جيلان جبر

مشاركون وليس مستهدفين

الخميس، 20 يوليو 2017 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتهت مرحلة الفوضى فى المنطقة وأسلوب إدارة الثورات وإشعال الأرض بالفتن لتمدد الإرهاب وتصعيد العنف غير مطلوب، فالثمن فيه أصبح مهددا ومكلفا للجميع عربى وأجنبى، إقليمى ودولى، لذلك إعادة ترتيب الأوراق مطلوب ومواجهة الأخطار بوضوح على أجندات الدول ووجب كشف أوراقها، لأن الجانبين الروسى والأمريكى فى حالة تفاهمات من خلف ستار المنافسة والخلافات.
 
1 - أعد كل من كولم لينش وروبى غرامر تقريرًا نشرته مجلة فورين بوليسى تحت عنوان «تفاصيل سرية عن اتفاق الهدنة السورية بين ترامب وبوتين تتعلق بالوكلاء الإيرانيين»، أوردا فيه أن الاتفاق السرى بين الولايات المتحدة وروسيا لوقف إطلاق النار فى جنوب غرب سورية، الذى دخل حيز التنفيذ يدعو إلى منع المقاتلين الأجانب المدعومين إيران من الوصول إلى بقعة إستراتيجية من الأراضى السورية قرب الحدود مع إسرائيل والأردن، حسب ما أفادته ثلاثة مصادر دبلوماسية.
 
 ورحب الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، بهذا الاتفاق كخطوة مهمة لإنقاذ الأرواح، إلا أنه لم يتم الكشف عن تفاصيل كثيرة حوله.. ويبدو أن مسؤولى وزارة الدفاع الأمريكية- الذين سيتحملون مسؤولية مراقبة الاتفاق- ليسوا على دراية بخفايا هذا الاتفاق، الذى يهدف إلى تلبية مطالب إسرائيل والأردن بشأن عدم السماح للقوات الإيرانية ووكلائها، بما فى ذلك حزب الله، بالاقتراب من مرتفعات الجولان، التى تحتلها إسرائيل ولا من الحدود الأردنية.. ومع ذلك، يتساءل دبلوماسيون أمريكيون سابقون ومراقبون عن إمكانية تنفيذ هذا الاتفاق حقًا، معربون عن شكوكهم فى قدرة روسيا على أن تكون ضامنًا موثوقًا به لاستمرار هدنة تشمل النظام السورى وإيران ووكلاءها.. وينقل التقرير عن جيرالد فيرستاين، الدبلوماسى الأمريكى المخضرم، الذى تقاعد العام الماضى، قوله إن «السؤال الذى يطرح نفسه هو مَن سينفذ ذلك الاتفاق؟ فهل ستتحمل روسيا مسؤولية إخبار إيران بما يجب أن تفعله؟»، مشيرًا إلى أنه لا يمكن الحفاظ على أى اتفاق سلام دون مشاركة إيران لأن «الإيرانيين أقرب بكثير إلى موقف الأسد حول الطريق قدمًا فى سورية من الروس». 
 
كما يتمتع الإيرانيون بنفوذ أكبر بكثير من الروس، بالنظر إلى أنهم ووكلاءهم يقومون بجزء كبير من القتال داخل سورية.. وفى ضوء ذلك، أعرب دبلوماسيون أمريكيون محنكون عن شكوكهم فى قدرة الكرملين على الوفاء بوعوده.. إذ قال فريد هوف، المستشار السابق لدى وزارة الخارجية لشؤون الانتقال فى سورية، إن «مفتاح بقاء نظام الأسد هو إيران وليس روسيا.. ويشير التقرير إلى أن الروس فشلوا منذ مايو الماضى فى إقناع جماعات الميليشيات المدعومة من إيران أو النظام السورى باحترام منطقة نزع فتيل الصراع»، التى أعلنها القادة الأمريكيون بالقرب من قاعدة أمريكية فى جنوب شرق سورية.
 
2 - التحذيرات الخليجية للجارة المناكفة لهم قطر استمرت 21 عامًا دون توقف، وانتهاك يومى للوعد والعهد والاتفاقيات والمواثيق المكتوبة والموقعة فلا يزال الارتباك سيد الموقف فى الدوحة ومتخبطا بين التعنت والارتباك والخوف من استمرار المقاطعة لا يعانى فيها سوى الشعب القطرى فقطع العلاقات من قبل جيرانها ومصر تجعلها تعيد أسطوانة الدبلوماسية والحوار، وسقطت الدولة وتحولت إلى تابع نحو الصديق الإيرانى، وتستعين بقوات الحليف التركى، ومرة يقول سفيرها فى واشنطن: إنها مستعدة لتصحيح أخطائها «فى حال ثبوتها»؟!، وهكذا تلف هذه الدبلوماسية القطرية الساذجة الحبل حول رقبتها، وتشتد مع الأزمة، التى سقطت فيها الأقنعة والشعارات، ولا تزال الدوحة تمارس تكتيكها السابق نفسه بالمراوغة والمناكفة دون أن تدرك أن الوقت يوجهة ضدها كل يوم.
 
وتحت عنوان «الولايات المتحدة تستطيع النجاح عسكريًا فى الشرق الأوسط، وهزيمة داعش فى الموصل تؤكد ذلك كتب جوش روجين مقالا نشرته صحيفة واشنطن بوست»، قائلًا إن الدرس الذى يمكن استخلاصه من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) فى الموصل وطرده من الرقة هو أن الولايات المتحدة يمكن أن تنجح عسكريا فى الشرق الأوسط إذا تعاونت مع القوات المحلية، التى هى على استعداد للقيام بالمهام القتالية والتضحية بأرواحها فى سبيل النصر. وبينما أسفرت النتائج المكلفة للحملات البرية الأمريكية الضخمة فى العراق وأفغانستان على مدى العقد والنصف الماضيين عن شعور عميق بالإحباط، كانت الحرب على داعش أقل تكلفة بكثير من ناحية الأموال والأرواح الأمريكية- وكذلك أكثر نجاحًا.. فمن المثير للدهشة أنه على مدى السنوات الثلاث الماضية، لم يُقتل سوى خمسة أمريكيين فقط فى سورية والعراق، وفق بيانات الجيش الأمريكى.. وكانت حصيلة الخسائر البشرية مروعة، حتى لو لم يدفع الأمريكيون الثمن.. وبالنظر إلى أن مستوى الوجود الأمريكى وحصيلة القتلى كانت متواضعة جدا، لم تشغل هذه الحرب فى الغالب تفكير الأمريكيين، ولكن من المفيد دراسة كيفية نجاح عملية هذه الاستراتيجية عسكريا- والاعتراف بعدم وجود أى إستراتيجية سياسية مقابلة، ما قد يسبب مشكلات مستقبلا. 
 
ويلفت الكاتب إلى أن الحملة الأمريكية استندت إلى قوات العمليات الخاصة، التى كان شعارها هو شن هذه الحرب بالتعاون مع ومن خلال الشرکاء المحلیین، ما تضمن تدريب وتجهيز وتقديم المشورة للجنود العراقيين والسوريين ثم تزويدهم بالدعم الجوى عن طريق قصف العدو بلا هوادة.
 
وفى العراق، اعتمدت الولايات المتحدة على قوتين رئيسيتين: وحدات مكافحة الإرهاب التابعة للجيش العراقى وقوات البشمركة الكردية.. وفى الوقت نفسه، لم تقدم الميليشيات الشيعية فى العراق على شىء لتقويض المعركة ضد المتطرفين السنة، كما كان يخشى المحللون.. وفى سورية، كان الحليف الأمريكى الأبرز والأهم هو المليشيات الكردية المعروفة باسم وحدات حماية الشعب. 
 
وكان الأكراد السوريون حليفًا محرجًا من الناحية السياسية، لأن تركيا تعتبرهم ذراعًا لحزب العمال الكردستانى الإرهابى.. ولكن كان على الولايات المتحدة الاعتماد على الشركاء، الذين لديها فى سورية، ما عنى العمل مع القوة، التى يقودها الأكراد.. فبدلا من بناء القوة المثالية على الطراز الأمريكى، يميل القادة الأمريكيون إلى التكيف مع الواقع وإزاحة المشكلات السياسية- من المعارضة التركية المريرة والطموحات الكردية العراقية للاستقلال إلى الإستراتيجية السياسية غير المتسقة فى سورية- جانبًا حتى وقت لاحق.
 
ويختتم الكاتب المقال بالإشارة إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية أجرت عام 2012 دراسة تقول إن الدعم الأمريكى لهذه القوات المحلية نادرًا ما ينجح، ولكن هناك مصادر تقول إن محللى الوكالة لاحظوا أمرا هاما: وهو أنه فى التدخلات الأمريكية التى كانت ناجحة، عملت الولايات المتحدة عن كثب مع شركائها فى ساحة المعركة. ويبدو أن الحرب فى سورية والعراق تؤكد صحة هذا الاستنتاج. لذلك علينا نقرأ المشهد جيدا ونستفيد من التطور والتغيير لنصبح مشاركين وليس مستهدفين.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة