تتعرض القارة الأفريقية، لموجات من الجفاف المستمرة، ما يؤدى إلى تفشى ظاهرة تصحر الأراضى الزراعية وزيادة فقر الدول النامية نظرا للارتفاعات المستمرة فى درجات الحرارة.
وحذرت هيئة الأمم المتحدة، دوما من ظاهرة التصحر التى تعد من أهم المشاكل التى يتعرض لها العالم بشكل عام، حيث تؤدى غالبا إلى جفاف المناطق الزراعية خاصة فى أفريقيا ما يسهم فى تفشى آفة الفقر.
ووفقا لمصادر بالمنظمة الدولية، فإن تصحر الأراضى الزراعية يلحق الضرر بـنحو 250 مليون أفريقى ويهدد كيان مليار إنسان فى الدول الفقيرة.
ويتوقع خبراء بيئيون، تفشى هذه الظاهرة فى دول العالم الثالث بالدرجة الأولى عقب التحول الذى يشهده المنا خ خلال الفترة الأخيرة، وأضافوا أن قيام الفلاحين فى الدول النامية بتربية المواشى واستهلاك مياه الآبار كليا و قطع الأشجار يزيد المشكلة تعقيدا.
وتعتبر القارة السمراء، وخاصة منطقة الساحل، من أكثر المناطق تعرضا لمشكلة التصحر، حيث تعرضت المنطقة نهاية الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضى للعديد من موجات الجفاف، لتمتد الصحارى فى شمال أفريقيا، كما امتدت جنوبًا، الأمر الذى دفع حكومات الدول المتضررة إلى تشكيل لجنة تهتم بمشاكل التصحر ومتابعتها.
وقال عيسى مارتين بيكينجا، أحد الخبراء فى شئون التصحر، فى هذا الخصوص، إن مشكلة التصحر التى تؤدى إلى فقر الأراضى الزراعية من أهم المشاكل التى تواجه سكان المناطق الواقعة جنوبى الصحراء الكبرى كما انها تزيدهم فقرا، وذلك لاعتماد السكان بشكل أساسى على الموارد الطبيعية والمحاصيل الزراعية.
وأضاف بيكينجا، أن العالم يفقد نحو 691 كيلو مترا مربعا من الأراضى الزراعية كل عام بسبب لعملية التصحر، كما ان حوالى ثلث أراضى الكرة الأرضية معرض للتصحر بصفة عامة.
وكان مؤتمر البيئة، الذى نظمته الأمم المتحدة، فى عام 1992، فى ريو ديجانيرو، وقع اتفاقية تهدف إلى محاربة هذه الظاهرة والتفكير فى سبل وآليات التصدى لها.
ويقول الخبير يوناس بوجاردى، من الأمم المتحدة، إن المزارعين الذين يعانون من مشكلة الفقر فى الدول النامية "لا يبقى أمامهم سوى خيار استغلال البيئة، الأمر الذى يؤدى إلى نفاد الموارد الطبيعية وشح المياه وبالتالى زيادة مشكلة التصحر تعقيدا."
وتنظم هيئة الأمم المتحدة، يوما عالميا، لتسليط الضوء على ظاهرة التصحر فى السابع عشر من شهر يوليو فى كل عام، وكان شعار هذا العام "تدهور الأراضى والهجرة"، سلطت خلاله الضوء على المعالجة الكيفية التى يمكن بها للمجتمعات المحلية بناء القدرة على الصمود أمام التحديات الإنمائية متعددة الجوانب، من خلال مكافحة التصحر وتدهور الأراضى، وتم إضافة ظاهرة "الهجرة" هذا العام نظرا لاستمرار ارتفاع عدد المهاجرين فى جميع أنحاء العالم بشكل سريع على مدى السنوات الـ15 الماضية، ليصل إلى 244 مليون شخص فى عام 2015، من 222 مليونا فى عام 2010، و173 مليونا فى عام 2000.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة