"الدلالة تاجر" الشنطة الفاشونيستا، تعددت المصطلحات والوظيفة واحدة، ولكنها تختلف على حسب العصر وظروفه والإمكانيات المتاحة، فمنذ الستينيات وحتى الآن تطورت وظيفة "تجار الشنطة" أكثر من مرة حتى وصلت إلى شكلها الأخير وتسويق الملابس والموديلات التى تم جلبها من الخارج، من خلال ارتدائها والتصوير بها والنشر على مواقع التواصل الاجتماعى لعرض البضائع كبديل للذهاب للمصالح الحكومية وعرض المنتجات على الموظفات.
دلالة فى زمن الكمبليزون
فى فترة الستينيات وما قبلها ظهرت وظيفة للسيدات تدعى "الدلالة" وهى تلك المرأة التى تحمل "بؤجة" فوق رأسها وتذهب لربات المنزل لتبيع لهم بضائعها من قمصان نوم "كمبيليزون" أو ملابس منزل أو حتى مكياج وإكسسوارات، وكانت عادةً تلجأ لها السيدات لتحسين دخل المنزل أو للانفاق بالكامل على أسرتها، وعرفنا بهذه الوظيفة من خلال الأعمال الدرامية والأفلام القديمة مثل "رايا وسكينة"، فكانا يعملان "دلالات" وتمكنا من خلال ذلك الذهاب إلى منازل السيدات أو استقطابهن لمنزلهما.
عوض.. رمز تاجر الشنطة فى التسعينيات
أما فى فترة التسعينيات فاقتحم الرجال عالم "الدلالة" وطوروا مصطلح الوظيفة ليصبح "تاجر شنطة" وكانت فرصة الرجل أفضل من النساء فى ذلك، لأنهم تمكنوا من الذهاب إلى المبانى الحكومية والوصول إلى الموظفات وبيع بضائعهم بأنظمة التقسيط، وهذا ما عكسته الدراما فى مسلسل "البخيل وأنا"، حيث تحول "عوض" الشخصية التى كان يلعبها الفنان "فريد شوقى"، وتحول ذلك الرجل الذى يحمل حقيبة "سامسونايت" رمزاً "لتاجر الشنطة فى تلك المرحلة.
الصينية.. عندك أروسة يا هاجة؟
أما فى بداية الألفينات فظهر شكل جديد من "تجار الشنط" وهن الفتيات الصينيات اللاتى انتشرن فى شوارع القاهرة، وكانت جرأتهن هى سبب نجاحهن، فاشتهرن بالصعود على المنازل ودق الأبواب، وبمجرد أن تفتح الأم أو ربة المنزل باب شقتها، تجد تلك الفتاة ذات القامة القصيرة والعين المسحوبة تبتسم وتميل قليل إلى الأمام قائلة "أندك أروسة يا هاجة"؟
وبالفعل اعتمدت معظم العرايس فى تلك المرحلة على البضائع الصينى من قمصان نوم وملابس منزل وملابس داخلية، بأشكال مختلفة وأسعار بسيطة.
فاشونيستا التطور الطبيعى للدلالة
فى وقتنا هذا تحولت "الدلالة" إلى "بيزنس وومن"، فاتخلصت من السمات القديمة اللصيقة بها، واقتحمت عالم الموضة من أوسع أبوابه، حيث اعتمدت الفتيات صاحبات القوام الممشوق والملامح الراقية على السفر إلى الخارج وجلب الموديلات الحديثة لبيعها على صفحات متخصصة على مواقع التواصل الاجتماعى.
ولم تتوقف عند هذا الحد إنما بدأت البعض منهن أن يرتدين هذه الملابس، وينشرن صورهن على هذه الصفحات كنوع من الدعاية، المشروع الذى ألهم بعض مصممين الأزياء باستخدام " الفاشونيستا" أو عارضة الملابس فى الترويج لتصميماتهن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة