الإرهاب المتأسلم
مجرد ذكريات
وفى "مجرد ذكريات" الذى صدر جزءه الأول عن دار المدى عام 1999م يعتمد السعيد على عقلية انتقائية منذ النصف الثانى من الأربعينيات، وحتى هزيمة 1967م.
تعلق رفعت السعيد بالشيوعية منذ طفولته بسبب إعجابه بابن خالة والده "يوسف بدير" الذى يكبره بسنوات عدة، والذى تم اعتقاله على أساس "أنه شيوعى خطر " .
حريق القاهرة
يروى رفعت السعيد حكاية الشاب النوبى محمد الزبير، الذى انتمى فى السجن لمنظمة «حدتو» بعد أن كان ينتمى لحزب مصر الفتاة، واعتقل وهو منتم له او أنه«كان يؤكد أنه قد استدعى إلى مقر الحزب الاشتراكى فى عابدين مساء يوم 25 يناير حيث أصدر لهم مسئول من الحزب اسمه فؤاد نصحى – فيما أذكر- تعليمات بإشعال حرائق فى قلب العاصمة، ووزعت عليهم زجاجات بنزينوكرات من القماش لاستخدامها فى إشعال الحريق».
حدتو وجمال عبد الناصر
لم يمض على ثورة يوليو سوى شهرين، وبدأ الفعل السياسى المعبر عن التناقض بين "حدتو" وما أسمته ب«حركة الجيش» وذلك من خلال عمل جبهوى داخل كلية الحقوق، ضم الوفد والحزب الاشتراكى ورابطة الطلبة الشيوعيين – حدتو، تحت مسمى «الجبهة الوطنية الديمقراطية لطلاب حقوق جامعة إبراهيم» وبدأت التصادمات بينهم وبين طلاب ينتمون إلى هيئة التحرير، وعددهم قليل، وكثيرون ينتمون للإخوان المسلمين، وبدأت حملة اعتقالات ضد الطلاب وحين زار جمال عبد الناصر، ومعه عدد من قيادة مجلس الثورة، كلية الحقوق، واستعد الإخوان بحشود ضخمة لتأييده، اجتمع بالمقابل حوالى مائة طالب من أعضاء حدتو وأعضاء الجبهة الوطنية الديمقراطية «فنجد رفاقنا وأصدقاءهم قد تعرضوا لمذبحة حقيقية، ونجد حسن دوح قائد الطلاب الإخوانيين ممسكاً بالميكرفون فى حشد يضم آلاف الطلاب وعبد الناصر واقفاً إلى جواره هو وبعض أعضاء مجلس الثورة، وكان حسن دوح يصرخ متحدياً:«يا رجل الثورة أعطنا حرية فى العمل وساعتها سنقول للشيوعية الملحدة اخرجى من بلادنا، ونصيح فيهم: يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم ليحطمنكم سليمان وجنوده. وبينما عبد الناصر والضباط يخرجون ليركبوا سياراتهم، وجدونا نسد عليهم الطريق هاتفين.. مطالبين بالديمقراطية.. وبالدستور.. وبكل نقاط الخلاف بيننا وبين حركة الجيش.. بعد زمن طويل علمت أن خالد محيى الدين كان بين ضباط القيادة الحاضرين، وأنه ركب السيارة مع عبد الناصر الذى التفت إليه قائلاً: برضه العيال بتوعكم جدعان».
الإخوان المسلمون والعدوان الثلاثى
لقد كان رد الفعل الإخوانى على العدوان الثلاثى عام 1956م غريباً !ففى حين كان الشيوعيون يرفعون شعار «الدفاع عن الوطن» رفع الإخوان شعار «لا عدوان إلاّ على الظالمين » يتحول السياسى، إذ يطلق شعاراته إلى ممثل يتلبسه الدور المسرحى، فيفعل المستحيل كى يتقن أداء الدور،ومن هنا...فأنت قد ترفع شعاراً سياسياً لا يلبث أن يتلبسك فيستبد بك»172ص. لهذا كانت عاطفة الشيوعيين مشدودة إلى الوطن، ومواجهة العدو،وكان الإخوان المسلمون بين منشق، وأكثرهم ضباط سابقون فى الجيش» فؤاد جاسر –حسين حمودة – جمال ربيع » أوجعتهم عقيدتهم العسكرية إذ وجدوا قيادتهم الإخوانية تمتلىء سروراً بالعدوان على جيشهم ووطنهم ».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة