كل أشكال التمويل الأجنبى للجمعيات الرياضية المختصة فى الرياضات الدفاعية من خلال الاجتماع بهم ودعوتهم لتقديم كشوفات مالية للتثبت منها وقد تم ربط صرف المنح العمومية بإلزامية تقديم تلك الكشوفات".
وتواصل ظاهرة انضمام الرياضيين إلى التنظيم الإرهابى «داعش»، بعد أنْ تركوا الملاعب ليلتحقوا بساحات الإرهاب وحمل السلاح وتكفير الناس وقطع الرؤوس، فلم يقتصر التحاق المغرَّر بهم إلى التنظيمات الإرهابية على الشباب العاطل فقط، بل امتد حتى إلى الرياضيين.
المنضمون إلى التنظيم
وكشفت تقارير نقلا عن مصادر رسمية إن المنضمين إلى التنظيم الإرهابى قادمون من مختلف الجنسيات بما فى ذلك الجنسيات الأوروبية مثل ألمانيا وهولندا والبرتغال وفرنسا وإنجلترا، ومن البلاد العربية وعلى رأسها سوريا ولبنان والمغرب و3 لاعبين من تونس.
وعليه يبدو أن السلطات التونسية وجهت عددا من الحملات الاستباقية إلى تنظيم داعش وحواضنه الإرهابية فى عدد من الولايات، ما يعنى بعبارة موجزة أن التنظيم يشهد لحظاته الأخيرة فى إقليم شمالى إفريقيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة