توقع وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف، انقلاب الإدارة الأمريكية على الاتفاق النووى مع بلاده، محذرا أوروبا من السير خلف واشنطن بهذا الخصوص، لأن ذلك سيقوض الاتفاق نهائيا.
ورجح ظريف، أن تدعى إدارة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، أن إيران لا تلتزم بالاتفاق النووى فى 15 أكتوبر القادم، داعيا أوروبا إلى مواجهة هذا الموقف الأمريكى، فيما لو خرجت واشنطن من الاتفاق.
وحسب ما نقلته شبكة "روسيا اليوم" الإخبارية، عن وكالة "إرنا" الإيرانية"، حذر الوزير الإيرانى - الذى يعد من أبرز صانعى "خطة العمل المشترك" بين إيران والمجتمع الدولى - فى تصريحات لرؤساء تحرير صحيفتى "إندبندنت" و"فايننشال تايمز" البريطانيتين، من أنه لو اتبعت أوروبا خطى واشنطن، فإن الاتفاق النووى سيقوض، وستكون إيران مضطرة لاستئناف أنشطتها النووية بتكنولوجيا أكثر تطورا من قبل.
وقال ظريف، إن الشئ الوحيد الذى يمكن أن يشجع إيران على استمرار الالتزام بقيود الاتفاق النووى على برنامجها النووى السلمى، هو تمسك سائر الموقعين الآخرين بالاتفاق – بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين - بشروط هذا الاتفاق وأن يواجهوا إجراءات الولايات المتحدة.
ونوه إلى أن ترامب يمارس سياسة لا يمكن التكهن بها، وهو الأن يميل بها نحو عدم الثقة، مضيفًا "أنا أتوقع أن لا يؤكد (ترامب) التزام إيران بخطة العمل المشترك، وأن يخول الكونجرس اتخاذ القرار بهذا الشأن".
وحول رد فعل طهران، على احتمال انسحاب أمريكا من الاتفاق النووى، قال ظريف، إن بلاده ستستأنف تخصيب اليورانيوم وسائر أنشطة البرنامج النووى على مستوى أكثر تطورا من قبل، وأضاف، "الاتفاق النووى، سمح لإيران بمواصلة البحث والتطوير، ولذلك قمنا برفع مستوى أساس تكنولوجيتنا".
وتابع وزير الخارجية الإيرانى، "لو قررنا الخروج من الاتفاق، سنخرج بتكنولوجيا أرقى مقارنة مع الماضى، إلا أن أنشطتنا ستكون سلمية دوما، لأن العضوية فى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية لا علاقة لها بهذا الاتفاق، لكننا لن نلتزم بالقيود التى قبلنا بها فى إطار الاتفاق".
واعتبر ظريف، الخروج من الاتفاق النووى أحد خيارات طهران، وأضاف، لدينا خيارات أخرى ترتبط بكيفية تصرف سائر أعضاء المجتمع الدولى مع أمريكا، متابعًا "لو واكبت أوروبا واليابان وروسيا والصين، الولايات المتحدة، فحينها ستكون باعتقادى نهاية الاتفاق".
وأشار ظريف، إلى مواجهة أوروبا للحظر الأمريكى فى الماضى، وقال، إنه فى عقد التسعينات من القرن الماضى، لم يتغاض الأوروبيون قط، فلدى الاتحاد الأوروبى قانون يقضى بدعم الشركات الأوروبية فى حال فرض قيود عليها من جانب أمريكا واتخاذ إجراءات مضادة.
ورفض مزاعم حكومة ترامب، بأن إيران نقضت مقدمة الاتفاق النووى، التى تتحدث عن دور هذا الاتفاق فى الأمن والسلام، وقال، إن الاتفاق النووى ورغم أنه لم ينفذ بصورة كاملة فقد أدى دورا فى أمن وسلام المنطقة.
وتابع، إن لم يكن الأمر كذلك فالسبب فيه يعود إلى ردود أفعال حلفاء أمريكا فى المنطقة، الذين لم يريدوا حصول الاتفاق منذ البداية، وعملوا كل ما بوسعهم لإضعافه، وهو الأمر الذى أدى إلى تصعيد التوترات فى المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة