أجاب الكاتب عمرو العادلى عن سؤال هل توقفت الكتابة العربية عند "نجيب محفوظ"؟، قائلا: لم يتجاوز السرد العربى فى أغلبه ما وصل إليه نجيب محفوظ، وهى المدرسة الواقعية فى القسط الأكبر من مشروع العربى الوحيد الحاصل على نوبل، هناك بعض المحاولات التى تُحسب لأصحابها من الكتابات الجديدة التى تبتعد ما أمكنها عن الطريقة التقليدية للسرد، وهذه المحاولات تُفضل الأساليب المبتكرة وتضفيرها مع تعدد الضمائر واللعب بالزمن، وكل هذه التوجهات الإبداعية هى تعليم غربى صرف لا علاقة لنجيب محفوظ بها.
هذا فيما يخص المرحلة الواقعية فى كتاباته، لكن بعد عام 1967 تغيرت نظرة نجيب محفوظ للأدب، سواء فى القصة أو فى الرواية، فكتب مجموعة تحت المظلة ورواية ثرثرة فوق النيل، وأصبح نجيب محفوظ فى ثوب جديد، وإذا ما تعلمتْ الأجيال التالية لهذا الأديب العظيم من هذه التحولات فلن يتوقفوا عند مرحلة لأى كاتب حتى ولو كان حاصلا على جائزة نوبل، وسنة الحياة هى التغيير، لكن التغيير الذى يدرس جيدا المنجز الإبداعى لمن سبقوه، وهذا يحدث الآن لكن فى نطاق ضيق جداً، فعندما يتم رصد الأعمال الموجودة يمكننا حصر الثيمات التى عملت عليها، وهى تمرد لا ينتج أدبا قويا يمكن أن يُشار إليه، ويمكن كذلك حصر الضمائر، فأغلبها ضمير غائب (راوى عليم) وهى الطريقة المحفوظية فى السرد بامتياز، ولكن يغيب عمن يستخدم هذه الحيل الواقعية فى السرد أن نجيب نفسه كان متغيرا متعلما مراوغا، وليس من السهل أبدا التنبؤ بما يجول فى ذهنه وما يدور فى مخيلته الإبداعية، لا حدود عنده لفكرة الحجم أو عدد الكلمات مثلا يحدث الآن، ولا يكتب عملا معينا لكى يقدم به فى جائزة كما نرى فى بعض النماذج، فقد استخم تداخل الضمائر وضمير المتكلم فى مرحلة لاحقة من عمره الإبداعي.
إننا لو حصرنا نجيب محفوظ فى مرحلة البداية مؤكد سنظلمه، ولكننا لو نظرنا للمشروع ككل سنراه مجددا ومتنوعا ومنتجاً للأدب بشكل شبه مستمر، عندما توقف خمس سنوات عن الكتابة كان يقابها بعض السنوات يكتب فيها ثلاثة أعمال، لا يوجد بيننا الآن من يفعل ذلك، ليتنا فقط نتعلم منه كيف كان يدير مشروعه الإبداعى الذى أهَّله للحصول على هذا التقدير الكبير محليا وعالميا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة