أعلن أشرف عامر، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، أن الهيئة سوف تفتح منشآتها (قصور وبيوت الثقافة والمكتبات الكبرى) لإقامة فصول لمحو الأمية، فى مختلف أنحاء الجمهورية، تنفيذا لبروتوكول التعاون بين وزارتى الثقافة والتربية والتعليم، للاستفادة من قصور الثقافة، من خلال استضافتها، لفصول محو الأمية، والمسابقات الثقافية والفنية والأدبية بين طلاب المدارس، والاستفادة من المدارس فى القرى النائية لتفعيل الأنشطة الثقافية والفنية.
وقال عامر، إنه "يجرى أيضا بحث زيادة الميزانية المخصصة لبناء قصور ثقافية جديدة، وإعادة ترميم وصيانة المنشآت الثقافية القائمة البالغ عددها 590 (قصرا وبيت ثقافة ومكتبة) يعمل غالبيتها بكامل طاقته، فيما يحتاج الباقى الى ترميم وصيانة بدرجات متفاوتة".
وأضاف أننا "فى مصر قيادة وشعبا لدينا إرادة حقيقية للقضاء على الإرهاب ونحن فى قطاع الثقافة نواجه الإرهاب بتقديم ما هو عكسه وهو الفن والثقافة والإبداع"، مشيرا إلى أن "مواجهة الإرهاب تختلف عن مواجهة الإرهابيين، حيث أن مواجهة الإرهابيين شأن أجهزة الأمن"، معربا عن اعتقاده بأن المثقف والمبدع المصرى يسعى للخروج من مساحات الظلام المنتشرة حولنا، خاصة بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو والتى تستهدف الشباب بشكل خاص.
وقال رئيس هيئة قصور الثقافة إنه يعمل مع زملائه لاستعادة الصورة الذهنية لما كانت عليه الهيئة فى عقود الستينيات والسبعينيات وغالبية الثمانينيات من "بهاء"، حيث كانت تقدم للمواطن فى كل ربوع الوطن جرعات ثقافية وفنية متميزة أنتجت لمصر العديد من الأدباء والكتاب والمفكرين والمبدعين، مشيرا إلى أن العقود الثلاثة الماضية شهدت تدهورا كبيرا فى مختلف أوجه الحياة فى مصر ومن بينها الحالة الثقافية التى انقطعت خلالها تدريجيا علاقة البيت بالمنشأة الثقافية (سواء كانت قصرا أو بيت ثقافة أو مكتبة) وقد تم التركيز على تقديم ثقافة استهلاكية مما أدى إلى ضمور الثقافة الجماهيرية فى ذهن الشارع المصرى وإصابتها بالعديد من الأمراض.
وأوضح عامر أنه يسعى إلى استكمال الجهود التى بدأها زملاؤه الرؤساء السابقين لتنفيذ استراتيجية إحياء الثقافة الجماهيرية خلال فترة ما بعد ثورة 25 يناير لتصويب ومعالجة أوجه الخلل والقصور، مشيرا إلى أن العنصر الأساسى الذى يعتمد عليه فى مسيرة الإصلاح الثقافى هو العنصر البشرى سواء داخل الجهاز الإدارى (الكادر الثقافي) الذى يحتاج إلى إعادة تأهيل وتدريب وصقل، أو خارج الجهاز الإدارى (المبدعون) من أبناء الثقافة الجماهيرية، فضلا عن تطوير الأجهزة والمعدات والأماكن وإعادة صياغتها وتهيئتها بما يتناسب مع المرحلة الجديدة وتحسين والارتقاء بالخدمة الثقافية.
وأشار عامر إلى أنه يدرس حاليا تشكيل لجنة تشاورية من المبدعين من داخل وخارج الهيئة لوضع رؤية شاملة للنهوض بالمواد الثقافية التى تقدمها قصور الثقافة فى مختلف صور الإبداع الثقافى والفنى، كما يجرى حاليا الوقوف على الملفات الشائكة وفى مقدمتها حالة قصور وبيوت الثقافة والمكتبات والعمل على إعادة تأهيلها وتشغيلها بكامل طاقتها وهذا أمر يحتاج إلى ميزانية أضعاف المبالغ المتاحة حاليا لتوفير التمويل اللازم لاستكمال بناء المنشآت الجديدة وإصلاح وصيانة القديمة.
وشدد رئيس هيئة قصور الثقافة على المضى فى تحقيق العدالة الثقافية، التى يوليها الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة جل اهتمامه، من خلال الوصول للمناطق الحدودية كلها والتوجه للقرى المهجورة والوصول إلى أبعد مكان لم يتم الوصول إليه، وليست القرى المختارة القريبة من عواصم المحافظات والمدن الكبيرة، والعمل على تنميتها من خلال إنشاء القصور وتجديد الموجود، وإذا لم نجد أماكن لإنشاء المراكز الثقافية فى القرى البعيدة، سنصل لهم من خلال أحواش المدارس وساحات ومراكز الشباب، بالتعاون والتنسيق مع وزارتى الشباب والرياضة والتربية والتعليم.
يذكر أن الكاتب الصحفى حلمى النمنم وزير الثقافة، كلف الشاعر أشرف عامر، الشهر الماضي، برئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة، خلفا للدكتور سيد خطاب. وكان أشرف عامر يشغل منصب نائب رئيس الهيئة، بعد مرور الكاتب صبرى سعيد، الذى كان يقوم بتسير أعمال الهيئة بوعكة صحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة