كرمت الهيئة العامة لقصور الثقافة اسم الروائى الراحل أحمد الشيخ والإعلامية فريدة النقاش فى سابع لياليها الرمضانية بوكالة بازرعة، فى إطار الاحتفلات الثقافية والفنية بحلول شهر رمضان التى تقيمها الهيئة بمسرح سور القاهرة الشمالى ووكالة بازرعة ومسرح الشاعر خلال الفترة من 5 إلى 15 رمضان الجارى.
بدأت الليلة بحفل تكريم الكاتب الراحل أحمد الشيخ شارك فى الحفل الكاتب فؤاد مرسى وحازم نجل الراحل أحمد الشيخ، وقد افتتح الحديث فؤاد مرسى بقوله إن دخول عالم أحمد الشيخ يمثل صعوبة على الناقد أو الباحث، لأنه روائى وقاص من طراز فريد، دشن اسمه فى عالم القصة بعدد من المجموعات منها "دائرة الانحناء، النبش فى الدماغ" ثم بروايته متعددة الأجزاء "الناس فى كفر عسكر، إلى جانب الكتابة للأطفال.
ثم أوضح أن قراءة أحمد الشيخ لا تنفصل عن المنظور الكلى لجيل الستينيات، الذى حاول استرداد الوطن بعد هزيمة 67 والقضاء على بقايا الإقطاع ونحو ذلك، كما فعل فى رواياته الكبرى، وهو فى كل ذلك يحاول أن ينقل عالم القرية بكل ثرائه وصراعاته، وهذا ما جعل من أعماله سجلا اجتماعيا وأنثروبولجيا مهم جداً عن حياة المجتمعات الريفية.
أما حازم أحمد الشيخ فقد أشار إلى أن الكاتب الراحل كان يواجه المجتمع بمشكلاته وهذا ما أضفى على أعماله طابعا مميزاً تجريبيا واجتماعيا فى الوقت نفسه، وهذا ما أشار إليه د. سيد حامد النساج، وقد كان الشيخ يخشى على الوطن من أزمات الانفتاح والاستبداد وإفقار المجتمع وتدنى دور المثقف، وقد استشرق المستقبل فى عدد من أعماله، وتناول مختلف الشخصيات بما فيها الآخر المختلف عنا فكريا وحضاريا واجتماعيا، وفى ختام اللقاء قدم حسين صبرة شهادة تقدير وميدالية الهيئة باسم الكاتب أحمد الشيخ تسلمها نجله حازم.
تلى ذلك فاصل غنائى للفنان أحمد فتحى زيدان، أعقبه عقد الندوة الثانية لتكريم الكاتبة فريدة النقاش وأدارها عيد عبد الحليم، أشاد خلالها عبد الحليم بإنجاز الكاتبة فريدة النقاش فكرياً ونقدياً، وأكد أنه مجهود كبير وممتد ويستحق التكريم والاهتمام، بما أنتجه على كافة المستويات السياسية والأدبية والمسرحية، فضلا عن العمل الصحفى بالجرائد والمجلات الحزبية والمستقلة وأهمها أدب ونقد إحدى أقدم المجلات الأدبية فى واقعنا إلى جانب وقفتها الصلبة إلى جانب الأجيال الصاعدة من شباب الكتاب والمسرحيين.
ونوه عيد عن الأسرة الثقافية التى تربت فيها فريدة حيث الأب شاعر، والإخوة وحيد ورجاء النقاش كانوا يمثلون مجموعة فنية وثقافية متميزة وفارقة فى الحياة الثقافية المصرية، وأشار إلى أن أكثر ما كان يملأبيتهم هو الكتب، وكان حب الأب والأم للعلم والتعليم يدفعهما لإرسال الأبناء إلى الجامعة، وأصرت الأم على تعليم البنات كالأولاد تماماً.
وأشار عيد إلى أن أكثر ما آلم فريدة هو اضطرار الأسرة إلى بيع مكتبة الأسرة الكبيرة عندما اضطرت الأسرة للهجرة إلى القاهرة، فانشغلوا بإعادة بناء المكتبة التى بيعت، وأكد أن نشأتها فى الريف الذى يمثل عينه ممثلة للمجتمع المصرى المظلوم والمهمش، وكان سؤال البؤس المحيط بالفلاحين هو أهم الأسئلة التى واجهتها وهو سر لحاقها بثورة 1952 والانحياز لقرارات الثورة.
وتدخل عيد وأهاب بها أن تتحدث عن صدامها مع السلطة وتجربتها فى السجن، فذكرت أن تجربة السجن مدونة فى كتابها "السجن.. دمعتان ووردة" وهو خلاصة أجيال فى الصراع مع السلطة الطاغية والهاضمة لحقوق الشعب.
وعن كتابها "أطلال الحداثة" ذكرت أنه يحمل دعوة لإعادة قراءة الواقع، لأن هناك قوة نافذة تتحرك فى العالم العربى تدعو للعودة إلى الوراء، وترى أن المستقبل ينطلق من الماضي، فكان لابد للمفكرين أن ينتبهوا إلى هذه الرجعية الجديدة ومواجهتها، ومواجهة المجتمع الاستهلاكى والانفتاح الاقتصادي، واختتمت الندوة بتكريم النقاش بتسليمها ميدالية الهيئة وشهادة تقدير.
واختتمت الليلة بأمسية شعرية للشعراء أمل جمال، سيد شومان، عبد الرحمن مقلد، عزت إبراهيم، عمر مكرم، محمد جابر متولى، محمد عز الدين، مدحت منير، علاء الرمحى، محمد هليل، مؤمن الظنى وأدارها شعبان ناجي، كما شارك الفنان أحمد فتحى زيدان فيها بأغنياته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة