كرمت الهيئة العامة لقصور الثقافة الراحلة الدكتورة نهاد صليحة والكاتب محمود الوردانى فى ثامن لياليها الرمضانية بوكالة بازرعة، فى إطار الاحتفالات الثقافية والفنية بحلول شهر رمضان التى تقيمها الهيئة بمسرح سور القاهرة الشمالى ووكالة بازرعة ومسرح الشاعر خلال الفترة من 5 إلى 15 رمضان الجارى.
بدأت الليلة بالأمسية الشعرية الثامنة بدأها الفنان أحمد فتحى زيدان بالعزف على الجيتار والغناء لبعض الأغانى الرمضانية، بعدها ألقى الشعراء قصائدهم تباعاً ومنهم "رقية حسن، محمد القليني، تيام الشافعى، مصطفى عبد الباقى، السعيد قنديل، جمال فتحى، عفت بركات، رانيا النشار وأدارها شعبان ناجى.
تلى ذلك ندوة لتكريم اسم الناقدة الدكتورة نهاد صليحة، تحدث خلالها الدكتور عمرو دوارة والدكتور محمود نسيم وأدارها أشرف أبو جليل مدير عام الثقافة العامة.
بدأ نسيم بالحديث قائلاً إن المرارة التى شاعت فى الوسط الفنى والأدبى عندما مرضت مرضها الأخير يوضح لنا مدى الحضور الذى كانت تحظى به فى قلوب طلابها وأصدقائها خاصة أن العام الماضيفقد فيه الكثير من المثقفين المصريين، وأكد أنها تمثل حالة متفردة فى المجال المسرحى بكل نشاطاته وفعالياته.
وأشار "نسيم" إلى أن عملها تراوح بين التدريس والتنظير والمتابعة للعمل المسرحى فى مصر، وقد غيرت خريطة النقد المسرحى تغيرا واضحا، منذ ظهورها حتى وفاتها، حيث كانت مؤسسة النقد المسرحى مكتفية بالاهتمام بالنص فى معظم أحوالها، أما هى فقد كانت واحدة من المهتمين بالعرض فى كل عناصره الشكلية والمضمونية، وهى تعد النقلة الثانية بعد على الراعى فى مجال النقد المسرحي، وكان اهتمامها بعروض المسرح القومى لا تقل عن عروض الشباب التى تقام فى المناطق الهامشية والأحزاب وقصور الثقافة.
أما عمرو دوارة فقد أبدى سعادته بالحديث عن نهاد صليحة صاحبة الفضل على عدد من الأجيال النقدية والفنية، فهى تعد فى طليعة الجيل الرابع من نقاد المسرح المصرى الذى يمتاز بالعلمية والأكاديمية والاهتمام بالعرض المسرحى إلى جانب النص، هذا الجيل الذى ينتمى إليه عبد العزيز حمودة ومحمد عناني، وقد نوه دوارة إلى تنوع نشاط الراحلة من الترجمة والكتابة بالإنجليزية، إلى جانب التدريس والمتابعة النقدية، فضلا عن دورها كناشطة مسرحية تشارك فى الندوات والأمسيات والورش المسرحية، والمتابعات الفنية والجمالية المتميزة، وكانت بالإضافة إلى ذلك أكاديمية متميزة تشكل عقول طلابها وتساعدهم على إنجاز مشروعاتهم، وأشار إلى أن ممارستها الفنية والنقدية جعلتها على علم بطبيعة الأداء المسرحى وخصوصية الفرق والتمويل ونحو ذلك، وكانت فى كل ذلك تدرك السياق التاريخى للتجارب المسرحية والواقع الاجتماعى المصرى فى كل حقبة، وفى ختام الحفل قدمت شهادة تكريم وميدالية الهيئة باسم الكاتبة الراحلة د. نهاد صليحة تسلمها عنها د. عمرو دواره.
وبعد ذلك نوقش كتاب ثلاثية الخروج الصادر عن سلسلة نصوص مسرحية بمشاركة خالد رسلان الذى أشاد بالنصوص الثلاثة التى يشتمل عليها هذا الكتاب، وهى ذات توجهات حديثة أو حداثية وقدم الندوة الحسينى عمران.
واختتمت الليلة بتكريم الكاتب محمود الوردانى وتحدث عن تجربته حديثا قصيرا أشار فيه إلى تأثير الفكر اليسارى عليه فى مطلع حياته الفكرية، حيث وجهت هذه الأفكار اليسارية اتجاه الكاتب إلى الأفكار الاجتماعية الخلاقة، والهموم الاجتماعية المهمة.
وأشار الوردانى أنه رغم عمله بالصحافة فقد حافظ على توجهاته الفكرية وقيمه التى يعنى بها فى أعماله الأدبية، لأن الصحافة جزء من العمل الأدبى والفكرى الذى لا ينفصل عن التوجه الكلى للكاتب.
وبسؤاله عن الصحافة الثقافية أبدى أساه على حالها الراهن مؤكدا أنها لا تصب فى مصلحة الثقافة حيث تهتم بالقضايا السطحية والمشكلات التى لا تهم الوسط الأدبى وتمنى أن تكون الحياة الأدبية على حال أفضل من الوضع الراهن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة