غادر من مطار القاهرة الدولى صباح اليوم الجمعة، السفير هشام بدر، متوجهاً إلى روما لاستلام مهام عمله مجدداً، سفيراً لمصر لدى إيطاليا، بعد غياب حوالى عام على خلفية قضية مقتل الشاب الإيطالى جوليو روجينى، والتى تسببت فى توتر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين .
وأكدت مصادر دبلوماسية لـ"اليوم السابع"، ان هشام بدر سيتقدم بصورة من أوراق إعتماده للخارجية الإيطالية يوم الأحد المقبل، موضحاً أن إستعادة العلاقات الطبيعية بين القاهرة وروما ودفعها نحو الشراكة الإستراتيجية وتعزيز التعاون الإقتصادى والسياسى بين البلدين على رأس أولويات السفير الجديد.
وصرحت مصادر أمنية بالمطار، أن السفير الجديد أنهى إجراءات سفره على رحلة مصر للطيران، رقم 791 والمتجهة إلى روما ، وسوف يقدم أوراق اعتماده لكبار المسئولين الإيطاليين تمهيداً لاستلام عمله بشكل رسمى هناك ، وذلك بعد ساعات من وصول السفير الإيطالى الجديد لدى مصر جيامباولو كانتينى ، والذى وصل أول أمس الأربعاء.
فيما صرح السفير هشام بدر فور مغادرته إلى العاصمة الإيطالية روما، لتولى مهام عمله سفيرًا جديدًا لجمهورية مصر العربية لدى إيطاليا، بأن روما شريك رئيسى وهام لمصر على المستوى السياسى والاقتصادى والتجارى والأمنى والثقافى، وأن إيفاد سفيرين جديدين للبلدين يعكس رغبتهما لاستعادة المسار الطبيعى للعلاقات، مشيراً إلى أن العلاقات المصرية الإيطالية تاريخية وراسخة.
وأكد السفير بدر فى بيان صحفى، أمس الخميس، أن آفاق العلاقات بين الدولتين تتسع لاستيعاب إمكانيات التعاون الكبيرة على كافة المستويات خاصة الاقتصادية والاستثمارية، مشيرًا إلى أن مصر من أهم الشركاء الاستراتيجيين لإيطاليا بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا باعتبارها من أكثر الدول جذباً للاستثمار فى منطقة الأورومتوسطى. فى المقابل تعتبر إيطاليا من أهم الأسواق السياحية بالنسبة لمصر وهناك إمكانيات هائلة لنمو هذا القطاع، وهى الشريك التجارى الثانى لها، وخامس مصدر للاستثمار الأجنبى فى مصر.
وأضاف بدر أن السنوات الثلاث الماضية شهدت ضخ الشركات الإيطالية استثمارات كبيرة فى مجالات الصناعات التحويلية والطاقة النظيفة والمتجددة والخدمات اللوجيستية، بالإضافة إلى التعاون فى مجال النقل البحرى والدعم الإيطالى للمشروعات الصغيرة، مضيفًا أنه يهدف إلى استقطاب مزيد من الاستثمارات الإيطالية لمصر بما يخدم أهداف التصور الاستراتيجى للتنمية الاقتصادية فى إطار رؤية "مصر 2030".
أما على الصعيد الإقليمى، أوضح سفير مصر فى روما أنه يتطلع لدفع جهود التنسيق الجاد بين الدولتين حول القضايا الإقليمية المختلفة، التى تفرض تحديات مشتركة على غرار الملف الليبى والهجرة غير الشرعية وموضوعات مكافحة الإرهاب، مبرزا حرص إيطاليا على التنسيق مع مصر لتعزيز الأمن الإقليمى، وهو الأمر الذى يجسد الحرص المتبادل على ترسيخ التشاور المشترك حول الأمن الإقليمى فى منطقة الشرق الأوسط، لاسيما فى ظل التحديات الأمنية وتنامى ظاهرة الإرهاب، موضحًا أن الجانبين يتطلعان للارتقاء بأطر التعاون وآليات التنسيق فى هذا الشأن.
وأضاف بدر أن العلاقة الراسخة بين الدولتين إنما تستطيع أن تُعظم من الفرص القائمة والمستقبلية من جهة وتستطيع أن تواجه أية تحديات، خاصة فى ظل الحرص المشترك على تعزيز أطر التشاور والحوار الثنائى على النحو الذى أكدته القيادة المصرية فى مناسبات متعددة.
وأنهى "هشام بدر" تصريحاته بالتأكيد على أنه لن يدخر جهدًا فى سبيل تعزيز التقارب المصرى الإيطالى بما يخدم المصالح المشتركة ويحقق تطلعات الشعبين المصرى والإيطالى، مضيفاً أن استعادة العلاقات لقوتها سيكون له مردود إيجابى على العلاقات مع الاتحاد الأوروبى من خلال دعم التنسيق حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفتح آفاق جديدة للاقتصاد المصرى فى السوق الأوروبية.
وفى سياق متصل وعلى هامش مشاركته فى الاجتماع الوزارى السداسى بشأن الأزمة فى ليبيا، والذى انعقد الخميس بالعاصمة البريطانية لندن، عقد وزير الخارجية سامح شكرى لقاءً مع نظيره الإيطالى أنجلينو الفانو.
وصرح المستشار أحمد أبوزيد المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، بأن الوزيرين أعربا خلال اللقاء عن إشادتهما بقرار الدولتين إعادة السفراء فى القاهرة وروما، وتطلعهما لأن تكون تلك الخطوة بمثابة إعادة تأكيد على العلاقات التاريخية الوطيدة التى تربط الدولتين، بالإضافة إلى الروابط العميقة بين البلدين على المستويين الرسمى والشعبى، وضرورة ترجمة هذه الروابط إلى مجالات أوسع للتعاون خلال المرحلة المقبلة.
وفى هذا الصدد، عبر الوزيران عن رغبتهما فى توثيق وتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، لاسيما فى مجالات مكافحة الهجرة غير الشرعية ومحاربة الإرهاب، وكذلك التعاون فى مجال الطاقة مع قرب بدء إنتاج حقل "ظهر" فى البحر المتوسط والذى تتولاه شركة إينى الإيطالية.
كما أكد الوزيران التزامهما باستمرار التعاون والتنسيق لاستكمال التحقيقات الجارية بشأن قضية الباحث الإيطالى جوليو ريجينى.
وأضاف أبو زيد، أن شكرى أكد خلال اللقاء على استعداد مصر لإزالة أية معوقات أمام الاستثمارات الإيطالية فى مصر باعتبار إيطاليا خامس أكبر مستثمر أجنبى فى مصر، وكذلك الرغبة المصرية فى عودة السياحة الإيطالية إلى مصر إلى معدلاتها السابقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة