قال الروائى عمار على حسن، إنه كان بوسعه أن يكون قريبا من الكاتب نجيب محفوظ لكنه آثر ألا يفعل، تحسبا لما كان يشاع فى الأوساط الأدبية وقتها عمن يسمون "شلة المنتفعين من نجيب محفوظ"، حيث كان يحاط به بعض من يستغلون اسمه لحسابهم، وكان هؤلاء يسيئون إلي آخرين مخلصين لأدبه وشخصه من القريبين منه.
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" فى عام 1996 كتبت مقالا مطولا بعنوان "التجليات الاجتماعية فى أدب نجيب محفوظ"، استفدت فى وضع إطاره ونقاطه التحليلية من أطروحتى للماجستير التى كان عنوانها "التنشئة السياسية للطرق الصوفية فى مصر".
وأوضح أنه تمنى لو نشر هذا المقال فى مجلة "العربى" الكويتية، فذهب إلى مكتبها الذى كان يقع فى عمارة بشارع "قصر العينى"، وقابل مديره الكاتب أبو المعاطى أبو النجا، فرحب بالمقال وموضوعه، وأخذه منى واعدا إياى بإرساله إلى رئيس تحرير المجلة، لكن المقال لم ينشر".
وتابع عمار "فى يوم كنت جالسا فى مكتبة المجلس الأعلى للصحافة، وجرى على لسانى ذكر هذا المقال، فوجدت الفنان التشكيلى المهندس محمد الشربينى، وكان من شلة "الحرافيش" يطلب منى نسخة، فأتيت له بها فى يوم لاحق، فأخذها منى، وبعد أسبوع عاد ليقول لى إنه قد قرأه سريعا على نجيب محفوظ، وأنه استملحه، ثم وجدته يعرض على أن أنضم إلى جلسة الحرافيش، وقال لى: ـ استأذنت الأستاذ نجيب ووافق".
وواصل عمار على حسن، "غمرتنى فرحة، وهممت أن أوافق إلا أنى تذكرت عبارة كانت شائعة فى تلك الأيام وهى "جمعية المنتفعين نجيب محفوظ" فجفلت، وتحول إقبالى إلى إدبار، ورغم أنى كنت على يقين من أن المهندس الشربينى ليس من هؤلاء الذين يلازمون محفوظ للاستفادة من صيته، فالرجل ليس من كتاب الأدب إنما هو من محبيه وقرائه النهمين، فإننى اعتذرت له بأدب، وقلت له "يشرفنى أن أقترب من عمنا الكبير نجيب محفوظ، لكن أخشى أن يقال عنى فيما بعد أننى ممن انتفعت بهذا القرب، وأوضع فى خانة واحدة مع فلان وفلان".
وأشار إلى أن فلان وغيرهم ممن قطعوا شوطا بعيدا فى كتابة الأدب، وتراكمت أعمالهم من مجموعات قصصية وروايات، بينما كنت أنا فى أول الطريق، إلا أن حاذرت من أن أوصم بما يوصمون به، وبعضه يخصم من رصيدهم وسط الجماعة الأدبية، رغم أنى أدين لمحفوظ بالأستاذية وقد قرأت كل أعماله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة