أصدرت جامعة مؤتة بالأردن كتاب "الأوراق العلمية المحكمة للمؤتمر الدولى السياحة العربية واقعها وآفاقها المستقبلية" لعام 2017، حيث تضمن دراسة أثرية جديدة للدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء بوزارة الآثار بعنوان "مصر والأردن والسعودية منظومة سياحية متكاملة لتنشيط سياحة خليج العقبة".
وأوضح الدكتور عبد الرحيم ريحان - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت - أن الدراسة الأثرية تناولت طريق الحج المصرى القديم عبر سيناء إلى العقبة ومنها إلى الأراضى الحجازية، إلى جانب القواسم والمقومات السياحية المشتركة بين مصر والأردن والسعودية المتمثلة فى آثار حضارة الأنباط والمتجسدة فى عاصمة الأنباط بالبتراء بالأردن وآثارهم بمدائن صالح بالسعودية والفرضة البحرية لميناء دهب بجنوب سيناء ومعبدين بمنطقة قصرويت بشمال سيناء ومئات النقوش الصخرية بأودية سيناء.
وقال إن طريق الحج القديم استخدم منذ بداية العصر الإسلامى وتميز بوجود ثلاث مراحل زمنية الأولى من الفتح الإسلامى حتى أواخر حكم الفاطميين (21 - 567هـ، 642- 1171م) والثانية من أواخر حكم الفاطميين حتى أوائل حكم المماليك (567هـ - 658هـ،1171 – 1260م) والثالثة من أوائل حكم المماليك (658هـ، 1260م) حتى عام (1303هـ / 1885م) حين تحول للطريق البحرى.
وعن أهمية الطريق، أكد الدكتور عبدالرحيم ريحان أنه لم يكن قاصرًا على خدمة حجاج مصر فى ذهابهم وعودتهم، وإنما كان يخدم حجاج المغرب العربى والأندلس وحجاج غرب أفريقيا، موضحا أن أهمية الطريق تزايدت خاصة مع قيام دولة سلاطين المماليك، واستخدم طريق آخر للحج عن طريق عيذاب المعروف بطريق" قوص- عيذاب " حيث يخرج الحجاج من القاهرة قبل شهر رمضان ثم يسيرون لقوص (640كم من القاهرة ) ثم يقطعون 160كم إلى عيذاب أو القصير ومنها بحريًا إلى جدة حتى بطل استخدامه بعد عام (760هـ / 1359م).
وأوضح أن بداية الحج البرى عبر سيناء بدأت حين ارتادته شجرة الدر (645هـ / 1247م) واعتبرت أول مرتاد لهذا الطريق الذى صار الطريق الرئيسى للحجاج منذ أيام الظاهر بيبرس الذى أخرج قافلة الحجاج بين مصر ومكة المكرمة بطريق البر، لافتا إلى معالم هذا الطريق الباقية بسيناء، ومنها قلعة نخل ونقش السلطان الغورى قرب النقب وبه آيات قرآنية ونقش نصه ( رسم بقطع هذا الجبل المسمى عراقيب البغلة ومهد طريق المسلمين الحجاج لبيت الله تعالى وعمار مكة المكرمة والمدينة الشريفة والمناهل عجرود ونخل وقطع الجبل عقبة ايلا وعمار القلعة والآبار وقلعة الأزلم والموشحة ومغارب ونبط الفساقى وطرق الحاج الشريفة مولانا المقام الشريف والإمام الأعظم سلطان الإسلام والمسلمين الملك الأشرف أبو النصر قنصوه الغورى نصره الله تعالى نصرًا عزيزًا )، ويوجد على الصخرة رنك للغورى نصه (لمولانا السلطان الملك الأشرف أبى النصر قانصوه الغورى عز نصره ).
وأشار إلى تحول الطريق البرى للحج إلى طريق بحرى عبر البحر الأحمر فى عهد محمد توفيق باشا (1297- 1310هـ / 1879 – 1892م) وتم توسعة محجر الطور ومد إليه خط تلغرافى من السويس عام (1318هـ / 1900م)، وكان فى هذا الطريق راحة كبيرة للحجاج وفى (11محرم 1314هـ / 2 يونيو 1896م) أبحر عباس حلمى باشا الثانى ابن محمد توفيق باشا إلى مدينة الطور وزار محجر الطور وجامعها وحمام موسى.
وطالب ريحان بإحياء محطات الطريق القديمة التى كانت ترتبط بنشاط تجارى كبير فى نخل والعقبة بتطويرها وإقامة مصانع للنسيج ومنتجات غذائية قائمة على ما تجود به خيرات الأرض فى الدول العربية وعمل نماذج للمحمل الشريف وعمل رياضات الهجن والرياضات العربية المختلفة، خاصة وان هذه المحطات ستكون مواقع للزيارة لكل الجنسيات كجزء من خطة إحياء السياحة الدينية بسيناء، كما طالب بتطوير منطقة نقش الغورى الذى يتوقف عندها معظم الحجاج والمعتمرين حاليًا فى طريقهم لمكة المكرمة ويمكن استغلال هذا الموقع بشكل جيد كسوق تجارى ومزار سياحى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة