· الأنبا مرقس يرأس قداس اليوم الأول للاحتفالات ويتفقد خدمات الكنيسة
· الأمن يغلق الطرق المؤدية للكنيسة الأثرية ويمنع الوقوف أمامها
· بائعو الصور والأيقونات يفترشون الطريق إلى المولد
· "حمص وحلاوة ودق الصليب" في الطريق من البوابة إلى المزار
· البابا تواضروس:العذراء تحب المصريين بصفة خاصة
ككل عام، تقف العذراء بملابسها الزرقاء تضئ لنا كسماء ثانية، يتعلق بنظرتها الملايين، يوحي وجهها الصبوح بالشفاعة وتشي ابتسامتها بالاستجابة، البتول لا ترد طالبًا ولا يخذل الله من طلب شفاعتها، يلقبها الإنجيل بالممتلئة نعمة، ويحب الناس أن يسمونها بأم النور.
القديسة أم النور الحقيقي، تحب بلادنا فنتعلق بها، تزورنا في رحلتها المقدسة، تبارك قدماها أرضنا، يفتح الله لنا من بعدها أبوابًا وراء أبواب، كلما سارت خطوة تركت خلفها مولدًا يزورها الناس فيه ويرزقون، كلما سكنت كهفًا صار من بعدها نبعًا للخير والنور والبركة.
العذراء تحمم المسيح ببئر مسطرد
في رحلتها لمصر، الرحلة التي بشر بها الإنجيل" من مصر دعوت ابني"، مرت العذراء بمسطرد تلك المنطقة الفقيرة على أطراف القاهرة، حممت رضيعها المسيح في البئر، فاختلط مائه بمائنا، ونالت بلادنا من بركته، هذا الفيض الذى لا يجف حتى اليوم، فتقام للعذراء الموالد ولأجلها تصوم الكنيسة ويمتنع الأقباط عن تناول اللحوم خمسة عشر يومًا بدأت اليوم الاثنين، وتقيم الكنائس لأجلها الصلوات، قداسات صباحية، وصلوات عشية وبينهما أناجيل وتسبحة لا تتوقف، كل يمجد العذراء، ويمدحها، "السلام لك يا مريم السلام لك يا مريم يا غالية وثمينة ،السلام لك يا مريم يا فاضلة وأمينة"، تتردد في كل مكان، تتعطر بها الأجواء ويحل بها نور العذراء الذى ليس كمثله نور.
فى موسم صوم العذراء، يحتفل المصريون بموالد أم النور فى ثلاثة كنائس وأديرة كبرى بمسطرد وبنى سويف وأسيوط، وتعتبر كنيسة مسطرد الأثرية واحدة منهم، حيث تأسست فى القرن الثانى عشر الميلادى، وكان من تقاليد الآباء البطاركة، أن يقيم البطريرك بها قداس يوم 21 طوبة بالتاريخ القبطى، وهو يوم وفاة السيدة العذراء، وقد ذكرت كنيسة مسطرد بالكثير من كتب التاريخ الكنسى، وكان لها مكانة عظيمة بين الكنائس القديمة على مر العصور، حتى إنها كانت تابعة للكرسى البابوى فى القدس حتى سنة 1925، وذلك وفقًا لما ذكرته مراجع تؤرخ لتاريخ الكنيسة، بل كان الكثيرون من الذين يزورون القدس يكملون زيارتهم المقدسة بزيارة هذه الكنيسة.
طقوس الموالد التقليدية.. حمص وحلاوة
قبل أن تدخل كنيسة مسطرد، ستشاهد طقوس الموالد التقليدية على طريقة المصريين فى الاحتفال بالأولياء والقديسين، لا يفرقون بين شيخ طريقة أو شهيد مسيحى، يبيعون الصور والأيقونات، ويدقون الصليب، و الحمص، والحلوى أيضًا.
تتكون الكنيسة من مبنى أساسى وفيه صحن الكنيسة الذى يضم الهياكل والمغارة والبئر، وتضم الكنيسة ثلاثة هياكل، الأوسط برسم العذراء وله حامل أيقونات أثرية، ويعلوه أربعة صور لأربعة ملائكة تتوسطهم العذراء وهى تحمل الطفل يسوع، وأربع صور للإنجيلين، والهيكل القبلى برسم مارجرجس، والبحرى برسم يوحنا المعمدان، مع حامل أيقونات على كل منهما ويعلوها مجموعة من الصور تصور رحلة الآلام والقيامة من خميس العهد إلى الصعود، ويعلو الثانى صور لتلاميذ المسيح وحوارييه تتوسطهم صورة للمسيح وعلى يمينه السيدة العذراء وعلى يساره يوحنا تلميذ المسيح.
وترأس الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة صلوات القداس الإلهي، القداس الأول في صوم العذراء، ويصلى خلفه الكهنة والشمامسة، يرددون أنت فخر جنسنا، بك تكرم الطهارة والعفة الحقيقة، إذ تفضلت على الخلائق التى ترى عظمة وكرامة الرب المسجود له الذى اصطفاك" وهم ينظرون لصورة العذراء.
بعد القداس، يلتف الناس حول أيقونتها الموضوعة جوار باب الكنيسة، تبكي لها أم أبانوب وتناجيها "يا عدرا رجعيلي ابانوب يا عدرا، ولدي حرق قلبي"، وتقول أن نجلها الذى يبلغ من العمر عشرين عامًا ويعاني من إعاقة ذهنية ولا يتكلم، قد تغيب عن المنزل منذ أسبوع، فأتت للعذراء حتى تعيده لها بعدما غاب وأعادته العذراء مرات كثيرة.
أم أبانوب تناجي العذراء وتطلب عودة ابنها التائه
من أمام الشموع، تنتقل أم أبانوب وتنزل صوب البئر، الذى باركه المسيح بالاستحمام فيه، وتكرر مناجاتها هناك، فتقابل أم ماريان التي تطلب من العذراء أن يهب ابنتها الأطفال حتى إنها تعد العذراء بخروف إذا انجبت ابنتها.
أما عم رفقي الذي يبلغ من العمر 75 عامًا فكان الشفاء هو كل مطالبه بعدما أصيب بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي سي، حيث جاء ليطلب من أم النور شفاعتها فقال "حطي ايدك يا عدرا واشفيني، أرجوكي يا عدرا أنا تعبان ومش عايز اكمل حياتي في المستشفيات".
والبئر مستطيل الشكل جزئه السفلى قديم، مبنى على الطراز البيزنطى المقبب ومحاط بالحوائط السميكة، والجزء العلوى تم تجديده وبنائه أواخر القرن التاسع عشر الميلادى فى عهد البابا كيرلس الخامس وجددته الكنيسة سنة 2000 بمناسبة الاحتفال بمرور ألفى سنة على ميلاد المسيح، ويحيط بالبئر فناءان كبيران، كما أن البئر نفسه مغطى بمفرش رسم عليه لوحة للمسيح والسيدة العذراء ويوسف النجار بعد وصولهم إلى مصر، وتعم روائح البخور حوله فى كل مكان.
على يسار البئر، يقف شباب الكنيسة من الخدام، يملئون الماء المقدس، للزوار والعابرين، فببركته يشفى الناس من الأمراض، وتطرد الأرواح الشريرة وتغادر الشياطين أجسادًا كثيرة، كما تقول مارينا التي تملأ للناس الماء في أكياس بلاستيكية صغيرة.
الانبا مرقس:قداسات يومية وصلوات طوال أيام الاحتفالات
الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة الذي يشرف على الكنيسة، يمر بها فيبارك الناس بصليبه ويصلى لهم، ويتفقد الخدمات التي تقدمها الكنيسة للمنطقة، فيصعد مبنى مجاور في فناء الكنيسة، ويزور الأطفال الصغار في مدارس الأحد، يردد الصغار الألحان الكنسية التي تسلمها الكنيسة من جيل إلى جيل، تحفظ إيمانها الذى أخذته عن مارمرقس رسول المسيح، الذى طاف الإسكندرية يبشر بالمسيحية حتى تمزق حذائه.
يقول الأنبا مرقس لليوم السابع، أن التعليمات الأمنية ألغت هذا العام المراجيح التي كانت تنصب كل عام أمام المولد خوفًا من اندساس عناصر إرهابية في الزحام، ولكن الكنيسة تمسكت بإقامة الاحتفال في موعده مرددًا "إلا عيد العذراء".
"جميع الكنائس تقيم قداسات يومية وصلوات عشية ودروس للكتاب المقدس والطقوس والعقيدة" يضيف الأنبا مرقس، فاحتفالنا بالعذراء لا يتغير حتى إننا حددنا مواعيد الزيارة من السادسة صباحًا حتى العاشرة مساءًا.
البابا تواضروس: العذراء تحب المصريين وأكلت من ثمارنا وشربت من نيلنا
أما البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية فقال أن السيدة العذراء تحتل مكانة كبيرة في قلوب المصريين، وتلقبها الكنيسة القبطية بفخر جنس البشر، فالعذراء تحب المصريين ولنا مكانة في قلبها.
وأضاف البابا في كلمته بمجلة دوجما 6 الصادرة عن لجنة العقيدة بالكنيسة: العذراء اختارت مصر لتكون أرض الملاذ والهروب من شر هيرودس الملك ومصر استقبلت العائلة المقدسة التي ظلت تتنقل بين أكثر من 30 موقع وكانت عندما تدخل أي مدينة تسقط أوثانها.
واستكمل البابا: العائلة المقدسة باركت مصر بزيارتها، وشربت من نهر النيل وأكلت من ثمار أرضها لذلك مصر أرض مقدسة والعذراء مريم تحبها ولا تضارعنا دولة في العالم بهذه البركة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة