نقول إن المسنين وكبار السن يحتاجون الى الشباب والصغار لقضاء مصالحهم وتأدية أمورهم، والحقيقة أن الشباب والأطفال وصغار السن هم الذين يحتاجون إلى الكبار والشيوخ لقضاء كل شىء فى حياتهم .
يبدو لنا أن الكهول يطلبون من صغار السن شراء متطلباتهم، أو معاونتهم بشكل ما فى الحركة أو الاتكاء، ولكن صغار السن يخدمون الكبار ويخدمون أنفسهم، بدافع وحافز نابع من وجود الكبار، وجودهم وحسب، حتى بدون فعل أى شىء .
نستطيع أن نصفه شعورا بالأمان لوجودهم، او الاحساس بأن هناك من يقف فى ظهورنا، ويشجعنا ويدفعنا لإتمام المهام وإنجاز الأعمال، هناك من يدعو لنا دعوة من القلب، لا نقابلها كثيرا .
جميع جيرانى من الشباب وصغار السن، لا يضىء وسطهم سوى رجلٱ أوحدٱ، كبير السن يتحرك بصعوبة، صوته هادئ ولطيف .
أشعر أنه يمنحنا جميعٱ نحن السكان الشباب، جرعة متجددة من الأمان والعطف، يدعمنا جميعٱ معنويٱ، يكسبنا شعور بالراحة والحنان، لمجرد وجوده حتى لو لم يفعل شيئٱ، مجرد وجوده يخفف جزءٱ من ابتعادنا عن آبائنا الحقيقيين .
ينبه المخطئ بمنتهى الرقة والأدب، بشكل يحفزه على الاصلاح، تقريبٱ هو الشخص الوحيد فى البناية الذى يذهب لصلاة الفجر فى المسجد، فيعطينا جميعا بركة وجوده، يكفينى أن أراه صاعدا أو نازلا، حتى لو لم يدر بيننا حوارا طويلا أو مباشرا.
جيلنا كله مستندا على جيل الكبار الذين أصبحوا آبائنا وأجدادنا، هم الذين يضعوننا على الصواب، ويدفعوننا للحق وينهوننا عن الباطل، يعطوننا مجانا خلاصة خبراتهم السديدة، التى مع التجريب والتكرار، لم تورطنا أبدا.
العجيب والغريب والمريب والمقلق؛ أن جيلنا الحالى من الشباب، هم عواجيز المستقبل، الذين من المفترض أن يعطوا جيل الأطفال الحالى، خلاصة تجاربهم وخبراتهم.
كيف سيكون الحال عندما تكون أغلب هذه الخلاصة وأساس معظم هذه الخبرات مبنى على ما نحن فيه من غش وكذب وتدليس وحقد واختلال فى المعايير ؟
كيف اذا كان حالنا نحن فى تدن مستمر، مع وجود هذه النخبة من الكبار ؟ فما بالك بالحال بعد أن تختفى هذه النخبة ونصبح نحن النخبة ؟ هذه النخبة التى تستر تهورنا وضعف أخلاقنا وقلة ممارساتنا الدينية ؟
كيف وهى التى تضبط أمامنا كفة الميزان ؟
كيف سنوازن نحن كفة الميزان مع أجيال أطفال اليوم الذين لا يبدو من معظمهم إلا الضعف العلمى والدينى والثقافى والتربوى، ويعانون العديد من نقاط الضعف ؟
هل يمكن أن يتكئوا علينا ونحتمل ؟
فى الغالب سنسقط معا !
فنحن لسنا مهيئون لدفعهم كما دفعنا آبائنا وأجدادنا، ولا هم مهيئون لتقبل الدفع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة