بدأ الأقباط الأرثوذكس، أمس الإثنين، صوم السيدة العذراء الذى يستمر حتى خمسة عشر يومًا، وللعذراء مكانة كبيرة في المسيحية، إلى جانب مكانتها فى الإسلام، ولها عدة ألقاب فهى" أم النور، وأم النعمة الإلهية، وعذراء العذراى، والطاهرة ، والعفيفة، والأمينة، ومرآة العدل".
3 أنواع من الألقاب للعذراء عند المسيحيين
أما النوع الثانى من الألقاب يرتبط بمفاهيم لاهوتية أو قادمة كرموز فى العهد القديم، أما النوع الثالث من الألقاب يأتى لطلب العون منها، حيث يعتقد المسيحيون أن إكرام العذراء هو إكرام ليسوع نفسه، فعند وصفها بأم النور إنما يشير المصطلح أيضًا إلى كون يسوع نور العالم.
"والدة الإله" الاسم الذى أثار خلافات بين الكنائس
في مطبوعات مؤتمر العقيدة الذى عقد بالكنيسة منذ أيام، يقول الأنبا موسى أسقف الشباب في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن كنيسته تكرم العذراء مريم التكريم اللائق بها، دون مبالغة ودون إقلال من شأنها، حيث تسمى بـ"الثيؤطوكوس" وهي كلمة يونانية تعني والدة الإله وليست والدة "المسيح".
في الإنجيل تلقب العذراء بالممتلئة نعمة، حيث يؤكد البابا شنودة، إن المعجزات فى حياة العذراء مريم بدأت قبل ولادتها واستمرت بعد وفاتها، فالحبل بها حدث بمعجزة من أبوين عاقرين وببشرى من الملاك، ثم حملت بالمسيح أيضًا بمعجزة دون أن يمسسها بشر، فالنعمة تملأها كلها بعدما وهبتها أمها لخدمة الله منذ كان عمرها ثلاث سنوات غذائها صلوات وتسابيح وشرابها كلمات الله وهوائها رائحة البخور فعاشت العذراء طاهرة الجسد ونقية الفكر ومقدسة الحواس.
الأنبا موسى أسقف الشباب
اللقب "ثيؤطوكوس" أحد الألقاب التي أثارت خلافات تاريخية بين المسيحيين منذ أكثر من ألف عام، حين اعترض "نسطور" بطريرك القسطنطينية على تلك التسمية حيث كان يؤمن أن للمسيح طبيعتان أحدهما بشرية والأخرى إلهية، على عكس عقيدة الأرثوذكس الذين يؤمنون بمبدأ الطبيعة الواحدة للمسيح "اللاهوت والناسوت"، الأمر الذى تصدى له البابا كيرلس الأول الكبير الملقب بعمود الدين وهي أحد أهم الخلافات التاريخية التي تسببت في انشقاق الكنائس المسيحية إلى عدة طوائف.
يستعمل لفظ "ثيوطوكوس" باليونانية للإشارة إلى مريم العذراء، وتترجم في اللغة العربية غالبًا بوالدة الله أو أم الله أو والدة الإله، وتعني حرفيًا في اللغة اليونانية مانحة الإله، وللعذراء سلام ملائكي خاص بها، حيث يقول المسيحيون "يا قديسة مريم، يا والدة الله، صلّي لأجلنا نحن الخطاة الآن وفي ساعة موتنا".
"شريكة الفداء" عند الكاثوليك
تمثال للعذراء بإيطاليا
في الكنيسة الكاثوليكية تجمع أغلب ألقاب "مريم" في دعاء يطلق عليه اسم "طلبة العذراء المجيدة المباركة"، ويبلغ عدد الألقاب الممنوحة للعذراء ما يزيد عن مائة وخمسين لقبًا، كذلك تخصص الكنيسة الكاثوليكية شهري مايو وأكتوبر للعذراء مريم حيث تتواصل الصلوات الخاصة بها.
تضيف الكنيسة الكاثوليكية بشكل خاص عددًا من العقائد الأخرى لمريم إلى جانب العقائد المسيحية العامة، فهي «شريكة في الفداء» من خلال موافقتها على الحمل بالمسيح عندما بشرها الملاك بذلك، وهي «لاهوت الكنيسة» أي الحاضرة في جميع المراحل الهامة في الحياة الكنيسة منذ تأسيسها إلى الآن.
"مريم" السيدة الوحيدة التى خصص القرآن الكريم سورة باسمها
أما القرآن الكريم، فيخصص للسيدة العذراء سورة كاملة باسمها وهى السيدة الوحيدة التي سميت سورة باسمها، ومن الآية الكريمة " وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين"، ومن هنا حملت العذراء لقب "أطهر نساء العالمين".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة