التعليم آخر ساحات المعركة بين أتباع أردوغان والعلمانيين.. إلغاء نظرية داروين وتقليص دراسة المواد العلمانية آخر محاولات "العدالة والتنمية" لترسيخ الفكر المتطرف لأطفال تركيا.. و"الجارديان": أنقرة ستدرس "الجهاد"

الأربعاء، 20 سبتمبر 2017 08:30 م
التعليم آخر ساحات المعركة بين أتباع أردوغان والعلمانيين.. إلغاء نظرية داروين وتقليص دراسة المواد العلمانية آخر محاولات "العدالة والتنمية" لترسيخ الفكر المتطرف لأطفال تركيا.. و"الجارديان": أنقرة ستدرس "الجهاد" رجب طيب اردوغان - الرئيس التركى
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اهتمت صحيفة "الجارديان" البريطانية بتسليط الضوء على الاستقطاب الذى بات يهيمن على المجتمع التركى بعد محاولة الانقلاب العام الماضى، وقالت إن التعليم أصبح آخر ساحات المعركة الدائرة بين العلمانيين والمحافظين، لاسيما مع محاولات النظام الحالى برئاسة رجب طيب أردوغان فى فرض أجندة يراها معارضوه تتعارض مع إرث الدولة العلمانى

أردوغان
 

وقالت الصحيفة: إنه مع بدء العام الدراسى الجديد، سيجد التلاميذ تغيرات كثيرة فى مناهجهم، أولها إلغاء نظرية التطور من كتب علوم الأحياء فى المدارس الثانوية، موضحة أن الوقت المخصص كذلك لتدريس المبادئ العلمانية التى تبناها مؤسس البلاد مصطفى كمال أتاتورك قد تقلص إلى حد كبير، كما سيتعين على المدارس العامة الآن أن تدرس مفهوم الجهاد، وهى محاولة تقول الحكومة أن الغرض منها التوقف عن استخدام الدين فى تبرير العنف، مما أثار بطبيعة الحال معارضة واسعة من العلمانيين

 

نظرية داروين

ونقلت "الجارديان" عن عايشة كاسنجى، مدرسة علوم اجتماعية رفضت الكشف عن اسمها الحقيقى لتجنب أى رد فعل انتقامى من الحكومة بسبب أنشطتها المتعددة قولها "إن الحكومة لديها برنامج للتعليم لأن التأثير على عقول الشباب له أهمية قصوى بالنسبة لهم". "التغييرات [للمنهج] أيديولوجية، وليس علمية أو أكاديمية. وهذا التلاعب بالتاريخ وتجنب نظرية التطور ليس جيدا بالنسبة للأطفال ".

وأشارت الصحيفة إلى أن انقسامات البلاد تفاقمت فى العام الذى أعقب محاولة الانقلاب لاسيما مع تبنى أردوغان ونظام حملة تطهير واسعة النطاق ضد مخططى الانقلاب المشتبه بهم وكذلك المعارضين، وما زاد الأمر سوءا كان الاستفتاء المثير للجدل الذى زاد من صلاحيات الرئيس رجب طيب أردوغان قبل الانتخابات فى عام 2019. وأوضحت أن هذه الحملة تضمنت فصل 33 ألف معلم

طالب

 واعتبرت "الجارديان" أن المعركة بين العلمانيين والمحافظين للتأثير على اتجاه المجتمع ليست سوى مظهر واحد من مظاهر الانقسامات العديدة فى تركيا اليوم.

ويقول معارضو التغييرات فى المناهج الدراسية إنهم يخونون القيم التأسيسية لجمهورية أتاتورك العلمانية، ويرون أنها محاولة لغرس القيم الدينية المتشددة فى عمر الزهور. بينما تصر الحكومة على أن التغييرات ضرورية لإعداد طلاب تركيا لمهن تنافسية.

وقال عصمت يلماظ، وزير التعليم التركى فى مؤتمر صحفى عقد مؤخرا للدفاع عن إصلاحات التعليم، "نحن شعب وسطى. ونريد نظاما تعليميا جيدا يساعدنا على التطلع إلى الإمام". 

وأوضحت الصحيفة أن حذف نظرية التطور من المناهج الدراسية فى المدارس الثانوية أحد أكثر التغييرات إثارة للجدل. وقال مسئولو التعليم أن الموضوع معقد للغاية بالنسبة للطلاب ولهذا سيتم تدريسه لهم فى الجامعة وليس فى المرحلة الثانوية

ووصف نائب رئيس الوزراء التركى النظرية بأنها قديمة، وتفتقر إلى الأدلة. وقال أن هناك قبولا قليلا لنظرية التطور كمفهوم بين رجال الدين المسلمين فى الشرق الأوسط، الذين يعتقدون أنه يتناقض مع قصة الخلق فى الكتب المقدسة، حيث نفخ الله من روحه لخلق أول رجل وهو آدم.

وقد أضيف مفهوم الجهاد إلى المناهج الدراسية من الطبقات الدينية جنبا إلى جنب مع غيرها من مبادئ الإسلام مثل الصلاة والصيام والحج إلى مكة المكرمة. والهدف، كما يقول المسئولون، هو السيطرة على الكلمة، وهو ما يعنى النضال، والتأكيد على الطبيعة السلمية للإسلام، حتى لا يرى الطلاب الجهاد كمفهوم عنيف.

وقال يلماظ "سندرسه بالطريقة الصحيحة". "الإسلام هو دين السلام".

وأشارت الصحيفة إلى أن محاولة انقلاب فى يوليو، التى يعتقد على نطاق واسع فى تركيا، أنه تم تنظيمها من قبل أتباع فتح الله جولن، المنفى فى الولايات المتحدة، سوف تصبح أيضا موضوعا يدرس فى المدرسة إلى جانب كيفية مواجهته من قبل الناس الذين يسيرون فى الشوارع احتجاجا - على الرغم من أن إرث محاولة الانقلاب لا يزال محفوفا بالمحاكمات الجارية للمتآمرين المزعومين.

وقال يلماز: أن التغييرات استندت إلى مشاورات عامة واسعة لعب فيها الأهالى والجمهور دورا رئيسيا.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة